«حزب الإصلاح» الإخواني.. اللعب على حبال المصالح والمتناقضات في اليمن
الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 10:05 م
جماعة «حزب الاصلاح» الإخواني
محمود رشدي
منذ نشأتها في اليمن بعام 1990م، تسعى جماعة الإخوان متمثلة في حزب التجمع الإصلاحي، للعب على أطراف المعادلة السياسية اليمنية.
وقبل ما عرفت بثورات الربيع العربي، انقلبت الجماعة على الرئيس المخلوع على عبدالله صالح، لتعارض مصالحها معه، حيث سعى الأخير لتضييق الخناق على الجماعات الإسلامية بناء على طلب الولايات المتحدة عقب أحداث 11 سبتمبر.
جماعة الحوثي
وعقب «الربيع العربي» تحالف الإخوان مع جماعة الحوثي ضد قوات التحالف العربي التي تدخلت لاسترجاع الشرعية المسلوبة من الرئيس هادي عبدربه، الذي استنجد بالأشقاء العرب دفاعًا عن اليمن ضد قوات الحوثي.
وبرغم القوى العسكرية التي تنطوى تحت حزب الإصلاح في الجيش اليمني، فإنها لم تحرك ساكنًا حينما توسعت جماعة الحوثي، مستغلة الفوضى السياسية للاستيلاء على السلطة في صنعاء العاصمة، ولم يكن تخاذل حزب الإصلاح عن الدفاع عن الشرعية اليمنية ضد جماعة الحوثي إلا تتويجًا لتاريخ أسود لها من ولاءاتها النفعية ضد الانتماء الوطني اليمني.
علي محسن الأحمر
عقب ثورة فبراير 2011 ، تحالفت قوات على عبدالله صالح، مع جماعة الحوثي لدحض الثورة، فيما اتخذ حزب الإصلاح جانب المعارضة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن ألوية الجيش اليمني كانت منقسمة بين حزب المؤتمر الشعبي بقيادة صالح، وحزب الإصلاح.
وكانت الخيانة الكبري لحزب الإصلاح هو سماحه للحوثيين باقتحام صنعاء، ووجد الرئيس «هادي» نفسه وحيدًا، ما اضطره للاستنجاد بالقوات العربية لاسترجاع شرعيته ضد الحوثيين وتخاذل الإخوان، وقواتها المتمثلة في (الفرقة الأولى مدرع) التابعة لــ «علي محسن الأحمر»، حيث سلم الحزب هذه القوات العسكرية والآليات لتسقط بسهولة في أيدي الحوثيين، في نفس الوقت الذي أعلنت فيه قيادات الحزب آنذاك امتلاكها نحو 70 ألف مقاتل وهم جاهزون للدفاع عن العاصمة.
الرئيس هادي
وحين استولت جماعة الحوثي على صنعاء في يوليو 2015، فضلت القوات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح الحفاظ على قواتها وعدم التدخل ضد الحوثي، فيما تحرك الحوثي لاقتحام كل المؤسسات الرسمية، بما فيها منزل الرئيس هادي، ما اضطره للهروب إلى عدن.
وعندما سيطر الحوثيون على العاصمة سارعت قيادات حزب الإصلاح بإعلان الولاء لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، مقابل ضمان مصالحهم التجارية والمالية.
طائرات التحالف العربي
وظل التحالف بين الطرفين، رغم هزيمة الحوثيين وطردهم من المحافظات الجنوبية على أيدي المقاومة الجنوبية وبدعم قوات التحالف العربي، إذ عمد حزب الإصلاح على تفريغ الانتصار العسكري، عن طريق نشر الفوضى، والاضطراب السياسي والأمني، كما يبدو من خلال توالي الاغتيالات، وجرائم القتل، في عدن، مع التعاون مع تنظيمات إرهابية كالقاعدة للقيام بدور فوضوي على الساحة للتهرب من المسؤولية، ويرى الحزب أن أهم مكاسبه إبقاء الوضع كما هو عليه.
وفي ظل الحرب التي شنها التحالف العربي على جماعة الحوثي، دخل حزب الإصلاح في اتفاقات تعايش معها، ما سهل للحوثيين التوسع في الأراضي اليمنية، بناءً على اتفاقات بين الجانبين لاعتماد الحوثيين حكامًا رسميين للمناطق التي يدخلونها، فيما يحافظ الإصلاحيون على مكاسب سياسية لهم.





