ad a b
ad ad ad

«أبوسياف» من القاعدة إلى «داعش».. جماعة إحراق الفلبين بنيران الطائفية

الثلاثاء 29/يناير/2019 - 05:46 م
المرجع
علي عبدالعال
طباعة

أعلن تنظيم  «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن هجومين استهدفا أمس الأول الأحد 27-1-2019 كنيسة في جنوب الفلبين، وأديا إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.


«أبوسياف» من القاعدة

وفي بيانٍ رسمي نشرته وكالة «أعماق» الداعشية تبنّت ما تُسمى «ولاية شرق آسيا» التابعة للتنظيم الإرهابي التفجير المزدوج في الكنيسة الواقعة بمنطقة جولو.

 

وبعد التفجيرين سادت حالة من الإحباط في صفوف الشارع الفلبيني، بعد حالة الأمل والتفاؤل التي عاشتها المنطقة قبل التفجيرين، وكان سبب التفاؤل إعلان السلطة الفلبينية الموافقة على إقامة منطقة تحظى بالحكم الذاتي للمسلمين في جزيرة منداناو والجزر المحيطة بها.

 

ومقاطعة جولو تقع في واحدة من هذه الجزر، وتعد معقلًا لجماعة «أبوسياف» المتشددة التي بايعت تنظيم «داعش» منذ سنوات.

 

من يكون أبوسياف؟

يُذكر أن جماعة «أبوسياف» مجموعة عسكرية انشقت عن جبهة التحرير الوطنية «جبهة تحرير مورو» عام 1991م، وهي تهدف إلى «إنشاء دولة إسلامية» غربي جزيرة مينداناو التي تسكنها أغلبية مسلمة، ولم تفلح الحكومات المتعاقبة على حكم الفلبين في تفكيك الجماعة.

 

و(أبوسياف) هو لقب مؤسس الجماعة، واسمه عبدالرزاق الجنجلاني، وهو من مسلمي جنوب الفلبين وتحديدًا من جزيرة باسيلان، وينتمي لقبيلة التاسوك.

 

درس أبوسياف العلوم الدينية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وتَخَرَّج فيها، ثم التحق بمراكز التدريب التابعة لجبهة مورو في ليبيا، وهناك تلقى تدريبات عسكرية، عاد بعدها إلى جزيرة باسيلان.

 

وقد شجع المناخ الطائفي في الفلبين- بين المسلمين والمسيحيين- «أبوسياف» في تأسيس «الحركة الإسلامية في الفلبين» والتي غلب عليها اسم جماعة «أبوسياف»؛ بسبب الكاريزما التي تمتع بها.

 

نشط أبوسياف في أوساط الشباب، ثم اتخذ له قاعدة في الغابات للتأهيل والتدريب.

 

كما ربطت (أبوسياف) علاقات وثيقة بالجماعات الجهادية العربية، وكان يُرسل مسلحيه إلى معسكرات التدريب، كما طلب من بعض الجماعات أن ترسل له مدربين، وهو ما حدث بالفعل، وقد اعتقلت السلطات الفلبينية عددًا من العرب هناك، وسلَّمت بعضهم للولايات المتحدة.

 

ومنذ منتصف التسعينيات ترتبط الجماعة بعلاقات مع تنظيم «القاعدة» وزعيمه أسامة بن لادن.

 


«أبوسياف» من القاعدة

 من «أبوسياف» لولاية شرق آسيا.. اسم يتغير ويبقى الإرهاب

وتشير التقديرات إلى أن هذه الجماعة الإرهابية تتشكل من بضع مئات من العناصر ينشطون في مناطق الغابات والأدغال النائية، ويقال إنها فقدت الكثير من قوتها بعد سلسلة من عمليات الاغتيال، تعرض لها قادتها على يد قوات من الجيش الفلبيني تعمل تحت قيادة أمريكية، غير أن الجماعة تشهد بعض الانتعاش منذ قيامها بمزيد من عملياتها في الممرات البحرية.


وفي (18 ديسمبر 1998) قتل «عبدالرزاق جنجلاني» خلال اشتباك مع الجيش في قرية لاميتان بجزيرة باسيلان.. وبعد مقتله انقسمت مجموعته إلى مجموعتين:


- الأولى مجموعة يقودها «راودلان»: وهي الأكبر.


- والثانية مجموعة يقودها شقيقه «قذافي جنجلاني»: وهي الأقل ولكن تتميز بوجود قائد بارز فيها هو «أبوالسبايا» وهو الرجل القوي، وتطلق الجماعتان اسم «أبوسياف» على نفسها.


