ad a b
ad ad ad

«طارق أبو العزم».. أستاذ «عشماوي» في الفكر التكفيري

الأربعاء 17/أكتوبر/2018 - 11:49 م
الارهابي طارق أبو
الارهابي طارق أبو العزم
عبدالهادي ربيع
طباعة

يُعَدُّ الإرهابي المُعتقل «طارق أبو العزم»، والمُكنى «أبو حمزة»، أحد أكثر المُستقطبين إلى الفكر التكفيري، تأثيرًا رغم كونه غير مشهور إعلاميًّا.

ولد «أبو العزم» في مدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية المصرية عام 1970م، ولم تُبْدِ عليه في البدايات أي ملامح للفكر التكفيري، إذ تخرج في الثانوية العامة والتحق بالكلية الحربية، وتخرج كضابط من ضباط القوات المسلحة ، ثم سافر لتلقى دورات عسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وارتقى حتى وصل إلى رتبة رائد، وكان مسؤولًا بإحدى القواعد الجوية بسلاح الطيران المصري.

كانت الشرارة الأولى نحو اتجاهه للفكر التكفيري عقب عودته من الولايات المتحدة، فقد صدم «أبو العزم» بمعالم الحضارة الغربية، وما يراه «انحلالًا دينيًّا» من وجهة نظره، فبدأ في حضور بعض المحاضرات والدروس الدينيَّة، التي تعلم فيها بعض الأفكار المتطرفة مثل فكرة «الحاكميَّة» (مُصطلح يُقصد به إفراد الله وحده في الحكم والتشريع ورفض أحكام الديمقراطية).

ولم يقنع «أبو العزم» بما تعلمه من مبادئ على يد شيوخه بل رأى أنهم مقصرون في اعتمادهم على التشريع الديني وعدم ممارستهم الجهاد العملي، فكان ذلك فاتحة اتجاهه نحو البحث فى أدبيات التيار الجهادي .

وكانت البداية الفعلية لاتخاذ «أبو العزم» طريق التطرف عام 2002، فقد وجه إليه الاتهام مع عددٍ من المنتمين إلى ما عرف إعلاميًّا فيما بعد بتنظيم «جند الله» ( فرع تنظيم القاعدة في غزة)، بالتخطيط لعددٍ من العمليات على الأراضي المصرية بدءًا من تدمير البارجات الأمريكية المارة في قناة السويس، وانتهاء بمحاولة تفجير السفارة الأمريكية في القاهرة، وقد أصدرت المحكمة المختصة بالقضية حكمًا بإخلاء سبيله بعد حفظ القضية، وفصل «أبو العزم» حينها من المؤسسة العسكرية، وظل معتقلًا مع مرافقيه، تطبيقًا لحالة الطوارئ في مصر إلى أن أُطلق سراحه في مارس 2011 بعد أسابيع من اشتعال ثورة الـ25 من يناير من العام نفسه.

وأعيد اعتقال «أبوالعزم» في شهر أكتوبر عام 2012 مع 43 من المتهمين الآخرين في القضية رقم 333 المعروفة إعلاميًّا بــ«خلية مدينة نصر»، بتهم عدة، ولم يكن سجينًا عاديًّا بل أثار الاضطرابات داخل السجن، من تظاهرات وإضراب عن الطعام ومحاولة استقطاب الشباب داخل السجن إلى الفكر التكفيري، وأبرزهم محمد جمال الكاشف الذي أسس شبكة لنقل الأسلحة عبر الحدود الغربية مع ليبيا، -تستفيد منها الجماعات الإرهابيَّة-، والإرهابي «هشام عشماوي» الذي اعتنق الأفكار التكفيرية على يد «أبو العزم» أيضًا.

ويقضي «طارق أبو العزم» حاليًّا، عقوبة السجن المؤبد، بعد إدانته في قضية «خلية مدينة نصر»، بتأسيس جماعة على خلاف أحكام القانون تنتهج الفكر التكفيري، وتمارس الاعتداء على أفراد ومنشآت الدولة.

الكلمات المفتاحية

"