بالوثائق.. «المرجع» يواصل نشر جرائم الإخوان (1-2) تجنيد «الأحداث» والتخطيط لاغتيال رجال الشرطة.. قَشّة الجماعة الغارقة

كما قلنا فإن جماعة الإخوان لم تترك شيئًا، يُخالف ما تشدقت به طوال 80 عامًا من مبادئ إلا واقترفته، ومن بين تلك الجرائم التي تدلُّ على خسة، ودناءة لا مثيل لهما، هو ما تكشفه القضية رقم 978 جنايات الزقازيق، والتي تُثبت أوراقها لجوء الجماعة إلى تجنيد الأحداث دون 16 سنة، في اللجان النوعية لها؛ وذلك لتفادي حالة التضييق الأمني على عناصرها من الرجال.

وقضت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار نسيم بيومي،
وعضوية المستشارين محمد عبدالغفار، وعلي رجب، وأمانة سر أحمد رزق نباتة، بمعاقبة
13 متهمًا بأحكام تراوحت ما بين المؤبد، والسجن المشدد 10 سنوات، في تلك القضية، بعد
أن تم كشف أبعادها، وإزاحة الستار عن مؤسسها، ويُدعى عبدالخالق السيد، الطالب بأكاديمية
المستقبل.
ويروي عبدالخالق في اعترافاته، عقب ضبطه، تفاصيل اقتناعه بالفكر الإرهابي،
بحجة الانتقام لصديق له، مات في أثناء فض اعتصام رابعة العدوية.
وبدأ المتهم رحلة البحث عن تكوين خليته النوعية، مستقطبًا عددًا من الأولاد،
الذين لم يتجاوزوا سن الطفولة بعد، وكان حريصًا على أن يكونوا من أبناء المعاهد الأزهرية،
حيث يتوافر داخلهم الوازع الديني، وفي الوقت ذاته، لم يتشكل وعيهم وإدراكهم بعد؛ ما
يُسهل من فرص سيطرته على مشاعرهم بالشحن المعنوي والعاطفي.
ولم يفت المتهم، أن يكون من بين عناصر خليته الإرهابية، أبناء عدد من قيادات
الإخوان، وعلى رأسهم نجل القيادي الإخواني الهارب، أمير بسام.

واستعان المتهم لجمع عناصر خليته بحضور دروس تعليم الأطفال القرآن الكريم
في مساجد بالعاشر من رمضان، وبعد وقوع اختياره على مجموعة بعينها بدأ تلقينهم مهارات
حمل السلاح بأنواعه، وجميع المهارات القتالية الأخرى، التي اكتسبها خلال قتاله ضد كتائب
القذافي في ليبيا، مستغلًا صحراء العاشر من رمضان، الشاسعة، في الاختفاء عن عيون رجال
الأمن.
وكان سقوط المتهم وخليته سريعًا؛ عقب ارتكابهم جريمة تفجير سيارة مواطنة،
ظنًّا منهم أنها تخص العقيد عصام علي زين العابدين، رئيس وحدة تأمين العاشر من رمضان،
والمقيم بذات العقار الذي كانت السيارة تقف أسفله.
وسريعًا تمكن رجال الأمن من ضبط المتهم، والذي أرشد خلال التحقيق معه،
عن بقية أعضاء خليته الذين اتضح أنهم جميعًا من طلاب معهد فؤاد خميس الثانوي، الأزهري
بالعاشر من رمضان.
وكشفت التحقيقات عن تخطيط المتهمين لاغتيال عدد من رجال الشرطة، ومنهم
النقيب محمد البرماوي، وضرب المنشآت الحيوية، مثل: السجل المدني، والمطافئ، فضلًا عن
استهداف سيارات الشرطة.
واجهت النيابة العامة المتهم عبدالخالق السيد، بانتمائه لجماعة الإخوان،
وذلك عن طريق فيديو يعترف فيه بذلك، قائلًا: «أنا مع جماعة الإخوان منذ الصغر، في المدرسة
الثانوية، وطلعت معاهم معسكرات للأشبال الصغيرة، والمسؤول بتاعي المهندس محمد علي.

كما ضم الفيديو اعترافات للمتهم بأنه تلقى تكليفات إرهابية قائلًا: «التكليفات قلنا عايزين نعمل جروب نحرق عربيات الضباط، وقعدت مع عبدالله والناس اللي معاه، اللي قاللي عليهم، وقاللي أنا مستعد أجيب قائمة بأسماء الضباط وعناوينهم، وقاللي هنعمل مجموعة من الشباب هينزلوا يراقبوا بيوت الضباط وعربياتهم» .
كما واجهت النيابة المتهم باعترافات عناصر خليته، إبراهيم أحمد عبدالعزيز،
وعبدالله محمد علي، والتي يرويان خلالها في فيديو مسجل لهما، تفاصيل طلب أبوعبيدة منهما
مراقب بيت الضابط، والكمين الذي يعمل به في منطقة الأردنية.
وقالا: «قال لنا نشوف بيخرج إزاي وتحركاته، وبيقعد فين في البيت عند أولاده،
وبيخرج في مواعيد إمتى، وكان بياخدنا عند الجبل في طريق بلبيس يورينا إزاي هانضرب بالأسلحة».

