ad a b
ad ad ad

«أعلام سوداء» ترفرف في شمال الفلبين ومخاوف من تمدد داعشي

الثلاثاء 02/أبريل/2019 - 11:14 ص
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
ألقت الشرطة الفلبينية القبض على اثنين من المسلحين وبحوزتهما بنادق ومتفجرات وأعلامًا سوداء تشبه أعلام تنظيم «داعش» الإرهابي في إقليم «كاجايان» الشمالي، بعيدًا عن المناطق التي اعتادت التنظيمات المتشددة الانتشار فيها. 

«أعلام سوداء» ترفرف
وقال قائد الشرطة الوطنية الجنرال أوسكار البيالدي، إن القبض على هذين العنصرين في شمال البلاد، ليس مؤشرًا على أن المتشددين المرتبطين بتنظيم «داعش» تمكنوا من توسيع وجودهم إلى ما هو أبعد من قواعدهم في المناطق الجنوبية.

وقالت الشرطة إن المسلحين، وهما أخوان يدعيان "ألترو" و"جريج بيلو" ينتميان إلى جماعة إرهابية متحالفة مع تنظيم «داعش» تطلق على نفسها اسم «سيف الخليفة في لوزون» تأسست في عام 2016، غير أنه ليس لديها سجل في أي تورط في هجوم عنيف في المنطقة الشمالية ذات الأغلبية الكاثوليكية.

وربما يكون في اختيار المنطقة التي تم اعتقال الأخوين بها دلالة، لتغيير تنظيم  «داعش» استراتيجيته في الفلبين وتوجه نحو توطيد قدميه في المناطق الشمالية من البلاد. 

وكانت الحكومة الفلبينية تعهدت بتكثيف جهودها لمكافحة الإرهاب بعد تفجيرين مزدوجين وقعا خلال قداس بكنيسة جنوبي البلاد يناير الماضي، أسفرا عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، وإصابة 81 آخرين في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال السنوات القليلة الماضية.

وفي يناير الماضي أعلن الجيش الفلبيني، تصفية 3 عناصر إرهابية خلال اشتباكات وقعت في جنوب البلاد، ضمن حملة أمنية استهدفت القضاء على «همام عبدالنجيب» المعروف باسم «أبو دار» الإرهابي البارز والقيادي الذي ساعد في تنفيذ حصار مدينة «ماراوي» عام 2017، لكن «عبدالنجيب» استطاع الهروب والإفلات من قبضة الجيش.

و«عبدالنجيب» هو ابن عم الأخوين ماؤوتي، اللذين خططا مع إيسنيلون هابيلون، والمعروف بـ«أبي عبدالله الفلبيني»، القائد العام لـ«داعش» في الفلبين لحصار مدينة ماراوي فى مايو 2017، وقد قتلت قوات الأمن الفلبينية الأخوين ماؤوتي وهابيلون خلال الاشتباكات مع قوات الأمن، لينتهي حصار المدينة، الذي استمر خمسة أشهر، وأودى بحياة 1200 فرد، معظمهم من المسلحين بقيادة هابيلون.

«أعلام سوداء» ترفرف
ويحاول تنظيم «داعش» منذ سقوطه في كلٍ من سوريا والعراق، العثور على مواقع جديدة يتمركز فيها في المستقبل، ومن هذه المناطق، ليبيا والفلبين والصومال، وينشط في الفلبين نحو 23 جماعة مسلحة تندرج تحت التنظيم، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرًا فى أكتوبر 2018، يفيد بأن هناك 200 مقاتل إسلاموي في جزيرة مينداناو جنوب البلاد.

وفي حوار مع صحيفة «الجارديان» البريطانية، قال زكاري أبوزا، خبير الأمن القومي بمنطقة جنوب شرق آسيا، إن جزيرة «مينداناو»، قد تستمر في كونها مصدرًا  جذابًا لعناصر تنظيم «داعش»، لوجود الكثير من المناطق الفقيرة، الواقعة خارج إدارة الحكومة الفلبينية.

ويوجد تاريخ طويل من الصدام، يعود إلى سبعينيات القرن الماضي، بين الفلبين والجماعات المتطرفة، فقد بدأت جبهة «تحرير مورو» قتال الحكومة من أجل التمتع بحكم ذاتي في جنوب البلاد، وتوسطت ماليزيا في المفاوضات بين الحكومة وجبهة مورو الإسلامية، حتى توصلوا لاتفاق بموجبه وافق المتمردون عن التخلي عن هدفهم المتمثل في إنشاء دولة منفصلة في مقابل الحصول على حكم ذاتي أوسع في المنطقة، فضلًا عن تسريح 12 ألف مقاتل في الدفعة الأولي وتسليم 7 آلاف قطعة سلاح.

وأصبحت «تحرير مورو» تدير إقليم مينداناو، وتولى مراد إبراهيم، زعيم الجبهة، إدارة شؤون 5 مقاطعات، وذلك في مراسم احتفالية أقيمت في مدينة كوتاباتو بالإقليم الشهر الماضي، وأصبح رئيسًا لمجلس انتقالي مؤلف من 80 عضوًا تهيمن عليه الجماعة المتمردة.

ويعيش في المنطقة التي أصبح إبراهيم وجماعته يحكمونها نحو 3.7 مليون نسمة، نصفهم تقريبًا يعيشون في فقر مدقع، وتعرض الكثير منهم لعقود من العنف والاقتتال بين الحكومة والجبهة، وستخصص الحكومة الفلبينية للمنطقة منحة سنوية قد تصل إلى مليار دولار للأنفاق على الخدمات وتعزيز التنمية فيها.
"