صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية تكشف عن وثائق خطة الحكومة لإعادة الدواعش من مواطنيها
الأحد 07/أبريل/2019 - 06:46 م
أحمد لملوم
نشرت صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية السبت 6 أبريل الجاري تقريرًا حول إعادة الحكومة الفرنسية للدواعش الفرنسيين وأقربائهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، ذات الأغلبية الكردية في سوريا، ورفضت الحكومة الفرنسية التي تواجه ضغط عائلات فرنسية تطالب بعودة نساء وأطفال محتجزين في سجون الأكراد، التعليق على وجود خطة كهذه.
كاستانير
عودة الأطفال
وقال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير في المؤتمر الصحفي، خلال ختام اجتماع وزراء داخلية مجموعة السبع في باريس: «من المنطقي أن تعد الأجهزة كل الفرضيات، وهذه واحدة من الفرضيات التي أعدتها الأجهزة، ليس هناك أي إعادة جماعية مطروحة للتنفيذ حاليًّا»، مؤكدًا قرار الحكومة الذي تضمن إعادة الأطفال فقط على أن تكون مناقشة كل حالة على حدة.
وذكر مصدر متخصص للصحفية الفرنسية، أن هذه الوثائق تعود إلى الاستخبارات الداخلية، وهي تتضمن لائحة مفصلة لفترة تمتد من 18 يناير إلى السادس من مارس 2019، وتحوي أسماء 250 شخصًا من رجال ونساء وأطفال، ومعلومات دقيقة جدًّا تشمل تاريخ التوجه إلى المنطقة ومدة الإقامة فيها ومعسكر أو مكان الاحتجاز، إضافة إلى جزء عنوانه «الإعادة/الرحلة» مع رقم رحلة؛ ما يوحي بأن هناك طائرات كانت ستقوم بإعادة هؤلاء إلى فرنسا.
وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة ليبيراسيون، أن السلطات تستعد لاحتواء المعالجة القضائية للفرنسيين الأعضاء في تنظيم داعش؛ إذ هناك وثيقة مؤرخة في السادس من مارس تتضمن مراحل مثول 100 فرنسي هم 37 رجلًا و63 امرأةً أمام المحققين وقضاة مكافحة الإرهاب، كما تفيد هذه الوثيقة أن مذكرات توقيف صدرت بحق 57 من هؤلاء.
وينوي القضاء التكفل بـ149 طفلًا تتراوح أعمار 99 منهم بين سنتين و13 عامًا، وتبلغ أعمار 30 آخرين أقل من سنتين، إلى جانب 7 قاصرين تتجاوز أعمارهم الـ13 عامًا، و13 آخرين لم تحدد أعمارهم.
قلق من عودة الدواعش
تحدثت الصحيفة مع المحاميين «ماري دوزيه» و«مارتان براديل» اللذين يدافعان عن زوجات وأبناء بعض الدواعش الفرنسيين المحتجزين في سوريا؛ حيث قالا: «إن فرنسا تخلت عن تحمل مسؤولياتها لإرضاء الرأي عام، وتعد قضية عودة الإرهابيين إلى فرنسا موضوعًا ذا حساسية كبيرة، خاصةً أن فرنسا هي البلد الأوروبي الأكثر تضررًا بهجمات تبناها تنظيم داعش».
وفي استطلاع للرأي عبرت أغلبية كبيرة من الفرنسيين عن قلقهم من عودة هؤلاء الإرهابيين، وأيدوا ترك التكفل بالأطفال لسوريا والعراق، فمنذ أكثر من 18 شهرًا تعبر الحكومة الفرنسية عن مواقف متضاربة، فقد استبعدت الحكومة الفرنسية في البداية عودة هؤلاء باستثناء الأطفال وبموافقة أمهاتهم.
بَيْدَ أن هذه الموقف تغير، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن سحب قواتها من شمال شرق سوريا؛ ما أثار مخاوف من إضعاف الحليف الكردي في مواجهة أنقرة ودمشق ومن اختفاء هؤلاء الإرهابيين، وجعل هذا السيناريو المحتمل السلطات الفرنسية تميل إلى إعادة كل مواطنيه، لكن صرح الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أنه: «ليس هناك أي برنامج لعودة الإرهابيين».





