ad a b
ad ad ad

دلالات زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى نيويورك

الأحد 05/نوفمبر/2023 - 12:35 م
المرجع
نورا بنداري
طباعة

زار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الولايات المتحدة الأمريكية في 26 أكتوبر 2023، لحضور اجتماعات الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ولذلك وصفت تلك الزيارة بــ«المفاجئة» نظرًا لأنها تأتي بالتزامن مع تصاعد لهجة التصريحات بين طهران وواشنطن على خلفية اتهام الأخيرة النظام الإيراني بدعم فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ هجماتها ضد إسرائيل.


رسائل أمريكية


وتجدر الإشارة إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى نيويورك،  تأتي بعد يومين من إعلان الوزير الإيراني في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة طهران في 24 أكتوبر 2023، أن واشنطن بعثت برسالتين لإيران بشأن أحداث التصعيد بالمنطقة، مشيرًا إلى أن الرسالة الأولى كان فحواها أن أمريكا ليس مهتمة بـ"توسيع الحرب"، أما الثانية، فاحتوت على دعوة واشنطن لإيران بضرور "ضبط النفس" وطالب الأطراف الأخرى بذلك.


 وقد ردت إيران على الرسائل الأمريكية بالقول إنها تعكس مدى تورط واشنطن في أحداث التصعيد الجارية في غزة بإرسالها آلاف الأسلحة لدعم إسرائيل، وأنها تتخوف في الوقت ذاته من تفعيل طهران لمبدأ "وحدة الساحات" من خلال جماعات المقاومة الموالية لها بدول المنطقة، كالحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والجماعات بسوريا والعراق، نظرًا لأن هذه الجماعات قد تهدد بالفعل المصالح الأمريكية بالمنطقة وهو ما لا تريده واشنطن.

 

زيارة مفاجئة


ووصفت زيارة «عبداللهيان» بالمفاجئة كون أن زيارات كبار المسؤولين الإيرانيين للولايات المتحدة تعد نادرة، كما أنها جاءت في ظل تصاعد حدة التصريحات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين من جهة، والتحركات التي بدأت الميليشيا الموالية لإيران بالمنطقة في القيام بها لتهديد كلٍ من الولايات المتحدة وإسرائيل والتأكيد على أن عدم توقف أعمال التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة سيقابله تصعيد من قبل محور المقاومة المدعوم من إيران من جهة أخرى.


ويمكن القول إن الهدف الرئيس من تلك الزيارة هو  التأكيد على دعم إيران الثابت لمصالح الفلسطينيين أمام جميع دول العالم الحاضرة باجتماع الأمم المتحدة.

 

شعارات الملالي


وحول دلالة الزيارة، يقول الدكتور مسعود إبراهيم حسن الباحث المختص في الشأن الإيراني: «رغم أنها زيارة رسمية في اجتماعات الأمم المتحدة، فإنها في الوقت ذاته، مفاجئة وغير متوقعة تأتي في توقيت مهم في ظل التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وأيران، نظرًا لكون الأولى تتهم طهران بدعم حماس وحركات المقاومة الفلسطينية لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل، كما أنها أيضًا زيارة ليس لها أثر أو دلالة، لأن الوضع السياسي والدبلوماسي بين أمريكا وإيران غير قوي في هذه المرحلة.


 ولفت «حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» إلى أن الشعوب الإسلامية كانت تنتظر من إيران دورًا آخر غير ذلك، حيث إن طهران أثبتت أن  التصريحات التي تطلقها بحرصها على دعم المقاومة الفلسطينية وأن القضية الفلسطينية هي الأولى لها، ما زالت مجرد "شعارات ووعود" دون فعل أي شيء، وأثبتت حرب غزة الحالية أن النظام الإيراني يسعى فقط  إلى استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سواء بالداخل أو الخارج.

"