ad a b
ad ad ad

خسائر «داعش» تصيب عناصره بالذهول والهذيان.. «الشمري» نموذجًا

الجمعة 07/ديسمبر/2018 - 11:52 ص
المرجع
شيماء حفظي
طباعة

 حالة من الذهول الكبير تسيطر على معتقلي تنظيم داعش، تدفعهم لعدم الاقتناع بأن التنظيم هزم ولو جزئيًّا – لكنهم يرون تقهقر التنظيم «اختبارًا».

ولعل حوار قناة بي بي سي البريطانية مع الإرهابي الداعشي محمد صالح ناهي الشمري، المعتقل منذ نهاية 2017، على حدود سوريا، أبلغ دليل على حالة الذهول الهذياني التي أصيب بها عناصر التنظيم إزاء هزيمته؛ حيث يرى الشمري أن ما حدث لتنظيم داعش وفقدان الأراضي التي كان يسيطر عليها في ذروة نشاطه في 2014،  مجرد «ابتلاء» مدعيًا أن الله سيفتح على التنظيم من جديد، وفقًا لما يقتنع به أو أقنعه به من قاموا بتجنيده.


ووفقًا لتقرير «بي بي سي» كان عناصر التنظيم قد استغلوا العاصفة الرملية لتحقيق مكاسب كبيرة نتيجة إعاقتها لطيران التحالف الدولي، وهي العاصفة التى يرى الشمري أنها هبت من عند الله تأييدًا لتنظيمه الإرهابي؛ ما بعث الشعور لديه بتأييد السماء لأفكار داعش وإمكانية النهوض مجددًا.

خسائر «داعش» تصيب

وعلى عكس ما يجده سكان المناطق التي يسيطر عليها داعش يرى الشمري، أن التنظيم ليس مسؤولًا عن التدمير والخراب الذي لحق ببلاد العراق وسوريا وغيرها، بل إنه ذهب إلى اتهام التحالف بتدمير هذه المدن.


ويزعم الشمري أن عدد المدنيين الذين قتلوا بسبب القصف أكبر بكثير ممكن قتلهم التنظيم، متجنبًا الإجابة عن أي جانب أخلاقي يتحمله التنظيم الذي تسبب بمقتلهم، بداية حين سيطر على هذه المدن، ولاحقًا حين اتخذهم دروعًا بشرية.


ويضيف إلى الإنكار بأوضاع التنظيم الحالية، إلى أنه لم يبدأ في أي مراجعات لتجربة حياته مع التنظيم، ويرى أن كل عمليات التنظيم لها مبررات.


وتشير أفكار الشمري- الذي من المقرر أن يتم ترحيله إلى بلده (السعودية)- إلى قلق حول مدى اقتناع العائدين من مناطق النزاع بخطأ أيديولوجية داعش، فمجرد التفكير بأنهم مازالوا يؤمنون بالأفكار ذاتها التي قادتهم إلى هذه المغامرة، يطرح مخاوف بالغة بشأن المستقبل.

خسائر «داعش» تصيب

ومحمد الشمري واحد من 900 أجنبي من تنظيم داعش معتقلين لدى «قوات سوريا الديمقراطية»، إضافة لبضعة آلاف من المعتقلين السوريين، كما أن هناك الآلاف غيرهم في السجون العراقية، والسجون والسورية والتركية، والآلاف ممن مازالوا يقاتلون في مناطق سيطرة التنظيم في منطقة هجين وبعض الجيوب الحصينة في سوريا والعراق.


ووفقًا لتقرير بي بي سي، فإن الحديث عن نهاية التنظيم مازال مبكرًا، وطرح التقرير تساؤلًا، حول كيفية محاربة ما ترتب على هذه التجربة من أفكار يتوقع أن تظل حاضرة في عقول من عايشها طويلًا، خاصة أن الدول التي تعود إليها أصول غالبية هؤلاء الإرهابيين يرفضون حتى التفكير بمحاكمتهم على أراضيها، وجل ما تكترث به تلك الدول ألَّا يستطيع أي منهم العودة وتهديد أمنها.

الكلمات المفتاحية

"