يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس.. دلالات مهمة في توقيت مميز

الإثنين 16/يوليو/2018 - 03:36 ص
المرجع
علي عاطف حسان
طباعة
دلالات مهمة طرأت على مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس خلال الأيام الماضية، تأتي في ظل تطورات جديدة يشهدها المشهد الإيراني الأمريكي والإيراني الغربي. فعلى الرغم من أن المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية يُعقد سنويًا في العاصمة باريس، فإنه شهد هذه الدورة تطورات ملحوظة من حيث التوقيت والحضور.

وينبغي قبل الدخول في تفاصيل هذا المؤتمر ودلالاته هذا العام، أن نوضح بعض النقاط حول طبيعة وتكوين المعارضة الإيرانية في الخارج، وخاصة في العاصمة الفرنسية باريس.

مؤتمر المعارضة الإيرانية
من ينظّم مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس؟ 
تقوم منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة في باريس، والتي تتزعمها مريم رجوي، بتنظيم المؤتمر السنوي للمعارضة في العاصمة الفرنسية باريس. 

وكانت «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة، تأسست عام 1965 في زمن الشاه الإيراني الأخير محمد رضا بهلوي وتجمع ما بين التوجه الإسلامي والماركسي. 

وتم تقنين وضعية المنظمة بعد فترة قصيرة من اندلاع الثورة الإيرانية لعام 1979، إلا أنه سرعان ما تم الإعلان عن منعها من ممارسة أنشطتها. وطُرد أفراد المنظمة من إيران إلى خارج البلاد، ولجأوا إلى العديد من الدول كان من أهمها ألبانيا وفرنسا. 

إلا أنه وفي ظل التقارب الفرنسي الإيراني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، تم إخراج مسعود رجوي، زعيم المعارضة الإيرانية وحركة مجاهدي خلق آنذاك من فرنسا ولجؤوا بعد ذلك إلى العراق الذي استقبلهم، وقاتلوا ضد إيران خلال حرب السنوات الثماني. وفي عام 1988، ومع انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، قامت المنظمة بالهجوم على بعض المدن الحدودية الإيرانية وسيطرت على بعضها بالفعل، إلا أن القوات الإيرانية استعادت هذه المدن لاحقًا.

مؤتمر المعارضة الإيرانية
وفي عام 1989، تولّت مريم رجوي، الأمانة العامة لمنظمة «مجاهدي خلق» وحتى العام 1993، وهو العام الذي أصبحت فيه الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «البرلمان» في المنفي. 

ومنذ ذلك الوقت تتولي رجوي زعامة المعارضة الإيرانية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرًا لها. 

وتقوم المنظمة بعقد مؤتمرها السنوي بباريس ويحضره شخصياتٌ عديدة من مختلف دول العالم، سواء العالم العربي أو الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية وغير ذلك. 

مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس 
وبدأت فعاليات المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية 2018 في باريس أواخر شهر يونيو الماضي، واستمرت حتى بدايات الشهر الحالي يوليو. وافتتحت المؤتمر مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية في باريس في 30 يونيو، وذلك بوضع باقة من الزهور على نصب تذكاري لضحايا النظام الإيراني في أحداث من أهمها حملة الإعدامات التي شهدها عام 1988، وذلك بإعدام الآلاف من السجناء السياسيين الذين كان النظام الإيراني يعتقد أنهم على علاقة بمنظمة مجاهدي خلق. 

مؤتمر المعارضة الإيرانية
رجوي تضع 5 دلائل على سقوط النظام الإيراني

 بدأت أحداث المؤتمر بعرض مريم رجوي لكلمة أكدت فيها دعمها لحركة الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أواخر العام الماضي في مناطق مختلفة، مثل مشهد وشيراز وبندر عباس وطهران وغيرها. 

وأوضحت زعيمة المعارضة الإيرانية خلال المؤتمر، أن هناك خمسة مؤشرات على أن النظام الإيراني دخل في مرحلة السقوط، وأن أولها هو إدراك الشعب الإيراني أن نظامهم الحالي لا يحمل في طياته حلًا لمشكلاتهم. وثاني مؤشر ذكرته رجوي هو الاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية منذ أواخر العام الماضي. 

أما المؤشر الثالث الذي ذكرته رجوي هي ما سمته التناقضات الاجتماعية والبطالة وعدم المساواة، وجاء المؤشر الرابع ليكون العلاقات الإيرانية المتدهورة مع العديد من دول العالم، خاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والعقوبات المختلفة التي تُفرض على النظام. 

وقالت رجوي إن أهم هذه المؤشرات هو المؤشر الخامس، والذي قالت إنه يتمثل في الترابط ما بين المحرومين والمضطهدين وبين المقاومة. 

مؤتمر المعارضة الإيرانية
المشاركون في المؤتمر 

وشهد المؤتمر حضورًا واسعًا من العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين من مختلف دول العالم. وكشفت تقارير دولية أن هناك نحو 100 ألف شخص حضروا هذا المؤتمر، وذلك إلى جانب الشخصيات الدولية الأخرى.

ومن بين هذه الشخصيات الدولية كان رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك الأمريكية الأسبق والمقرب من الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، كما حضر مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية خلال حملته الانتخابية «وليد فارس»، ووزير خارجية إيطاليا الأسبق جوليو ترتزي.

كما شهدت جلسات المؤتمر حضور عضو مجلس الشيوخ الإيطالي روبرتو رامبي، وإدوارد ليب نانز، النائب السابق لوزير الداخلية الألماني، ومارتن بينز ليت النائب الألماني عن الحزب الحاكم، ولارش ريسه، العضو السابق في البرلمان النرويجي وغيرهم.(1)

مؤتمر المعارضة الإيرانية
ماذا يحمل انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس هذا العام في طياته؟
ويُعد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس هذا العام مميزًا ويحمل دلالات معينة ومهمة من عدة زوايا، وذلك على النحو التالي:

- توقيت انعقاد المؤتمر 
جاء توقيت انعقاد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس هذا العام مميزًا إلى حد كبير؛ وذلك بسبب التظاهرات التي تشهدها إيران منذ أواخر العام الماضي، وحدوث تغييرات جديدة في الإدارة الأمريكية، واستمرار دعم أوروبا للمعارضة الإيرانية. 
- الحضور اللافت للأمريكيين في المؤتمر 

وشهد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس حضورًا واسعًا من العديد من الشخصيات الأمريكية سلف ذكر بعضها وحضور شخصيات مقربة من الرئيس دونالد ترمب، وذلك مثل رودي جولياني المحامي الخاص لترامب، وحليفه رئيس مجلس النواب السابق، نيوت جينجريتش، وذلك إلى جانب مسؤولين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي. كما كان «وليد فارس»، مستشار ترامب لشؤون السياسة الخارجية من بين الحضور.
"