ad a b
ad ad ad

الصين وطالبان.. المصالح المشتركة تقود للاعتراف الأول

الإثنين 09/أكتوبر/2023 - 08:22 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

باتت الصين أول دولة تعين سفيرًا جديدًا لها في أفغانستان عقب تولي حركة طالبان السلطة في أغسطس2021، إذ أعلنت بكين في 13 سبتمبر الجاري تقديم أوراق اعتماد سفيرها رسميًّا لحكومة طالبان خلال حفل خاص بالعاصمة كابول.


وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن تعيين السفير تشاو شينج لدى أفغانستان يهدف إلى تنمية التعاون والحوار بين البلدين، مشددة على أن توجهات بكين نحو أفغانستان ثابتة وواضحة.


من جانبه قال نائب المتحدث باسم حكومة طالبان، بلال كريمي إن المبعوث الصيني هو أول سفير أجنبي بالبلاد بعد تولي طالبان الحكم، وأن الحكومة اعتمدت أوراق تعيينه، كما نشرت الحسابات الرسمية للحركة بمواقع التواصل الاجتماعي صورًا للحفل الذي أقيم لتلك المناسبة.


الخطوات الدبلوماسية والمصالح المترابطة


اتجاه الصين لتعيين سفيرًا لها بأفغانستان يسير في نطاق السياسات الواضحة لبكين تجاه طالبان، إذ كانت الحكومة الصينية من أهم الدول التي تربطها  علاقات جيدة بالحركة أثناء الصراع المسلح بالبلاد قبل الانسحاب العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" من البلاد.


وظهرت المصالح المترابطة بين الطرفين بوضوح إبان المفاوضات التي جرت بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية قبل توقيع اتفاقية الدوحة في فبراير 2020، إذ تبادلت الصين وطالبان الوفود السياسية والدبلوماسية لترسيخ قواعد التعاون بينهما خلال المراحل المختلفة.


وفي 22 سبتمبر 2019 نشر مسؤول المكتب السياسي لحركة طالبان في الدوحة، سهيل شاهين عن إجراء مباحثات مع مسؤولين صينيين من بينهم مبعوث السلام في أفغانستان، دنج شيجون، للمناقشة حول الاتفاق الأمريكي، أي أن بكين وطالبان كان لديهما تفاهمات خاصة جرى مراعاتها ضمنًا حين صياغة اتفاق الدوحة.


وتضمنت لقاءات الطرفين مراجعة بنود الاتفاق قبل توقيعه من قبل حركة طالبان، وذلك وفقًا لتصريحات المسؤولين، وهو ما أسهم في الدفع بأن القوى الإقليمية المتعاونة مع طالبان وبالأخص الصين وروسيا كان لهما دور خفي ككروت ضغط سياسي استُخدمت في تحقيق الحركة لأهم أهدافها في رحلة العودة للحكم.


وبعد وصول طالبان للحكم في أفغانستان، كانت الصين من أبرز الدول المرشحة للاعتراف بالحكومة الجديدة للحركة، ففي تصريح لـ«المرجع» قال نائب رئيس البرنامج الآسيوي في مركز ويلسون الدولي للأبحاث في واشنطن، الكاتب في مجلة السياسة الدولية، مايكل جوكلمان: إن الصين هي الأقرب للاعتراف الدولي بطالبان لوجود مصالح مشتركة بين الطرفين.


وشدد الباحث على أن الدول الغربية لن تعترف بطالبان خلال المدى الزمني القريب لأنها ستحتاج لمؤشرات على قدرة الحركة على الحفاظ على الأمن واحترام المتغيرات السياسية الخاصة بحقوق الإنسان والمرأة والتعددية.


التفاهمات السياسية والملفات الاقتصادية المشتركة


تُبنى التوافقات الصينية مع حركة طالبان على العديد من المتغيرات أبرزها: رؤية بكين للحركة كقوة قادرة على إدارة الملف الأفغاني المهم إقليميًّا لها، كما أنها لا تريد ترك جميع ملفات المنطقة لتفاهم أحادي بين قيادات الحركة وواشنطن، فقبل اتفاق الدوحة اشتركت الصين مع كل من باكستان وأفغانستان والحكومة الأمريكية في تحالف رباعي «QCG»لإيجاد حل للقضية الأفغانية، وتهتم الصين بالوضع الأفغاني بشكل خاص نظرًا لمصالحها في مشروع الحزام والطريق الذي تضخ لأجله مليارات الدولارات.

"