«مرعي زغيبة».. رفيق «هشام عشماوي» في دروب الإرهاب
الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 09:21 م
«مرعي زغيبة» و«هشام عشماوي»
محمد الدابولي
حصل «المرجع» على وثائق خاصة
بالإرهابي الليبي «مرعي زغيبة» الذي تم القبض عليه برفقة الإرهابي المصري زعيم
كتيبة «المرابطون» «هشام عشماوي» في مدينة درنة الليبية صباح اليوم الإثنين، حيث
أوضحت الوثائق أن «زغيبة» سبق أن أدرج على لجنة العقوبات الخاصة بمجلس
الأمن لارتباطه بتنظيم القاعدة وفرعه في ليبيا.
وأشارت الوثائق التي حصل «المرجع» عليها من مصادر أمنية ليبية، إلى أن «زغيبة» المولود في «بني غازي» عام 1960 تهرب من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1982 وهرب من ليبيا إلى سوريا ، ومنها إلى بعض البلدان الأوروبية مثل: بولندا واليونان وبلغاريا وإيطاليا التي استقر بها فترة من الزمن نظرًا لقضائه ست سنوات في السجن على خلفية مشاجرة بالسلاح الأبيض مع شاب إيطالي.
إدراج في قائمة العقوبات
وكشفت الوثائق أن «زغيبة» أُدرج في قائمة الجزاءات المفروضة على العناصر المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في 2 أغسطس 2006، وذلك بموجب قرارات مجلس الأمن رقم (1267) لسنة 1999، وقرار رقم (1989) لسنة 2011، وأخيرًا القرار رقم (2253 ) لسنة 2015، الخاص بفرض جزاءات على تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وكل الأفراد والمؤسسات والكيانات المرتبطة بالتنظيمين.
كما كشفت ثنايا الوثائق أن «زغيبة» يمتلك تاريخًا إرهابيًّا كبيرًا، إلا أنه ظل طي الكتمان والسرية طوال الفترة الماضية، حيث أكدت مساهمته في تمويل أنشطة وأعمال إرهابية لصالح جماعة «أنصار الإسلام» و«الجماعة الليبية المقاتلة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما أفادت الوثائق باشتراك «زغيبة» في تجنيد مزيد من العناصر الإرهابية لصالح تلك الجماعات.
زغيبة
حلقة وصل
لم يقتصر نشاط «زغيبة» على الداخل الليبي فقط، بل امتدت نشاطاته لتشمل دول البحر المتوسط وأسيا والشرق الأوسط، حيث سبق له أن التحق بتنظيم «القاعدة» في أفغانستان عام 2001.
أيضًا لعب «زغيبة» دور حلقة الوصل بين التنظيمات والجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، حيث كان مكلفًا من قبل التنظيم بتوفير الوثائق المزورة للعناصر الإرهابية بما يسمح لهم بالسفر للخارج دون أية ملاحقات قانونية.
ونجحت السلطات الإيطالية في تعقب نشاطات «زغيبة» خلال العقد الأول من الألفية وقدمته للمحاكمة، حيث قضت محكمة جنايات ميلانو في 20 ديسمبر 2007 عليه بالسجن ست سنوات لانتمائه إلي جماعة إجرامية ذات أهداف إرهابية، وأيدت محكمة ميلانو الاستئنافية الحكم في 20 نوفمبر 2008.
دعم إيراني
وكشفت الوثائق السرية التي حصل عليها «المرجع» أن الأجهزة الأمنية الليبية كشفت في عام 2004 ، انتماء «زغيبة» إلى «الجماعة الإسلامية المقاتلة»، إذ كشفت سفر «زغيبة» إلى إيران عام 2001 بجواز سفر إيطالي يحمل اسمًا عربيًّا، وفور وصوله إلى إيران سهلت الأجهزة الأمنية الإيرانية التحاقه بـ«الجماعة الإسلامية المقاتلة» في معسكراته بكابول في أفغانستان واستمر في المعسكر لمدة 45 يومًا.