وغالبًا ما تستهدف جماعة «أبوسياف» الأجانب، خاصة الأوروبيين والأمريكان للضغط على الحكومة؛ لتلبية مطالبهم، أو الحصول على فدية.


بدأت الجماعة بشن هجمات صغيرة تستهدف الكنائس الكاثوليكية، وبعثات التبشير، والراهبات، لكنها سرعان ما تحولت إلى الهجمات الكبيرة، وعمليات الخطف لشخصيات مهمة، وقتل الأجانب، ومؤخرًا إلى عمليات القرصنة في بحر سولو.


ويتوزع المئات من إرهابيي «أبوسياف» في جزر باسيلان، لكن نشاطهم أحيانًا يصل إلى العاصمة مانيلا.


ورغم أن جماعة «أبوسياف» هي أصغر الجماعات الإسلاموية الإرهابية في جنوب الفلبين، فإنها الأكثر استخدامًا للعنف؛ لتحقيق مطلب الاستقلال عن مانيلا.


وكانت الفلبين والولايات المتحدة تتهمان في السابق الجماعةَ بالارتباط بتنظيم القاعدة، وتحمّلها مسؤولية مجموعة هجمات، أبرزها حريق سفينة قبالة مانيلا في فبرايرمن عام 2008 أدى إلى مقتل نحو 100 شخص.


لكن في مايو 2015 أعلنت مجموعة (معركة الإعصار)، التابعة لجماعة «أبوسياف» مبايعتها لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش؛ لتصبح «ولاية الفلبين» أو «ولاية شرق آسيا».


وفي أبريل 2016 أعلنت مجموعتان أخريان بيعتهما، وفي يونيو 2016 أعلنت 4 مجموعات أخرى البيعة في فيديو مصور، وجاء في الفيديو تعيين إسنيلون حابيلون المعروف باسم «أبوعبدالله الفلبيني» أميرًا لـ«ولاية الفلبين»، ثم تسمت الجماعة باسم: (أنصار الخلافة في الفلبين) ثم (ولاية شرق آسيا).


وفي ظل انحسار تنظيم داعش في كل من العراق وسوريا فإن مناطق شرق وجنوب آسيا والفلبين، تعتبر من مركز الاستقطاب للتنظيم الإرهابي.


وفي العامين الماضيين أعلن التنظيم والمجموعات المرتبطة به مسؤوليتهم عن هجمات عدة في مختلف أرجاء جنوب شرق آسيا.


وفي العام 2016 أصدر إرهابيون من جنوب شرق آسيا -ينشطون في سوريا- تسجيلًا مصورًا يحثون فيه مواطنيهم على الانضمام لإخوانهم في جنوب الفلبين، أو شن هجمات في الداخل، بدلًا من محاولة السفر إلى سوريا.


 المخابرات الفلبينية
المخابرات الفلبينية
الدولة الفلبينية في المواجهة

وتعتقد المخابرات الفلبينية، أن عشرات من إندونيسيا سافروا إلى جنوب الفلبين للانضمام إلى المجموعات التابعة لداعش.

وكان الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، قد تعهد عند توليه منصب الرئاسة بالقضاء على جماعة «أبوسياف» عن طريق نشر 10 آلاف جندي مدربين تدريبًا جيدًا في باسيلان وسولو، وفي أبريل 2017 هدد رودريغو باجتياح جزيرة جولو، وذلك في أعقاب محاولة فاشلة للجماعة لاختطاف سياح من أحد المنتجعات.

وأواخر عام 2017 جرت معارك شرسة بين الجيش الفلبيني وعناصر من «داعش» خلفت المئات من القتلى في مدينة ماراوي الجنوبية.. وقالت الحكومة أن العمليات العسكرية تكلفت ما يقارب من 5 مليارات بيزو (97 مليون دولار)، واستمرت المعارك 5 أشهر تقريبًا، وأسفرت عن مصرع أكثر من 1000 شخص، من بينهم 163 فردًا من القوات الحكومية، فضلًا عن جرح أكثر من 1700 شخص.

لكن في يوليو 2018 دعا الرئيسُ الجماعةَ إلى الانخراط في مباحثات سلام؛ بهدف وضع حد للصراع المسلح الدائر في البلاد.

وقال رودريغو في خطاب: «رسالتي إلى (أبوسياف) لقد جئت من أجل دعوتكم للسلام»، وطالب عناصر الحركة بإعطاء فرصة لقانون بانغسامورو الأساسي، الذي يعد تتويجًا لاتفاق سلام وقع بين الحكومة و«جبهة مورو»، والذي يمنح الأقلية المسلمة حكمًا ذاتيًّا في ولاية مينداناو والجزر المحيطة بها.
"