ad a b
ad ad ad

دلالات تغيير قيادات تنظيم «داعش» الأخيرة

الجمعة 25/أغسطس/2023 - 12:44 م
المرجع
محمود البتاكوشي
طباعة

دأب تنظيم "داعش" الإرهابي، في الآونة الأخيرة على تغيير قياداته، بعد أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية اتباع إستراتيجية قطع الرؤوس واستهداف قادة الصف الأول للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، سواءً عبر التصفية الجسدية، أو الاعتقال والاحتجاز، في إطار ما عُرف بـ "إستراتيجية قطع الرؤوس".

وعبرت عمليات اغتيال زعماء "داعش" بدايةً من أبو بكر البغدادي، مرورًا بـأبي إبراهيم القرشي، وصولاً إلى الإعلان عن مقتل أبي الحسن القرشي، وكذا اغتيال ما يعرف بوالي الشام ماهر العقال في غارة جوية أمريكية في يوليو 2022، فضلاً عن الإعلان في يونيو الماضي عن اعتقال ما يُعرف بوالي الرقة هاني الكردي، والإعلان في 7 أكتوبر 2022 عن اعتقال نائب والي الشام أبي هاشم الأموي، وأخيرًا مقتل زعيم التنظيم أبي الحسين الحسيني، مايو 2023، وتعيين أبو حفص الهاشمي القرشي خليفة له، أي بعد أكثر من شهرين على وفاته، عبر إصدار صوتي نشرته مؤسسة الفرقان الداعشية، تحدَّث فيه متحدث إعلامي جديد للتنظيم يدعى أبو حذيفة الأنصاري، نجاح تلك الإستراتيجية في اصطياد قادة الصف الأول في التنظيم.

تساؤلات

إصدار "داعش" الأخير أثار العديد من التساؤلات، نظرًا لأنه تأخر نحو 65 يومًا، وأكد أن اختيار الخليفة المزعوم تم بمجرد معرفة مجلس شورى التنظيم بنبأ مقتل الخليفة السابق، وهذا يحتمل عدة أمور، منها أن "داعش" اختار زعيم التنظيم الجديد ولم يعلن الاختيار لقواعده، وهذا يتعارض مع نهج التنظيم الذي انتقد تنظيم القاعدة بسبب عدم اعترافه بمقتل أيمن الظواهري، وتعيين خلفٍ له، أو أن مجلس شورى التنظيم ظل فترة طويلة في مناقشات من أجل اختيار زعيمه الجديد، نظرًا لضيق قاعدته القيادية بعد مقتل جميع أو معظم قياداته التاريخية.

انقطاع الاتصال بين قيادات التنظيم وقواعده

كما أن وجود شرطٍ بأن يكون زعيم تنظيم "داعش" قرشيًّا عراقيًّا يُصَعِّب من الاختيار، ومن المحتمل أن مجلس الشورى لم يعرف الخبر إلا مؤخرًا، وهذا يدل على انقطاع الاتصال بين قيادات التنظيم وقواعده، بل بين قيادات التنظيم التشريعية وقياداته الميدانية والإعلامية؛ نظرًا للتضييق الأمني على أفراد التنظيم، وهذا ما لمح إليه المتحدث في المقطع، إذ قال: إن الاجتماع عُقِد بالرغم من التضييق الأمني.

والملاحظ أيضا تغيير المتحدث الإعلامي، إذ ذكرت مؤسسة الفرقان الداعشية أن المقطع الجديد سيكون للمتحدث الرسمي أبو حذيفة الأنصاري الذي ذكر بدوره في المقطع أن هيئة تحرير الشام أسرت المتحدث الإعلامي السابق أبو عمر المهاجر.

وأظهر المقطع ضعف أسلوب المتحدث الجديد مقارنة بأسلوب سابقه أبو عمر المهاجر، والمتحدثين السابقين أيضًا مثل أبو الحسن المهاجر، وأبو محمد العدناني، صاحب الخطابات المؤثرة في من يُعرَفُون بالذئاب المنفردة، كما أعلن المتحدث في المقطع أن مقتل أبو الحسين الحسيني جاء في قتال مع أفراد من جبهة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، وليس في عملية تركية كما جاء في الإعلام التركي، مؤكدًا أن الهيئة قتلت زعيم داعش، وأسرت المتحدث الإعلامي.

ارتباك تنظيمي

المعطيات السابقة تؤكد أن تنظيم داعش يمر بمرحلة جديدة من الارتباك التنظيمي يضاف إليها مرحلة من الإنهاك على المستوى البشري، هى الأقوى منذ نشأة التنظيم في عام 2014، بسبب تنامي معدلات استهداف قادته، وهو أمر يُعبر عن حالة التأزم التي يعيشها التنظيم، ويُعمق أزمة القيادة الموجودة بالأساس، وأكبر دليل على ذلك استعانته بكوادر غير مؤهلة أو قادرة على ضبط الأوضاع داخل التنظيم الإرهابي، وإن كان مازال قادرًا على شن هجمات في البلدان التي ينشر فيها عناصره، وخاصة عبر استخدام تكتيك الذئاب المنفردة.

الكلمات المفتاحية

"