أحلام النصر.. شاعرة «داعش» شعارها «الإرهاب هو الحياة»
بعد يوم واحد من وصولها برفقة أبيها إلى سوريا -موطنها الأصلي- تزوجت من القيادي الداعشي محمد محمود، المُكنَّى بـ«أبو أسامة الغريب»، ومنذ هذه اللحظة بايعت «أبوبكر البغدادي»، لتبدأ «أحلام النصر» الفتاة السورية، رحلة مناصرة دولة الخلافة المزعومة، مع زوجها، أحد الموقعين على بيان نصرة «البغدادي»، في نوفمبر عام 2014.
«أبو أسامة الغريب»، زوج «أحلام النصر»، مواطن مغربي الأصل، نمساوي الجنسية، كان يقيم في ألمانيا، وحكم عليه بالسجن عدة مرات، وحينما حاول دخول سوريا، عبر الأراضي التركية، اعتقلته تركيا، ثم أطلقت سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى بين التنظيم وأنقرة.
«أحلام النصر»، فتاة سورية، والدتها الدكتورة إيمان مصطفى
البغا، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الدمام بالسعودية، سابقًا، ومن المفارقات
أنَّ جدها هو الفقيه السوري الدكتور مصطفى البغا، أحد المؤيدين للنظام السوري، والداعين
له في خطب الجمعة.
هاجرت بعد الحرب الأهلية السورية
إلى إحدى دول الخليج، التي كان يعمل فيها والداها، وحاولت العودة إلى موطنها مرة أخرى،
قبل إعلان "أبوبكر البغدادي" خلافته المزعومة، لكنها فشلت، قبل أن تنجح في
العودة عام 2014، وعلى الرغم من أن «أحلام» اليوم لم تتجاوز ربيعها التاسع
عشر، فإنها تُلقب داخل تنظيم داعش بـ«شاعرة الدولة الإسلامية»، بسبب قصائدها
التي تُمجد دولة البغدادي.
«أحلام النصر»، ضحية حلم الخلافة المزعومة الذي يُسيطر
على عقول كثير من الإسلاميين، ولم يكن أمامها إلا خياران؛ أحدهما: الانضمام إلى تنظيم «داعش»، وثانيهما: تنفيذ عملية انتحارية في القواعد الأمريكية الموجودة في
دول الخليج، خاصة أنها تؤمن بكفرها، وتحلم بأن تعود إليها فاتحة لها، مثلما فُتحت مكة
في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وترى أن «البغدادي» هو حاكم الأرض كلها؛
وتزعم أن أمير داعش يحكم بالإسلام.
الحِلْفُ الكافر
وفي أول تغريدة لها؛ فور وصولها
إلى محافظة الرقة السورية، قالت «أحلام النصر» الملقبة بـ«أم أسامة الدمشقية»:
«أول متجر دخلته في ولاية الرقة كان متجر سلاح "عزة الجهاد".. يا للروعة،
فأهداها من معها قنبلة صوتية وخنجرًا، وطلقة دوشكا وراية الخلافة».
وتتابع الشاعرة التي تدربت على
السلاح، فتوضح أن مَنْ كان معها، حين تدربت على الرماية، قال لها: «تخيّلي أن
أمامك زعماء تنظيمات الحلف الكافر»، فالسلاح بات لا يبارح كف الشاعرة التي حملت
بندقية «روسية وأمريكية»، سائلةً «الله تعالى أن تفجر رأس كافر قريبًا،
وتنحر علجًا مرتدًا».
نشرت «أحلام»، أبياتًا
من قصيدتها التي نظمتها بعد وصولها لسوريا:
أخيرًا ربنا
كتب السماحا ... وقد صافحت يا صحبي السلاحا
وقد عشت الخلافة
والمعالي ... وأحسست الهنا والانشراحا
ستبقى دولة
الإسلام دومًا ... بفضل الله تمتشق النجاحا
وصدر أول ديوان شعري لها عام
2014، بعنوان «حريق الحقيقة»، ونظمته من 107 قصائد، مكتوبة بطريقة «إيطاء» أو إعادة القوافي.
لم تقتصر ملكات «أحلام» على كتابة الشعر فقط، وإنما هي أيضًا مشروع مفكرة داعشية، إذ ألفت كتابًا بعنوان: «الإرهاب..
الحياة الحقيقية»؛ دعت فيه لتربية الأبناء على الإرهاب.
تجرأت «أحلام
النصر»، وهاجمت أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، ووصفته بـ«الكرة» التي يلعب بها أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، والتي
أعلنت انفصالها عن «القاعدة».
وقالت «أحلام»: إن
زعيم القاعدة استمتع بلعب دور الكرة المركولة التي تتقاذفها الأرجل ذات اليمين وذات
الشمال، وأنه تصرف بشكل طفولي في أخطر قضايا الأمة عامة والجهاد خاصة، مشيرة إلى أن
"الجولاني" لعب به لتحقيق مصلحته، ثم ركله ليبحث عن غيره لتحقيق فوز جديد.
وألَّفت «أحلام»،
رسالة بعنوان: «الظواهري.. الكرة العجوز»، استشهدت فيها بكلام «أبومحمد
العدناني»، المتحدث الرسمي السابق باسم «داعش»، في رسالته «عذرًا أمير القاعدة»،
التي وصف فيها «الظواهري»، بـ«أضحوكة ولعبة بيد صبي غر خائن ناكث للبيعة»،
في إشارة للجولاني، متابعًا: بأنه تركه يلعب به لعب الأطفال بالكرة، واتهمت «الظواهري» بأنه يقتدي بجماعة الإخوان المسلمين، وسيلقى مصيرهم نفسه.