وأشارت الوثائق إلى أن «زغيبة» دخل أفغانستان قبيل عمليات التحالف الدولي ضد تنظيمي القاعدة وطالبان في أفغانستان، حيث شارك في القتال ضد القوات الأمريكية ، ومع انسحاب العناصر الإرهابية أمام ضربات التحالف انسحب إلى مدينة «خوسين» الأفغانية ومنها إلى إيران التي قبضت عليه هذه المرة وتم ترحيله إلى تركيا.
وخلال وجوده في إيران تعرف على شخص مصري يكنى بـ«أبو أحمد» زوده بجواز سفر مغربي مزيف، وبعد ذلك تم إيقافه من قبل السلطات الأمنية الإيرانية وأودعته السجن مع كل من «عبدالناصر أرواق» و«عبدالحكيم الخويلدي» المعروف حاليًا باسم «عبدالحكيم بلحاج» أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة ورئيس حزب الوطن الإسلامي في ليبيا والمقرب حاليًا من تركيا، وأخيرًا «إبراهيم تنتوش»، المتورط في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام والمتورط حاليًا في العمليات الإرهابية بمنطقة الهلال النفطي في ليبيا.
وقررت السلطات الإيرانية ترحيل «زغيبة» إلى المغرب بموجب جواز السفر المزيف الذي يحمله إلا أنه تمكن من المراوغة عندما هبطت الطائرة الإيرانية في البحرين، ليغير وجهة سفره إلى سنغافورة ومنها إلي تايلاند التي حاول فيها الحصول على جواز سفر آخر مزور إلا أنه فشل في ذلك، فعاد مرة أخري إلى البحرين ومنها إلى تركيا.
وخلال وجوده في تركيا حرصت المخابرات التركية على تجنيده ليعمل لصالحها، ففي البداية حرصت على توفير جواز سفر مزيف قدمه له شخص يدعي «أبو مالك المغربي» الذي قدم العديد من جوازات السفر المزيفة لعناصر الجماعة الإسلامية المقاتلة، وفي مرحلة لاحقة ألقي القبض عليه بتهمة المتاجرة في جوازات سفر مزيفة.
وتشير ملابسات وجود «زغيبة» في تركيا بوضوح إلى تجنيده من قبل الاستخبارات التركية، التي قررت إعادة استخدامه في فترات لاحقة فيما يضر الأمن القومي الليبي، ودعم الجماعات الإرهابية في ليبيا، وهنا نشير بوضوح إلى العلاقة التي جمعت بين «زغيبة» و«عبدالحكيم بلحاج» منذ فترة وجودهما في الجماعة الإسلامية انتهاءً بمرحلة العمالة لتركيا، فالوثائق أشارت إلى تمتع «زغيبة» بحق اللجوء السياسي في تركيا وأنه أقام فترات طويلة في منطقة «أسكي شهر».
هشام عشماوي
خدمات لوجستية
وارتبطت أعمال «زغيبة» في الجماعات الإرهابية التي انتمي إليها، بتوفير الخدمات اللوجستية لتلك الجماعات مثل التخطيط والإعداد لتلك العمليات الإرهابية وتجنيد المتطوعين وإرسالهم إلى معسكرات التدريب في أفغانستان والعراق، فضلًا عن ذلك ساهم في توفير التمويل الذاتي للجماعات الإرهابية من خلال الاتجار في المخدرات وتزييف النقود والعملات الورقية.
بالإضافة إلي دوره في تمويل الجماعات الإرهابية وتجنيد الإرهابيين، عمل «زغيبة» على نشر الفكر المتطرف الضال من خلال مد خلايا الجماعات المتطرفة بالخطب الدعائية المحرضة على ارتكاب أعمال إرهابية بالإضافة إلى مدهم بالمتفجرات اللازمة للعمليات الإرهابية.
ونجحت قوات الجيش الليبي اليوم في إلقاء القبض على الإرهابي المصري «هشام عشماوي» برفقة «مرعي زغيبة»، ولذلك تحمل رفقة عشماوي وزغيبة العديد من الدلالات المهمة أبرزها عودة «زغيبة» إلى نشاطاته القديمة المتمثلة في الربط بين التنظيمات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط، ومن المؤكد أن «زغيبة» يعد همزة الوصل بين عشماوي وباقي الجماعات والأجهزة الاستخباراتية التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في دول الشرق الأوسط خاصة في مصر وليبيا.