أقوال ضابط الأمن الوطني المُكلف بالقضية
أمام النيابة
كشفت تحريات الأمن الوطني، عن أن المتهم عبدالخالق السيد، اتخذ لنفسه اسمًا
حركيًّا، للتمويه على الأمن وهو أبوعبيدة، إلا أن هذا لم يمنع من كشفه.
وأكد ضابط الأمن الوطني الرائد تامر مقلد، المُكلف بالتحقيق في القضية،
أن المتهم عبدالخالق السيد، كوَّن خلية إرهابية من شباب الإخوان، لاستهداف رجال الجيش
والشرطة، وإسقاط النظام.
وأضاف في شهادته أمام النيابة العامة، أن المتهمين أحرقوا سيارة ملاكي
رقم (5535)، والمملوكة لسيدة تُدعى عزة عبدالحليم، اعتقادًا منهم أنها مملوكة لأحد
ضباط الشرطة، وهو العقيد عصام زين العابدين.
وبإجراء المباحث لتحرياتها، توصلت إلى أن وراء تلك الواقعة المدعو أنس
خالد عبدالكريم، بالاشتراك مع عمر محمد عبدالعظيم، وأحمد ممدوح عبدالرحمن، ومحمد الفاتح
أمير بسام، وذلك بأنهم قاموا بإشعال النيران بالسيارة، اعتقادًا منهم بأنها خاصة بالعقيد
عصام زين العابدين، رئيس وحدة تأمين المدينة، وقامت المباحث بإخطارنا بتلك الواقعة.
وأسفرت التحريات أيضًا عن أن المدعو عبدالخالق السيد، «أبوعبيدة» شكَّل
خلية سرية تحت إمرته من بعض العناصر الشابة لتنظيم الإخوان الإرهابي، تهدف إلى القيام
بأعمال إرهابية ضد القوات، والمنشآت الشرطية، ووقائع اغتيال وخطف ضد بعض السادة الضباط،
وأسرهم بمدينة العاشر من رمضان، بهدف إسقاط النظام القائم، وذلك بالتنسيق مع المدعو
طارق وكنيته «أبوعمر»، ويقومون بتدريب عناصرهم في الظهير الصحراوي ببلبيس والعاشر من
رمضان، وتوصلت تحرياتي إلى قيام كلٍّ من أنس خالد عبدالكريم ومحمد الفاتح أمير بسام
بمراقبة مكان حدوث الواقعة، ومتابعة المارة خشية افتضاح أمرهم، وقد ارتكب الجناة الحادث؛
حيث قام كل من عمر محمد عبدالمنعم وأحمد محمد عبدالرحمن، وأبي هاشم محمد عبدالله، ومحمد
عاطف عفيفي بسكب المواد البترولية وإشعال النيران في السيارة.

أقوال مالكة السيارة المحترقة للنيابة:
أكدت عزة عبدالحليم رجب، مالكة السيارة التي أحرقها الجناة، أنهم كانوا
يعتقدون أن مالك السيارة الرائد عصام زين العابدين، الذي يسكن في العقار ذاته، ويمتلك
سيارة مشابهة لسيارتها.
وأضافت أمام النيابة العامة، أن الجيران عندما أخبروها بنشوب حريق بسيارتها،
أكد لها شهود العيان منهم، أن الجريمة يقف وراءها 3 من الشباب، وأنها رفضت اتهامهم،
خوفًا من أن تتعرض إلى ضرر جراء ذلك، كاشفة عن أنها علمت بوجود تهديدات لضابط الأمن
الوطني عصام زين العابدين، وهو ما أكد لها أن سيارة الضابط هي التي كانت مستهدفة، مشيرة
إلى أن الخسائر 110 آلاف جنيه.
وخلال شهادته كأحد شهود العيان، على واقعة حرق سيارة عزة عبدالحليم رجب،
أكد عبدالرحمن إبراهيم علي، أحد زملاء المتهمين، بالمعهد الأزهري الذي يدرسون فيه،
ارتكابهم الجريمة، نظرًا لمشاهدته لأحدهم وهو يراقب السيارة، مرجحًا أنهم أحرقوا السيارة
بزجاجات المولوتوف.
وأوضح الشاهد أنه لم يتمكن من الإمساك بأحد المتهمين، لتهديده بالموت عند
اقترابهم منه أثناء فرارهم من مكان الحادث، وهو ما توضحه تفاصيل التحقيقات.