داعشي مصري منشق لـ«المرجع»: «البغدادي» مصاب ويائس بعد مقتل الرجل الثاني أبومعتز القرشي
أكد الداعشي المصري المنشق (أ.ح) في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن المشكلة التي قابلت «داعش» في الفترة الأخيرة أنه لا يوجد بديل للقيادات عقب مقتل أبومعتز، وأبوعلي الأنباري، والأول كان الرجل الثاني في التنظيم، حتى إن مجلس شورى التنظيم لم يجد بديلًا لهما، واستبدلوا بكل القيادات المقتولة أهل الثقة، وغالبيتهم عراقيون من الدائرة المقربة من «البغدادي» الذي أصيب ثلاث إصابات بالغة، الأخيرة أثرت عليه وأقعدته طريح الفراش حتى الآن.
(أ.ح) قال إنه تم استقطابه عن طريق شخص تَعرَّفَ عليه عند ابن خاله المُنضم للتنظيم؛ حيث كانا معًا في سجون فترة التسعينيات أيام مبارك، وكانا تابعين لجماعة الجهاد، وساعتها كلمه أحدهما عن تكفير الحكومات والحاكمية، وأقنعه بالذهاب لسوريا والانضمام لـ«داعش»، وبالفعل سافر مع ابن خاله إلى هناك.
وأوضح الداعشي المنشق أنهما جهزا جوازات سفرهما، وأخذا تأشيرة إلى تركيا، وكل التكاليف أعطاها لهما شخص آخر مقيم في مصر، إضافة إلى 1000 دولار أخرى كمصاريف، وذلك في يوم 20 /9 /2014، وكان المرور سهلًا؛ حيث نزلا إلى مطار إسطنبول، واتصلا بالمنسق، الذي أركبهما طائرة لغازى عنتاب، وأنزلهما في فندق قريب من مطار عنتاب، ثم جاءهما للفندق، وأخذهما في سيارة ميكروباص اخترقت الحدود السورية من مكان اسمه (باب لمون) في منطقة الراعي، وهي منطقة يُسيطر عليها داعش، وتُعتبر مكان مرور إليه، مثل تل أبيض.
يقول (أ.ح) نُقلنا بعدها إلى المضافة في جرابلس، وكانت مدرسة كبيرة مليئة بالملتحقين الجدد من جميع الجنسيات، وظللنا بها حوالى شهر، تعرفنا فيها على الكثيرين، ثم بعدها وزعونا على الولايات، وكان معه 15 مصريًّا، و50 سعوديًّا وليبيون وتوانسة وفرنسيون، وذهبنا إلى ولاية الفرات، وهي من أهم الولايات؛ لأنها الوحيدة التى تضم أراضي عراقية وسورية، مثل مدينة القائم العراقية، ومدينة البوكمال السورية.
في خلال 25 يومًا، بقي فيها الداعشي المنشق في المضافة الجديدة، وكان التنظيم متكفلًا بكل طلباتهم، وكان هناك شرعي يُعطيهم كل يوم دروسًا دينية تحضهم على الاستشهاد والعمليات الانتحارية.
ضرب الطيران جميع المعسكرات، والطبيعي أن الملتحقين الجدد يخوضون معسكرًا شرعيًّا، وبعدها يتدربون على الأسلحة، لكن الظروف نقلتهم مباشرة إلى الجبهة -بس علشان ظروف الطيران والقصف في الوقت ده مدخلناش أي معسكرات-.
يقول: أنا ومعي 7 مصريين اشتغلنا في حاجز شرطة في منطقة راوة التابعة لمدينة القائم، وهي مدينة صغيرة كانوا يبدؤون التجهيز فيها للمعارك، وبعدها نقلونا إلى مدينة هيت حتى ندخل المعارك، ثم ذهبوا بنا إلى هيت لمدة شهر، وبعدها معركة في منطقة زخيخة؛ حيث سيطرنا عليها بكل سهولة، ثم انتقلت أنا وابن خالي إلى سوريا.
يشير (أ.ح) إلى أنه اشتغل هو وابن خاله في الحسبة، وهي شرطة السوق المكلفة بالمخالفات الشرعية، وفرض الحجاب بالقوة، ثم انتقلا إلى مدينة البغدادي في الأنبار، وسيطر عليها التنظيم بسهولة أيضًا.
في مدينة البوكمال، تَعرَّفَ على حقيقة «داعش»، وعرف أن مسألة التكفير عندهم ليس لها ضابط، وكل واحد يُكفِّر على مزاجه، وعندهم شهوة شديدة للقتل والتنكيل، فقرر الهرب إلى مدينة إعزاز على الحدود التركية.
يوضح أن «البغدادي» يرمز له بالحاج إبراهيم، وبعده أعضاء مجلس الشورى، وكان منهم أبومعتز القرشي، وأبوعلى الأنباري، والعدناني، وكانوا أهم الأشخاص حتى قتلوا، وهناك أمير الولايات الخارجية (مصر - ليبيا - اليمن)، وأمير العمليات الخارجية (كان هو المسؤول عن كل العمليات في أوروبا وغيرها)، وهناك كتائب جيش الخلافة، وهو جيش أميره البغدادي نفسه، أو ما يُسمى بديوان الجند، وهو عبارة عن كتائب قتالية تابعة لجيش الخلافة تُستدعى بطلب من والي الولاية إلى لجنة الحرب، أو وزير الحرب الذي كان أبوعمر الشيشاني، وبعده كان أبوحمزة الكردي، للقتال في الجبهات المختلفة.
الأمر في العراق كان مختلفًا عن الوضع في سوريا، فالعراقيون لم يكن عندهم نزعة التكفير التي كانت في سوريا، وكانت معاملتهم مع المدنيين أفضل بكثير، لكنهم كانوا يُحبون القيادة، وكان الأمراء العراقيون أو الجناح العراقي لـ«داعش» أهل ثقة عند «البغدادي»، وكانوا يتهمون الجناح السوري بالغلو، والجناح العراقي، وكان من أشهرهم أبوإسحاق العراقي، وأبومحمد العراقي، وأبوصالح العراقي، وأبوأنس الفراتي، والجناح السوري، وكان من أشهرهم العدناني، وأبوأيوب، وأبولقمان الرقاوي، وأبومحمد الهاشمي، وهؤلاء أيضًا كانوا يتهمون الجناح العراقي بأنهم فاسدون وأصحاب سلطة.
وأضاف (أ.ح) أن التيار الحازمي ظهر مرة ثانية بعد القضاء على أبوجعفر الحطاب وأبوعمر الكويتي عام 2016، وهؤلاء كانوا يقولون بكفر العوام أو المدنيين، وتعامل معهم التنظيم بقتله «الحطاب، والكويتي» بالرصاص، وشكلت لجنة من القحطاني والهاشمى وأبوأيوب، وعملوا مراجعات للعناصر الباقية، وتمت السيطرة على الموقف، إلى أن ظهر فكر «الحازمي» من جديد في نهاية 2016، واعتنق الفكر أمراء كبار، وغالبية التوانسة، وبعض العجم من تركستان وداغستان وغيرهما، وبدأت المشكلات تظهر في موضوعات مثل العذر بالجهل، وتكفير العوام، والتوقف والتبين، حتى إن مجموعة الحازمي كَفَّروا «البغدادي» نفسه، وكل من على الأرض مادام يُخالف معتقدهم، وبدؤوا بقتل المدنيين والاستيلاء على أموالهم، واغتصاب النساء، وحصل هذا مع جنود أصدقائهم، مخالفين لهم في المنهج.





