يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

تفجيرات نيروبي ودار السلام 98.. «القاعدة» يقدم دمويته للعالم

الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 08:02 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

ما إن أجرت السيدة علياء غانم (والدة زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن) حوارها مع صحيفة الجارديان، حتى اندلعت موجات من اللغط والجدال حول أسامة بن لادن نفسه وما جاء من تصريحات على لسان والدته، ففي كينيا وتنزانيا أضيئت الشموع حدادًا على أرواح ضحاياهما الذين لقوا حتفهم نتيجة لإحدى هجمات القاعدة أثناء زعامة «بن لادن».


تفجيرات نيروبي ودار

ففي 6 أغسطس عام 1998 تبنى تنظيم القاعدة تفجيرين متزامنين لمقرات السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية نيروبي، وفي دار السلام بدولة تنزانيا ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا وإصابة الآلاف.

وكانت تلك الحادثة بمثابة إعلان صادم عن تحول الوحش الذي رعته لفترة قوى دولية لتنفيذ أجندتها الخاصة، فتنظيم القاعدة قد خُلق بالأساس للقتال ضد السوفييت أثناء احتلالها لأفغانستان، ولكن بعد انتهاء الغزو كان لزامًا على قيادات التنظيم الإرهابي أن يغيروا من أهدافهم المباشرة.

للمزيد: ما يجب أن نعرفه عن حركات الإرهاب الدولي

تفجيرات نيروبي ودار

سواء كان هذا التغيير إشباعًا للأيديولوجية التي أفرطوا في التظاهر بها؛ وذلك بمعنى أن بن لادن وثروته المالية ومجموعته من العناصر المسلحة الذين وجدوا حينها توافقًا ما وانخراطًا فكريًّا في عقائد عبدالله عزام وأيمن الظواهري، جعلهم يزعمون ويتظاهرون بأنهم يدافعون عن المسلمين الأفغان ضد وحشية الدب الروسي.

وكان انتهاء الحرب سيعري تلك الأيديولوجية إذا توقفوا فورًا عن القتال، فمريدوهم سيسألون حول السبب الجدي لمعاركهم هل هو إنقاذ لمسلمي أفغانستان أو توقف لمصلحة دولة راعية مهدت لهذا الدور وتريد الآن إنهاءه؟

وعلى الرغم من أن تلك الحادثة العنيفة التي نفذها تنظيم القاعدة في الدول الشرق أفريقية، كانت إيذانًا ببدء تحوله من جماعة محلية إلى تنظيم دولي للإرهاب؛ فإنه لم ينل تلك الشهرة العالمية إلا بعد قيامه بتنفيذ هجمات الـ11 عشر من سبتمبر في قلب الولايات المتحدة.

ولكن السؤال الأبرز في هذه الإشكالية هو لماذا اختار تنظيم القاعدة المصالح الأمريكية لتكون هدفًا له؟، قد تكون الإجابة عند الباحث الأمريكي، كريستوفر ديليس الذي كشف في كتابه «الخلافة البلقانية القادمة» «The coming Balkan caliphate» أن التعامل الأمريكي مع الأزمات الدائرة في الدول الأخرى قد أسهم بفعالية سلبية في بلورة الحركات الراديكالية.

للمزيد:«الخلافة البلقانية القادمة».. تهديد راديكالي للقارة العجوز

ما يعني أنه يتجه لترجيح أن الولايات المتحدة هي ما أسهمت في صنع الحركات المتطرفة، ولكن ما الذي حدث بعد عملية المخاض والتنشئة الأولى، هل حدث شيء ما تحت الرماد؟

وفي إطار الأطروحات والجدليات العديدة التي تزامنت مع حادث نيروبي قامت الولايات المتحدة بقصف مصنع للأدوية في دولة السودان ادعت أنه يستخدم لتصنيع أسلحة، ولكن عرف فيما بعد أنها كانت معلومات غير مؤكدة.

"