تراجع ومحاولات يائسة لـ«داعش» في الفلبين
كما قُتل عدد من قادة التنظيم في الفلبين، مثل إسنيلون هابيلون، الذي كان يعتبر أمير "داعش" في جنوب شرق آسيا، وفوروجي إنداما، خليفته، وعبدالله ماوت، أحد مؤسسي جماعة "ماوت" الموالية لـ"داعش".
محاولات للعودة
وعلى الرغم من هذه الانتكاسات، فإن تنظيم "داعش" لم يستسلم بعد، بل يحاول إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات متفرقة في الفلبين.
ففي يناير 2019، نفذ التنظيم هجومًا على كاتدرائية جولو في جزيرة سولو، وأودى بحياة 23 شخصًا، وإصابة المئات، وفي يوليو من العام نفسه، فجر انتحاريان نفسيهما في مقر للجيش في جزيرة سولو، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، وإصابة 22 آخرين.
وفي أغسطس 2020، نفذ التنظيم هجومًا آخر على جزيرة جولو، استهدف قائد الجيش الفلبيني في المدينة، وأسفر عن مقتل 15 شخصًا، بينهم جنود وضباط.
لا يستطيع النجاح
يواجه التنظيم العديد من الصعوبات الكبيرة في تحقيق هدفه الأساسي، وهو إقامة "ولاية" دائمة في المنطقة. فالحكومة الفلبينية تحارب التنظيم بكل حزم وقوة، وتستخدم قانون الأحوال الطارئة لزجر الإرهاب.
كما توجد مقاومة شعبية من قبل بعض الجماعات المسلحة الأخرى، التي ترفض الانضواء تحت راية "داعش"، وتسعى إلى التوصل إلى حلول سلمية مع الحكومة.
ومن بين هذه الجماعات، جبهة تحرير مورو الإسلامية، التي وقعت اتفاقية سلام مع الحكومة في عام 2014، والتي تشكلت من انشقاق عن جبهة تحرير مورو الوطنية، التي تأسست في عام 1971.
كذلك يواجه التنظيم أيضًا تحديات دينية وثقافية في الفلبين.
فالفلبين دولة متعددة الأديان والثقافات، حيث يشكل المسيحيون أكثر من 90% من السكان، بينما يشكل المسلمون نحو 5% فقط.
ومعظم المسلمين يتبعون المذهب السني الشافعي، ولا يقبلون بفكر "داعش" المتطرف والمنحرف.
كما أن المسلمين في الفلبين لديهم هوية قومية متميزة، ترجع إلى تاريخهم الطويل كأهل مورو، وهم سكان أصليون في جزر سولو ومينداناو وبالاوان.
وهذه الهوية تجعلهم يرفضون التبعية لأي كيان خارجي، سواء كان "داعش" أو غيره.
ولذلك، يمكن القول إن تنظيم "داعش" في الفلبين يمثل خطرًا حقيقيًّا على الأمن والاستقرار في المنطقة، فالتنظيم يواجه مقاومة شرسة من قبل الدولة والشعب والجماعات المسلحة المعتدلة، التي تسعى إلى حفظ سلامتها وسيادتها وتآخيها.
نقص في الموارد
يعاني تنظيم "داعش" في الفلبين نقصًا في الموارد والتمويل والتجنيد، بسبب الضغط الأمني والعسكري الذي يمارسه الجيش الفلبيني.
كما يعاني من انقسامات داخلية وصراعات مع بعض الجماعات المسلحة المحلية.
تنظيم "داعش" في الفلبين يحاول استغلال بعض القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على المسلمين في الفلبين، مثل التمييز والفقر والبطالة والإهمال، ويحاول أن يظهر نفسه كمدافع عن حقوق المسلمين ومطالبهم.
كما يستخدم "داعش" في الفلبين وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لنشر دعايته وأفكاره.





