مرتزقة في خدمة الإرهاب.. عصابة قطر وتركيا لتقويض ليبيا
يشكل الدعم القطري للجماعات والميلشيات الإرهابية في المنطقة العربية أحد ركائز السياسية الخارجية القطرية، وبدعم إعلامي واسع عبر قناة الجزيرة بوق الإرهابيين في المنطقة، وهذا البوق اشتد في الأيام الأخيرة مع إطلاق الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس، وبدأ عويل ضيوف الجزيرة- بتوجيه قطري- يتحول لصراخ لإنقاذ أذرع الدوحة في ليبيا.
أذرع الدوحة في طرابلس
في 4 يناير 2019 أصدر مدير مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي الصديق الصور، قائمة بضبط وإحضار رجال قطر وتركيا، وكان منهم الإرهابي عبدالحكيم بلحاج أمير ما تسمى الجماعة الليبية المقاتلة «مرتبطة بتنظيم القاعدة» ورجل قطر الأول في ليبيا، إضافةً إلى إبراهيم الجضران، المتورطين بدعم هجمات مجموعات مسلحة على الحقول النفطية.
ووصل حجم تمويل قطر لتلك الميليشيات في ليبيا بالمال والسلاح منذ اندلاع أحداث 17 فبراير عام 2011، إلى حوالي 750 مليون يورو، ولم ينته دورها عند دعم الإرهاب، بل سرقت قطر أيضًا منظومة الدفاع الليبي مقابل 50 مليون دولار فقط «بحسب ويكليكس».
مهندس الإرهاب في ليبيا
يعد عبدالحكيم بلحاج، أحد أبرز أذرع قطر وتركيا في ليبيا؛ حيث يشكل إحدى أهم الأدوات التي تنفذ مخططات الفوضى والإرهاب في ليبيا، ويمتلك بلحاج شركة طيران وقناة تلفزيونية، تروج لمشروعه الإرهابي في ليبيا، وهو أحد الإرهابيين على قائمة الرباعي العربي «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين».
وبعد سقوط نظام معمر القذافي، تحوّل بلحاج في زمن وجيز إلى ملياردير وقائد؛ حيث ترأس ما يسمى حزب الوطن، وأسس شركة الأجنحة للطيران، وأصبح يمتلك عدة طائرات تؤمّن يوميًا عشرات الرحلات بين طرابلس والدوحة وأنقرة.
ويعدّ بلحاج أبرز الشخصيات التي تحظى بتمويل ودعم قطري منذ أحداث 201؛ حيث ساعدته الدوحة في تكوين وتسليح ميليشيات مسلّحة مارست عدّة جرائم إرهابية في حق الشعب الليبي، كما وفرت له قناة الجزيرة الدعم الإعلامي للترويج لمشروعه المتشدّد في ليبيا.
سارق النفط
ومن أبرز قادة الميليشيات المدعومين من قطر، يأتي إبراهيم الجضران (37 عاما)، باعتباره أحد قادة الميليشيات الليبية وسارق النفط الليبي، ويشكل الميليشيا العسكرية الأولى في استهداف النفط بدعم وتخطيط من قطر وتركيا، وقد نجح الجيش الليبي في إنهاء سطوة الجضران بليبيا بعد أن سيطرت قوات الجيش على حقول النفط وسلتمها للمؤسسة الوطنية للنفط.
ويرتبط الجضران بعلاقة قوية مع المتمرد التشادي تيمان إرديمي، الذي يقيم في العاصمة القطرية الدوحة، ويمده بمرتزقة من تشاد للعمل في صفوف مجموعاته التي تنشط في منطقة الهلال النفطي.
وكان الجضران طالب بإنشاء إقليم فيدرالي في برقة، والإعلان عن تعيين مجلس سياسي هناك، ما كان سيعجل بتقسيم لليبيا التي تعيش اضطرابات سياسية منذ نحو 9 أعوام.
مرشد الإرهاب بليبيا
بصفته المرشد الأول للإخوان والجماعات الإرهابية في ليبيا، يحظى علي الصلابي بدعم غير محدود من قطر وتركيا، ويوصف بأنه رأس الأفعى القطرية والرجل الأول لتركيا في ليبيا.
