ad a b
ad ad ad

كرة اللهب تتدحرج.. تداعيات انقلاب الجابون على أمن المنطقة

الأربعاء 13/سبتمبر/2023 - 05:18 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
لحقت الجابون بالدول الإفريقية التي تعيش أجواء انقلابية في الفترة الأخيرة، لتؤكد للجميع أن الانقلابات العسكرية لن تتوقف مع استيلاء المجلس العسكري في النيجر على السلطة أواخر يوليو 2023، بل أصبحت سريعة التشكل، فلم يعد يفصلها سوى ما يقرب من شهر عن كل انقلاب.

انقلاب الجابون كان سهل قبوله شعبيًّا فلم يستغرق أكثر من ساعة، وذلك بعد خروج آلاف عقب إعلان الإطاحة بالرئيس علي بونجو وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.

وعلى رغم من تعدد أسباب الانقلابات في غرب ووسط إفريقيا تبعًا لظروف كل بلد، فإنها غالبًا تتأثر ببعضها بعضًا وتستفيد من ظروف ونشأة حركات التمرد على الحكم القائم فيها، وتستفيد لاحقًا من تثبيت الانقلابيين لحكمهم وإرغام المجتمع الدولي على القبول به ولو على مضض.

الجابون الذي حدث به انقلاب عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة، لا يعاني كبقية بلدان غرب إفريقيا من الفقر والإرهاب، كما أنه لا يعتمد على الدول الخارجية في الحصول على مساعدات مالية أو عسكرية لحماية أمنه واستقراره، لكنه يعاني استشراء فساد الطبقة السياسية وخصوصًا عائلة بونجو التي حكمت البلاد منذ 55 عامًا.

ويعد انقلاب العسكر على حكم عائلة بونجو، له تداعيات سياسة واقتصادية وأمنية لم يكن ممكنًا لولا حدوث انقلابات متكررة في منطقة غرب إفريقيا، مما جعل قوات الجيش وخصوصًا الحرس الرئاسي موقنين بأن أي تحرك للإطاحة بالحكم القائم سيكون مرحبًا به شعبيًّا وإقليميًّا، وفي الأقل داخل الدول التي حدثت بها انقلابات عسكرية أخيرًا.

دومينو الانقلابات يتحرك بأريحية في إفريقيا، ويقطع القارة السمراء على خط عرضي، من الغرب إلى الوسط، ويمهد الطريق لآفة أرهقت المنطقة

إذ انضمت الجابون إلى نادي الانقلابات، وبعد بوركينا فاسو ومالي والنيجر في غرب إفريقيا، سقط البلد المتموضع في وسط القارة السمراء في غياهب التغيير بالقوة.

وعلى عكس الشائع، فإن الانقلابات اصطلاحًا هي حالة من حالات السيولة الأمنية، تكون فيها الجيوش منشغلة بالحالة السياسية وما يمكن أن يحدث من ارتدادات، ما يخلق فراغًا أمنيًّا مثاليًا لتنامي الحركات الإرهابية.

على مستوى غرب إفريقيا، تتنافس جماعات وتنظيمات إرهابية على النفوذ في منطقة الساحل، بعد انسحاب القوات الغربية من المنطقة، وخاصة مثلث مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ووقعت مؤخرًا معارك بين تنظيمات "داعش" ونصرة الإسلام والمسلمين، والأخير مكون من اندماج 5 جماعات محلية تابعة لتنظيم القاعدة، الشهر الماضي، في مناطق تادنجدجورن وفتلي وهرارا في مالي على الحدود مع بوركينا فاسو.

وتعد هرارا مركزًا مهما لـ«داعش»،  فيما يخص المواد اللوجستية والمصادر الغذائية والطبية.

وكذلك اشتبك التنظيمان في معارك طاحنة في منطقة تيبسبتي شمال شرقي مالي، وعدة مناطق في المثلث الحدودي.

ويواجه تنظيم داعش الإرهابي، صعوبة أمام تنظيم القاعدة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على وجوده في المناطق الشرقية والوسطى والشمالية في بوركينا فاسو وفي وسط مالي، ولذلك يبحث عن مد نفوذه في مناطق أخرى، منها بنين ونيجيريا وضم جماعات الجريمة المنظمة المحلية في هذه الدول.

ومن المتوقع حدوث مزيد من المواجهات في المناطق التي يوجد بها التنظيمان حاليًا بعد انقلاب النيجر، حتى يتم التوصل لاتفاق على تقاسم السيطرة والأراضي، أو يضعف أحد التنظيمين بشكل يجبره على الخروج من منطقة ما لصالح التنظيم الآخر.

وإذا كانت الجماعات الإرهابية حصلت على دفعة قوية بعد الانقلابات في غرب إفريقيا، وبالتحديد مالي وبوركينا فاسو والنيجر في السنوات الماضية.

ولم يجر رصد تنظيمات إرهابية بشكل واضح في دول وسط إفريقيا، باستثناء وجود غير فعال قرب الكاميرون وتشاد، فيما كانت الجابون بعيدة عن انتشار وسيطرة هذه التنظيمات والتي تتمدد حيث الفوضى، ما يعني أن استقرار الجابون في السنوات الماضية كان عائقًا على ما يبدو.






"