ad a b
ad ad ad

الثغرات الأمنية والاحتراب السياسي يعيدان «داعش» للعراق مجددًا

الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 03:15 م
داعش العراق
داعش العراق
آية عز- أحمد عادل
طباعة
أكدت السلطات العراقية، صباح اليوم الثلاثاء28 أغسطس 2018 وجود ما يقرب من 1000 عنصر داعشي في الأراضي العراقية، خاصةً محافظة ديالي (إحدى المحافظات الثماني عشرة العراقية، وتقع شرق العاصمة بغداد)، ومنطقة جبال حمرين (مجموعة سلاسل جبلية تمتد من محافظة ديالي).

 هشام النجار
هشام النجار
وأشارت السلطات إلى توافر معلومات أخرى تؤكد تزايد أعداد العناصر التابعة لتنظيم «داعش» في مناطق حوض حمرين، وأطراف ناحية جلولاء، وعدد من القرى في حدود محافظات ديالي وكركوك وصلاح الدين، وجميع تلك العناصر تتنقل بحُرِّية في الأراضي العراقية دون أي عائق يردعهم.

وأضحت الحكومة العراقية، أن العناصر الداعشيه تتجول أيضًا في محافظتي الأنبار ونينوى، وتعتمد في التنقل على الأنفاق التي حفرتها خلال الفترة السابقة، والتي تربط بين المحافظتين، مؤكدةً أن داعش خلال تنقله بين تلك المحافظات يقتل يوميًّا قرابة 10 أشخاص مدنيين أو عسكريين وأحيانًا أفراد الحشد الشعبي.

من جانبه، عقب هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والجماعات المتطرفة، في تصريح للمرجع، قائلًا: إن الإنجاز الذي حدث بشأن هزيمة داعش في العراق مرتبط بشكل رئيسي برغبة وتعاون من قِبل المكون السُّني والكردي للقضاء على التنظيم، وهو ما يقتضي عقب ذلك إشراك هذه المكونات وإعطاءها حقوقها السياسية، وهو ما لم يحدث أو يتحقق في الواقع؛ ولذلك يعود داعش، ويخترق العمق العراقي، خاصةً المناطق التي تم طرد الأكراد منها، مثل ديالي.

وأشار «النجار»، إلى أن داعش ينفذ عمليات في محيط مناطق نفوذ الأكراد والسُّنة كصلاح الدين وكركوك، علاوة على أن داعش اعتمد على استراتيجية سمكة الصحراء بالتحصن في الأماكن الجبلية والصحراوية، ومن ثم التمكن من تنفيذ عمليات خاطفة، والعودة سريعًا إلى الاختباء، وهي الاستراتيجية التي لولا وجود الثغرات الأمنية الكبيرة في العراق لما تحققت.

وأكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن داعش يستغل الخلل الإداري والارتباك السياسي في إدارة المرحلة الحالية، والوضع المعيشي والاقتصادي المتردي في العراق، إضافةً إلى تدخل إيران عبر وكلائها بشكل سافر في الشأن العراقي، وعدم تمتع العراقيين بالثروة العراقية، وذهاب جزء كبير منها لمشروع إيران التوسعي في المنطقة، فجميعها عوامل محفزة لداعش ليطرح نفسه من جديد على المشهد العراقي، خاصة مع مرحلة التغيير السياسي الجارية، وداعش في الأخير هو تنظيم عراقي المنشأ والهوية، وكل ممارسة خارج الحدود العراقية بالنسبة له هي بمثابة داعم لحضوره ووجوده، فالتنظيم يرى أن نفوذه الأصلي في العراق، وما دون ذلك فهو نافلة.

"