الذئاب المنفردة تهدد الغرب.. وإيطاليا تستنفر ضد هجمات الإرهاب
اعتقلت السلطات الإيطالية شخصين يُعتقد
بانتمائهما لتنظيم داعش، وذلك بعد تزايد المخاوف من عودة هجمات الذئاب المنفردة
لأوروبا على خلفية هجوم بروكسل الذي راح ضحيته مواطنين سويديين.
أعلنت السلطات الإيطالية في 17 أكتوبر
الجاري اعتقال اثنين تعتقد بتجنيدهما من قبل تنظيم داعش للترويج لأفكاره على مواقع
التواصل الاجتماعي وضم عناصر جديدة لصفوفه، إذ قال رئيس وحدة التحقيقات الخاصة
بالشرطة، دانييل كاليندا إن المخاوف الأمنية متصاعدة حاليًا بالمنطقة جراء نشاط
الذئاب المنفردة.
ورصدت السلطات دعاية نشرها المتهمان على
منصات التواصل الاجتماعي، إذ نشر أحدهما قسم ولائه لتنظيم داعش على موقع فيس بوك،
فيما اشترك الاثنان في مجموعات للتواصل بين عناصر التنظيم على موقع واتساب لتبادل
الرسائل الخاصة فيما بينهم.
ولم تكشف السلطات عن اسميهما بينما
أشارت إلى أنهما يبلغان من العمر 49 عامًا، و44 عامًا ويعيشان في إيطاليا منذ 2001
و2008، وسبق استجوابهما ضمن تحقيق حول الإرهاب، ومن جانبه كشف رئيس الشرطة في
ميلانو جوزيبي بترونزي أن جهات الأمن في إيطاليا قررت القبض عليهما بعد تزايد
نشاطهما خلال الفترة الأخيرة وخوفًا من تكرار هجوم بروكسل.
الذئاب
المنفردة تهدد أوروبا
تصاعد القلق من عمليات جديدة تستهدف دول أوروبا
عبر المتعاطفين مع تنظيم داعش، سواء المنفذين لهجمات منفردة توصلوا إليها من خلال
استمالات أيديولوجية وعاطفية أو من خلال أوامر مباشرة من قيادة التنظيم.
ففي منتصف
أكتوبر الجاري أطلق مهاجر تونسي غير شرعي النار بالقرب من ساحة سانكتيليت في شمال العاصمة البلجيكية
بروكسل بالقرب من استاد الملك
بودوين قبل مباراة بين
منتخبي بلجيكا والسويد ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2024 لكرة القدم، ما أدى إلى مقتل
سويديين وإلغاء المباراة.
وأشار موقع
العربية إلى نشر المهاجم فيديو باللغة العربية عن تحمله للمسؤولية عن الهجوم، لافتًا
إلى أنه نفذ الهجوم تأثرًا بأفكار تنظيم داعش، وذلك قبل أن تقتله قوات الشرطة خلال
مطاردة لإلقاء القبض عليه.
أوروبا
تخشى تصاعد موجات التكفيريين
لا تزال
الجماعات التكفيرية تمثل الهاجس الأمني الأكبر لدول أوروبا، فمن جانبه قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين أثناء
زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في 20 مايو 2023، إن الإرهاب الذي تصنعه
التنظيمات التكفيرية يشكل الخطر الأساسي لفرنسا وجميع الأوروبيين، مطالبًا الحكومة
الأمريكية بتعزيز التعاون الاستخباري مع الدول الأوروبية في هذا الملف.
كما أعرب دارمانين عن مخاوف بلاده من
إعادة بناء صفوف الجماعات الإرهابية في بعض مناطق الشرق الأوسط، وفي الساحل
الإفريقي وفي أفغانستان ثم مهاجمة المصالح الغربية، مشددًا على ضرورة التعاون بين
أوروبا والولايات المتحدة لتقويض أنشطة الإرهابيين.
فيما أعلنت وكالة تطبيق القانون الأوروبية
«يوروبول» في يونيو 2023 أن هناك إجراءات أمنية مشددة لمواجهة عمليات تمويل
الإرهاب، مشيرة إلى تزايد الرقابة على التمويل المشبوه للعنف، وعمليات جمع الأموال
والتبرعات، وفي عام 2022 قبضت الأجهزة
الأمنية على 380 شخصًا من بينهم 14 شخصًا متهمون في قضايا تتعلق بتمويل الإرهاب وبالأخص تحويل
الأموال إلى عناصر داعش في ليبيا من خلال خلية مشبوهة في إسبانيا.
