«الملالي» بسيارة ألمانية.. والشعب يستقل «خردة» محلية!
شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هجومًا على المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، بعدما طالب الشعب بدعم المنتجات المحلية، لمواجهة الأزمة الاقتصادية بالبلاد.
ودعا «خامنئي»، في كلمة له بمناسبة الاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة، الإيرانيين لدعم المنتجات المحلية بدلاً من الاستيراد من الخارج، في حين انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمسؤولين بينهم المرشد يستخدمون منتجات مستوردة.
ونُشرت صور لمسؤولين، لكن الأبرز بينها كانت للمرشد خامنئي، وهو يخرج من سيارة «بي إم دبليو» ألمانية، وقارنها متداولوها بصورة للأمير عباس هويد، رئيس وزراء إيران في عهد الشاه، الذي قاد أول سيارة محلية الصنع في الستينيات.
ودشن مغردون "هاشتاج" ساخرًا حمل عنوان «دعم المنتجات الإيرانية» عبروا من خلاله عن غضبهم من تصرفات بعض السياسيين، وغرد أحدهم بصيغة تهكمية «يقود رئيس وزراء النظام البهلوي الفاسد سيارة محلية الصنع، بينما يركب الزعيم الروحي للمسلمين سيارة من صنع الكفار بقيمة مليون دولار، إنها جمهورية الشعارات» .
ولم يكتف المغردون بالتعليق على شراء مسؤولين إيرانيين بضائع أجنبية، بل وصف أحدهم السيارات المصنوعة محليا بـ«الخردة»، فيما نشر آخرون صورًا لسيارات إيرانية تعرضت لحوادث سير.
كتب أحد المغردين: تضامنًا مع «حملة دعم المنتجات الإيرانية» امنح رجال الدين والملتزمين الذي يدعمون الدولة سيارة «كيا» وأجبرهم على قيادتها.
وتواجه إيران تحديات اقتصادية، واحتجاجات داخلية وتراجعًا ملحوظًا لعملتها أمام الدولار الأمريكي، بعدما أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض العقوبات الاقتصادية عليها، عقب انسحابه من الاتفاق النووي في مايو 2018.
وفقدت العملة الإيرانية منذ إعلان «ترامب» انسحابه من الاتفاق النووي، أكثر من نصف قيمتها العام الماضي، نتيجة ضعف الاقتصاد وما تواجهه البنوك المحلية في إيران؛ بسبب الطلب الكبير على الدولار بين الإيرانيين الذين يخشون من تأثير العقوبات.
وقد يؤدي فرض العقوبات الأمريكية على إيران إلى توقف صادرات النفط الإيراني بشكل كامل، والتي تقدر بـ2.7 مليون برميل يوميًّا، وهو ما يعادل نحو 3% من إمدادات النفط عالميًّا، بحسب «ذا وول ستريت جورنال».
وتعول الحكومة الإيرانية على دعم الدول الأوروبية للاتفاق النووي، وهو ما برز في تصريحات «روحاني»، الذي قال إنه «اعتبارًا من هذه اللحظة فإن الاتفاق النووي هو بين إيران وخمس دول»، لكن هذه الدول «قد لا يطول دعمها».
ورغم تصريحات «روحاني» الواثقة في الدعم الأوروبي، ظهر الخلاف المتعمق في الإدارة الإيرانية بين الحرس الثوري والحكومة، متمثلًا في تصريحات حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري، الذي قال: «إن الدول الأوروبية عاجزة عن إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منه، وإن أوروبا لا يمكنها التحرك بشكل مستقل فيما يتعلق بالاتفاق النووي».