كما يوصف الصلابي بأنه وريث مفتي الدم يوسف القرضاوي، وتلميذه المقرب، وهو مهندس انقلاب «فجر ليبيا»، الذي أطاح بحلم الليبيين في الانتخابات التي خسر فيها الإخوان والميليشيات الانتخابات البرلمانية، فكان الانقلاب على النتائج عبر ثغرات دستورية.
ويعد الصلابي أبرز الأسماء على قائمة الإرهاب في دول الرباعي العربي، وعمل الصلابي الهارب حاليًا إلى تركيا على حشد الميليشيات لحرب الجيش الليبي، فضلًا عن تسهيل عملية دخول الأموال القطرية والتركية للميليشيات المتطرفة في ليبيا.
واتهم المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، في 11 يوليو 2018، علي الصلابي، في فضيحة البنك المركزي الليبي (مقره طرابلس، وتسيطر عليه جماعة الإخوان وحكومة الوفاق)، من خلال محافظ البنك الصادق الكبير، الذي تلاعب بالمال العام لدعم الجماعات المتطرفة.
حامل رسائل قطر
يعد القيادي الإخواني عبد العزيز السيوي، هو أحد أبرز أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المرتبطين بقطر بشكل مباشر، وهو أحد قيادات حزب الإخوان الذي أسس بعد أحداث 17 فبراير، تحت مسمى «حزب العدالة والبناء الإسلامي».
عمل السيوي في بداية حياته مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدارس مدينة مصراته، ويشغل حاليًا عدة مواقع مهمة داخل صفوف الجماعة الإرهابية، أبرزها عضوية مايسمى مجلس شورى الجماعة، والذي يشرف على أنشطة أذرع الجماعة سواءً السياسية أو الإعلامية أو الدعوية، فضلًا عن كونه إمام وخطيب مسجد الشيخ «أمحمد»، والذي يعد أقدم مساجد مدينة مصراته؛ حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1880.
وطوال السنوات السبع الماضية، وظف السيوي منبر مسجد الشيخ «امحمد» لخدمة الأجندة القطرية والإخوانية في ليبيا، والترويج لأفكار التنظيمات والجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم الحمدين القطري.
وكان السيوي أحد أبرز الداعمين لعملية فجر ليبيا التي أطلقتها الجماعات الإرهابية في عام 2014 رداً على عملية الكرامة التي أطلقها الجيش الوطني الليبي.
يظهر السيوي بصفة مستمرة في قناة «التناصح» الليبية، والتي أدرجتها الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مصر والإمارات والسعودية والبحرين، ضمن قائمة الإرهاب الثانية، والتي ضمت 9 أفراد و9 كيانات ممولة ومدعومة من قطر؟
مفتي الإرهاب
يبقى مفتي الدماء وشيخ الإرهابيين، الصادق الغرياني، مفتي ليبيا السابق، هو أحد الشخصيات المثيرة للجدل في ليبيا، تولى منصب مفتي ليبيا، إلا أنه أصدر فتاوى داعمة للجماعات المتطرفة، وأباح اقتحام تنظيمي «القاعدة» و«داعش» للمدن الليبية.
ويعد الغرياني الداعم الأول للإرهابين، فمنذ بداية تحرك الجيش الليبي للقضاء على الإرهاب في ليبيا، ويصدر «الغرياني» فتاوى داعمة للإرهاب والميليشيات الإرهابية،التي تحرض على الجيش الوطني، وتشجع على جرائم العنف وحمل السلاح، وقال في كلمة تلفزيونية شهيرة: «قتال حفتر وأعوانه واجب شرعي، ولا دية لهم ودمهم مهدور».
وكانت آخر فتاويه في هذا الصدد في العشر الأواخر من رمضان الماضي، إذ دعا «الغرياني» لدعم الإرهابيين المحاصرين في مدينة «درنة» بالجهاد بالنفس والمال والعصيان المدني، وتوجيه زكاتيِّ المال والفطر للإنفاق عليهم.
