ألمانيا.. الإخوان يعبثون بالبراءة في «رياض الأطفال»
تسببت محاولات جماعة الإخوان الإرهابية في الانتشار والسيطرة على عقول «الأطفال» في إغلاق أول روضة أطفال إسلامية في ولاية رانلاند الألمانية، بعد عام من رصد تحركات مسؤولي الروضة، التي تأسست قبل نحو 10 أعوام، ملاذًا لأطفال المسلمين في الولاية، لكنها أصبحت على وشك إغلاقها نهائيًّا، وتعمل السلطات على توفير أماكن بديلة للأطفال.
وقررت دائرة شؤون رعاية الشباب والأطفال في الولاية سحب رخصة جمعية «اتحاد النيل ـ الراين»، لكن الجمعية المؤسسة لروضة «النور»، أعلنت مقاومتها لقرار الإغلاق، وأرجعت الدائرة قرار سحب الرخصة إلى أن الروضة تنتهج أسلوبًا تربويًّا دينيًّا متشددًا في رعاية الأطفال هي الوحيدة من نوعها في الولاية بغرب ألمانيا.
ووفقا لقرار سحب الرخصة، سيتوقف عمل الروضة بحلول نهاية مارس المقبل، بحسب تصريح رئيس دائرة رعاية الشباب والأطفال ديتليف بلاجيك، الذي قال إن سبب القرار المؤسف بسحب الرخصة، هو ضعف الثقة بالجمعية الراعية للروضة، مشيرًا إلى أن الجمعية تنتهج محتوى فكريًّا يعكس إيديولوجية الإخوان والفهم السلفي للإسلام، ما يجعل عملها يتعارض كليًّا مع القيم الدستورية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، حسب تعبير بلاجيك.
والروضة التي تديرها «اتحاد النيل ـ الراين»، تأسست عام 2009 وكانت على مدى السنوات العشرة الماضية تحظى بدعم واستشارة الدائرة المحلية لرعاية الشباب والأطفال، لكن ظهرت بعض المؤشرات على تبني الجمعية المتزايد للفكر السلفي، مؤخرًا.
وبحسب ما ذكرته «دويتش فيله» كانت بعض المؤشرات على ذلك ظهرت أيضًا في عامي 2012 و2013، عندما ظهر خطيب مثير للجدل في الجمعية، لكن تفاصيل عمل الخطيب هذا تم كشفها في العام الماضي ما استوجب دراسة وضع الجمعية ومدى توافق فكرها وممارستها مع الدستور الألماني.
وقال بلاجيك إن بعض تفاصيل تصرف الجمعية المخالفة للدستور وردت في «شهادة رسمية» أصدرتها دائرة «حماية الدستور» وهو جهاز الأمن الداخلي دون كشف تفاصيل ما جاء في الشهادة الرسمية، مضيفًا أن مدينة ماينز، اتخذت الإجراءات اللازمة فيما يخص استمرار رعاية أطفال الروضة في المستقبل، فيما أعلنت إدارة الجمعية التي تدير الروضة أنها ترفض القرار بإغلاقها وتطعن فيه أمام المحاكم.
وتعتبر السلطات الألمانية، تنظيم الإخوان أخطر على البلاد من تنظيم «داعش» الإرهابي، وقال تقرير لموقع «فوكوس»، ديسمبر 2018، إن للإخوان تأثيرًا ملحوظًا على الجالية المسلمة بألمانيا، وأن جهاز الاستخبارات الداخلية يعد «الجمعية الإسلامية»، واجهتهم في ألمانيا، تشكل خطرًا على الديمقراطية وهو ما تنفيه الأخيرة.
وأفاد تقرير نقلته «دويتش فيله» في ذات الشهر، أن سلطات الأمن الألمانية تعتبر حركة الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيم «داعش» الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا.
وكتب موقع «فوكوس أونلاين» استنادًا إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية، أن الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان، أصبح ملموسًا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا.
وينتاب السلطات الأمنية قلق من حصول تأثير كبير من قبل الإخوان على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، والممثل الرئيسي لشبكة الإخوان المسلمين في ألمانيا هي «الجمعية الإسلامية» في ألمانيا، وهي «جمعية مسجلة» ومقرها كولونيا.
وقال بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، «إن الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تستهدف، -رغم الادعاءات الرافضة - إقامة دولة إسلامية حتى في ألمانيا».
وحذر «فرايير» من أنه على المدى المتوسط قد يصدر من تأثير الإخوان خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو «داعش».
ويفيد جهاز الاستخبارات الألماني أن فروع الإخوان تتوفر على «برنامج مدرسي وتكوين شامل للأشخاص المسلمين والمهتمين بالدين من جميع الفئات العمرية». ويشمل ذلك مؤسسات الجمعية الإسلامية في ألمانيا أو مساجد متعاونة بعديد من المدارس القرآنية.





