ad a b
ad ad ad

تنافر المصالح وتكييف الأيديولوجيا..«هتش» تخلع الثوب التركي بعد الحرب السورية

الثلاثاء 19/مارس/2019 - 01:02 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

أصدر مركز الشرق الأوسط للدراسات «MEI» دراسة جديدة للباحثة المتخصصة في شؤون الجماعات الإسلامية بايلي أولبرت حول إطار العلاقة بين هيئة تحرير الشام المعروفة اختصارًا بـ«هتش» وتركيا بعنوان «تبرير العلاقات مع المرتدين أثناء الجهاد».

 

وقالت «أولبرت» في دراستها إن سماح «هتش» بدخول قوات تركية ضمن نقاط مراقبة اتفاق آستانة كان تحولًا مهمًا ونقضًا للأفكار التقليدية التي تتبناها، والممتدة من أدبيات الممارسة الإرهابية لتنظيم القاعدة.

تنافر المصالح وتكييف

بين «هتش» و«القاعدة»


أضافت الباحثة أن تلك الخطوة أدت إلى جدال كبير بين «تحرير الشام» ومنظري السلفية الجهادية وبخاصة داعمي تيار القاعدة مثل «أبومحمد المقدسي».

 

وتشير الدراسة إلى أن «هتش» اعتمدت في تبريرها للتعاون مع الأتراك على قاعدة الضرورة، بينما اعتبر المقدسي ومنظرو السلفية الجهادية أن فعل هتش يخالف «عقيدة الولاء والبراء»، معتبرين أن المعركة في الأساس ليست مجرد إسقاط «نظام الأسد» بل إقامة حكم الشرعية في الأرض.

 

وبحسب الدراسة، فإن هيئة تحرير الشام أعلنت عبر المنصات الإعلامية التابعة لها أن مدينة عفرين أصبحت «مدينة محررة» بعد سيطرة الجيش التركي، في حين اعتبره «تيار القاعدة» الإرهابي، نقلًا للسلطة من طاغية لآخر على حد تعبيرهم.

أبو قتادة الفلسطيني
أبو قتادة الفلسطيني

بين «هتش» وتركيا


في فتاوى سابقة له عام 2017، اعتبر أبو قتادة الفلسطيني، المنظر المقرب من «هتش»، أن تركيا دولة مرتدة، وأن الجيش التركي والجنود الموالين لتركيا يندرجون تحت هذا الوصف، لكن بعد التدخل التركي في سوريا، غير «الفلسطيني» جلده، ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه أقل شرًا من الرؤساء العلمانيين لأنه لا يلتزم بما وصفه بـ«تعليمات العلمانية المتشددة»، معتبرًا أنه أفاد التنظيمات المسلحة على المستويين المحلي والعالمي.

 

وعلى نفس النهج، رد أبوالفتح الفرغلي عضو ما يعرف بالمجلس الشرعي لـ«هتش» أن الهيئة وافقت على التدخل التركي في سوريا وفقًا لـ3 شروط، تجعل قرار وقف إطلاق النار بيد الهيئة، ومنع الجيش التركي من الدخول لمناطق سيطرتها الفعلية، وجعل وجود الجيش التركي متناسبًا مع أهداف «هتش» على حد تعبيره.

 

فيما ذكر «الفرغلي» في رده على «مؤيدي القاعدة» أن «هتش» لا تلتزم بالأوامر التركية في قتال المسلمين، أو تطبيق القوانين العلمانية وبالتالي فهي لا تخالف «الولاء والبراء» على حد قوله، واصفًا الوجود التركي بالضروري لاستمرار الجهاد.

 

بينما قال محمد نزال المسؤول الإعلامي لـ«هتش» أن التدخل العسكري التركي كان «شرًا لا بد منه»، وأن الغايات تبرر الوسائل.

أبومحمد المقدسي
أبومحمد المقدسي

تكييف الأيديولوجيا


في السياق نفسه، اضطرت «هتش» لتكييف أيديولوجيتها مع الواقع الجديد في سوريا فاعتبرت أن تطبيق أحكام الشرعية يعتمد على توافر «الظروف المناسبة»، موضحين أن العلاقات مع تركيا تدخل في إطار السياسة الشرعية للحفاظ على دماء المسلمين وأعراضهم، وأن مصالحها تفوق مفاسدها على حد قولهم.

 

في المقابل رد أبومحمد المقدسي على أطروحات «هتش» قائلًا: إن تركيا دعمت الحرب ضد الإرهاب في الصومال وأفغانستان وغيرهما، وتدخلها في سوريا تحت مظلة «هتش» يفسد الجهاد، على حد زعمه.

 

وخلصت الدراسة إلى أن الإرهابيين تركوا تنظيراتهم ومناهجهم التي كانوا يعتنقونها قبل القتال، معتبرين أن «نجاح القتال» هو المعيار، مما جعل «هتش» ومؤيديها ينظرون لـ«تركيا» باعتبارها عدو الأمس وصديق اليوم، على حد وصف الباحثة.

"