ولايزال «الغرياني» يطل بفتاويه ورسائله المشابهة على قناة «تناصح» التي تبث من تركيا ويملكها ابنه «سهيل الغرياني» والقناة، مدرجة أيضا بمالكها وبأبيه على قائمة دول الرباعي العربي للكيانات الإرهابية التي تدعمها قطر.
الذراع العسكرية لقطر
إسماعيل الصلابي، شقيق علي الصلابي مرشد الإرهابيين في ليبيا، تولى قيادة كتيبة «راف الله السحاتي» الإرهابية، وكتيبة «ميليشيا مجلس شورى بنغازي»، وهو الذراع العسكرية التي تشكل أدوات قطر الإرهابية على الأرض الليبية.
عمل إسماعيل على توظيف الأموال التي تأتي عن طريق شقيقيه علي وأسامة، من قطر وتركيا في تجنيد المقاتلين في صفوف الميليشيات، وهو يحتل رقم 26 في قائمة الشخصيات الإرهابية التي أعلنتها دول الرباعي العربي، على خلفية ضلوعه في العديد من العمليات الإرهابية الممولة من قطر.
ومؤخرًا هرب إسماعيل الصلابي، إلى الجنوب الليبي ليختبئ في أوكار الجماعات المتطرفة الموالية لتنظيم القاعدة، وينفذ عمليات إرهابية متعددة أبرزها الهجوم على الهلال النفطي.
الإرهابي التركي
هو زعيم ميليشيا «لواء الصمود»، أحد أبرز الإرهابيين في ليبيا المدعومين من قطر وتركيا، وترجع أصوله إلى تركيا، هو صلاح بادي العسكري الليبي السابق، عُرف بمعارضته للرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بل إنه كان يصفه بـ«الطاغية» وبعد اندلاع الاحتجاجات في ليبيا قاد زعيم ميليشيا «لواء الصمود»، عمليات عسكرية على عدد من المناطق، وقاتل فيها بدعوى تطهيرها من أتباع «القذافي».
«بادي» ذو الأصول التركية، عين مُدرسًا بأكاديمية الدراسات الجوية، ومن ثم ضابط عمليات بالسلاح الجوي، وخدم في البرلمان السابق بطرابلس، ويشتهر بأنه قاد معارك ضارية لإبقاء المؤتمر الوطني العام في السلطة خارج نطاق تفويضه في عام 2014؛ حيث تم تدمير المطار الدولي الرئيسي في طرابلس تقريبًا بخسائر أكثر من 2 مليار دولار، ويذكر الليبيون أنه أشرف بنفسه على عملية التدمير والحرق.
ومع تدهور الأوضاع في ليبيا، بحث زعيم ميليشيا «لواء الصمود»، عن دور له في وسط النزاعات، لكنه لم يتمكن من الوصول لمبتغاه، فحاول التقرب إلى حزب العدالة والبناء (ذراع جماعة الإخوان)، واختلف معهم، قبل أن يعود إليهم من جديد ليصبح حليفهم المقرب.
قاد «بادي»، مجزرة «غرغور» نهاية عام 2013 التي ذهب ضحيتها 56 شخصًا وأصيب 458 آخرين، وكان قائدًا لهجمات 2014، التي أطلق عليها المهاجمون عملية «فجر ليبيا» التي تسببت في أضرار مادية ومؤسسية كبيرة، وأدت إلى نزوح جماعي للسكان.
وتشن ميليشيا «لواء الصمود»، هجمات ضد ميليشيات موالية لحكومة الوفاق الوطني؛ الأمر الذي هدد السلام والاستقرار في البلاد، ورغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة لجميع الأطراف بالالتزام بوقف إطلاق النار، خاضت عناصر الميليشيا بقيادة «بادي»، في سبتمبر 2018، معركة وقع فيها قتلى وكان من بين الضحايا أعضاء في خدمات الإسعاف والطوارئ في طرابلس.
وفي نوفمبر 2018 أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على «صلاح بادي» لنشره الإرهاب والفوضي.





