اتهامات وتهديد.. تفاصيل إجلاء «الخوذ البيضاء» من سوريا
الإثنين 23/يوليو/2018 - 12:20 م
شيماء حفظي
ظهر اسم «الخوذ البيضاء» جنبًا إلى جنب مع صور المعاناة التي خرجت من قلب الصراع الدائر في سوريا، والتي كان أشدها إعلان المنظمة المدنية التطوعية عن نفسها في 2011، لإغاثة المتضررين من الحرب السورية.
وبعد 4 أعوام من عمل «الدفاع المدني السوري»، يكتب الصراع كلمته الأخيرة بخروج أعضائها إلى الأردن، برعاية أممية ومشاركة دولية، أحد أطرافها إسرائيل، لينتهي في 2018 عمل منظمة الإغاثة، في ظلِّ استمرار «القتل».
الجماعة التي تَعتبر نفسها حيادية، تتهم بأنها تعمل فقط في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، وأنها تربطها علاقات بالجماعات الإرهابية.
ويأتي قرار إجلاء «الخوذ البيضاء» بعدما بدأت الحكومة السورية هجومًا كبيرًا، في يونيو 2018، على المناطق التي تُسيطر عليها الفصائل المسلحة في درعا والقنيطرة، وبعد عدة اتفاقات، نُقلت عناصر الجماعات المسلحة إلى مناطق تسيطر عليها شمال سوريا، وتقدم الجيش السوري للسيطرة على مناطق سيطرتهم السابقة.
وسيتم نقل مئات من أعضاء جماعة «الخوذ البيضاء» السورية للدفاع المدني -على وجه السرعة- عبر الحدود إلى الأردن بمساعدة جنود إسرائيليين وقوى غربية.
وبحسب «فرانس 24»، قال رائد صلاح، رئيس فريق «الخوذ البيضاء»: «إنه تم إجلاء عدد من المتطوعين مع عائلاتهم لظروف إنسانية بحتة، حيث كانوا محاصرين في منطقة خطرة في جنوب سوريا ووصلوا إلى الأردن الآن».
وأوضح «صلاح» «أن المتطوعين كانوا محاصرين بمحافظتي درعا والقنيطرة، من بينهم عدد على الحدود بين الجولان والمناطق التي كانت تُسيطر عليها روسيا بالقنيطرة».
وبحسب ما نقلته «رويترز»، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه تصرف بناءً على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء آخرين: «قبل أيام قليلة تحدث إلى الرئيس ترامب وكذلك رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وآخرين، وطلبوا أن نساعد في إخراج (الخوذ البيضاء) من سوريا، حياة هؤلاء الأشخاص، الذين أنقذوا أرواحًا، معرضة للخطر الآن، وبالتالي سمحت بنقلهم عبر إسرائيل إلى دول أخرى كبادرة إنسانية مهمة».
وذكر مصدر حكومي أردني، لوكالة «رويترز»، أن 422 شخصًا جرى إجلاؤهم من سوريا إلى الأردن عبر حدود هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، انخفاضًا من رقم 800 الذي أعلنته وزارة الخارجية الأردنية في وقت سابق.
وأضاف المصدر، أن الذين جرى إجلاؤهم من أعضاء الجماعة سيتم وضعهم في موقع «مغلق» في الأردن، على أن يجري توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا في غضون 3 أشهر، بحسب «رويترز».
وقال مصدر آخر مطلع على الأمر لكنه ليس أردنيًّا: إن الخطة الأصلية كانت إجلاء 800 شخص، لكن لم يخرج من سوريا حتى الآن سوى 422 منهم؛ بسبب كثرة نقاط التفتيش الحكومية ووجود تنظيم داعش في المنطقة.
موقف العالم.. وموقف روسيا:
لاقت جماعة الدفاع المدني السورية إشادة واسعة في الغرب، ونُسب الفضل إليها في إنقاذ آلاف الأرواح عبر تشغيل خدمات إنقاذ طارئة في مناطق سيطرت عليها الفصائل المسلحة في سوريا على مدى سنوات شهدت قصفًا من جانب الجيش السوري وحلفائه.
وقالت مجلة بيلد الألمانية الأسبوعية، إن الحكومة الألمانية ستمنح 50 منهم حق اللجوء، ونقلت عن وزير الخارجية هايكو ماس: «الإنسانية تملي (علينا) الآن توفير الحماية والملاذ لكثير من هؤلاء المسعفين الشجعان، بعضهم سيكون في ألمانيا».
وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية: إن برلين ستستضيف 8 من أعضاء جماعة (الخوذ البيضاء) وعائلاتهم، ولم يتضح بعد ما إذا كان عددهم يصل إلى 50 شخصًا.
ورحبت بريطانيا كذلك بعملية الإجلاء، وقالت إنها وغيرها من الحلفاء طلبوا ذلك.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، على تويتر: «نبأ رائع أننا، المملكة المتحدة، وأصدقاؤها، نجحنا في إجلاء الخوذ البيضاء وعائلاتهم، الشكر لإسرائيل والأردن على استجابتهما السريعة لطلبنا».
بينما يرى الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه، ومنهم روسيا، أن أفراد الجماعة وكلاء للجماعات المسلحة التي يقودها إسلامويون، وأدوات دعائية تحظى برعاية من الغرب.
ورحبت روسيا بمغادرة أصحاب «الخوذ البيضاء»، زاعمة أنهم كانوا وراء الهجمات بأسلحة كيماوية، وقالت السفارة الروسية في هولندا، على تويتر: «قطعًا ستكون هناك فرص أقل لما يعرف بالهجمات الجديدة (بالأسلحة الكيماوية) في سوريا بعد إجلاء الغرب أصحاب (الخوذ البيضاء) سيئي السمعة قسريًّا».





