«المشاط».. رأس جديد لأفعى «الحوثي»
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 08:00 م

مهدي محمد حسين المشاط
عبدالهادي ربيع
جاء قرار ميليشيا الحوثي في اليمن، الإثنين 23 أبريل الحالي، بتعيين «مهدي المشاط»، صهر عبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي، لرئاسة ما يُسمى «المجلس السياسي الأعلى»، مفاجئًا لليمنيين بعد مقتل «صالح الصماد»، المطلوب الثاني في قائمة الأربعين للتحالف العربي لدعم الشرعيَّة في اليمن الذي تقوده السعوديَّة.
وأعلن الحوثيون اختيار «المشاط»، في نفس بيان نعي «الصماد»، بعد خمسة أيام على إخفاء الميليشيا خبر مقتله الخميس الماضي في غارة جوية على مدينة الحديدة غربي اليمن.
ينحدر «مهدي محمد حسين المشاط»، من محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، وبسبب مصاهرته للحوثي، اعتبر كاتم أسراره و«صندوقه الأسود»، بعد أن عيَّنه مديرًا لمكتبه.
وكانت أول مرة يظهر فيها «المشاط» علانيَّة للمشهد اليمني، خلال حرب الميليشيا على السلفيين في منطقة دماج، بمدينة صعدة، كأحد القيادات الحوثية، فشارك في اقتحام «دار الحديث السلفيَّة» في منطقة دماج 2013، بعد حصارها عسكريًّا لعدة أشهر.
تلقى «المشاط» التدريبات العسكريَّة المكثفة على يد خبراء الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، ورغم تخرجه وتلقيه التعليم في الجامعات اليمنيَّة، فإنه يعتبر تلميذ إيران النجيب، فتكررت زياراته إليها لتلقي الدورات العلميَّة والتدريبيَّة والعسكريَّة، خاصة خلال حكم الرئيس اليمني السابق «على عبدالله صالح».
بدء ظهور «المشاط» على الساحة اليمنية كغالبية قادة ميليشيا الحوثي، بعد الانقلاب على السلطة الشرعيَّة عام 2014، إذ لم يبرز اسم «المشاط» مطلقًا، قبل تلك الفترة، أثناء ما عرف بحروب التمرد الست على الدولة اليمنية في مدينة صعدة 2004 - 2009.
ولم يقف طموحه عند هذا الحد، فأدى دورًا بارزًا في اقتحام العاصمة اليمنيَّة صنعاء، بعد الانقلاب، وبسبب قربه من «الحوثي»، كان يتبعه في كل الخطوات، مرورًا بالتوقيع على اتفاق السلم والشراكة سبتمبر 2014، الذي انقلب عليه الحوثيون فيما بعد.
وحاول «الحوثي» رفع نجم صهره، فعمل على تعيينه في مايو 2016، عضوًا للمجلس السياسي الأعلى على حساب أحد مهندسي اتفاق تشكيل المجلس «يوسف الفيشي»، إلى أن اختارت الميليشيا «المشاط» فى 24 أبريل 2018 لرئاسة «المجلس السياسي الأعلى»، ما أثار التساؤلات عن جدوى الاختيار وسببه، وإن كان ذلك يعكس انحصار الثقة بين الحوثي وقيادات الصف الأول، إذ لم يكن اسم «المشاط» مطروحًا من قبل لمثل هذا المنصب، كما أن «المشاط» ينتمي إلى الجناح المتطرف المعروف بـ«الصقور» الذي يصعب استعماله سياسيًّا، إذ يُعد المسؤول الفعلي عن الجناح العسكري.
كما أن اختيار «المشاط» يزيد من احتماليات الشقاق بين التكتلات الداخليَّة في الميليشيا الذي لم يعد سرًا بعد خلافات على النفوذ ومناطق السيطرة، إذ يعتبر في صف «محمد علي الحوثي» و«أبوعلي الحاكم»، في مقابل جناح «صالح الصماد» الذي لقي مصرعه، وجناح «عبدالكريم الحوثي» عم زعيم الحوثيين.