أزمة كبيرة.. طوابير الخبز تعاود الظهور في تونس ووعد رسمي بالحل
عاودت أزمة الخبز الموجودة في تونس منذ شهور، الظهور على السطح، بعدما انتشرت طوابير الخبز أمام المنافذ، وشكوى المواطنين من نفاد الخبز صباح كل يوم، في وقت تعاني تونس من اختفاء السلع الأساسية بشكل عام أدى إلى الإطاحة برئيسة الحكومة نجلاء بودن من موقعها، مطلع أغسطس الجاري.
وتعتبر أزمة الخبز أحد أكبر التحديات التي يواجهها الرئيس قيس سعيد، إذ يمثل الخبز جزءًا من الثقافة الشعبية التونسية، بحسب تفسير الصحافة التونسية لغضب التونسيين.
وبحسب دراسة إيطالية صادرة في 2021 فتونس تعتبر الدولة الثانية عالميًّا من حيث استهلاك الخبز والمعجنات بعد إيطاليا.
تفسير الأزمة
تتلقى السلطات التونسية وعلى رأسها قيس سعيد انتقادات من قبل سياسيين ومواطنين تونسيين، بدوره عاود سعيد خطابه المتحدث عن المحتكرين والمتربصين بالدولة التونسية بدافع الانتقام، ملمحًا إلى دور للسياسيين المطاح بهم من المشهد، في إشارة لحركة النهضة المحبوس زعيمها راشد الغنوشي.
وفيما أقر الخطاب الرسمي التونسي بنقص الحبوب كأحد أسباب الأزمة، مبررًا النقص بالحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت على حركة نقل الحبوب حول العالم، لم يرد ذكر لنقص الحبوب المزروعة بتونس.
ورصد «المرجع» تحذيرات مطلع العام الماضي، من قبل مزارعين من انخفاض محصول القمح بسبب جفاف ناتج عن نقص الأمطار.
ونتيجة لذلك فقدت بعض المدن الزراعية بتونس طاقتها الإنتاجية لهذا الموسم بواقع 50 و100%.
الحل بعيد
في ظل عجز تونس المادي ونقص الحبوب محلية المصدر، يبدو أن الأزمة الممتدة منذ شهور ستستمر، وإذ كانت وزارة التجارة وتنمية الصادرات، قد وعدت بمد المطاحن بشحنات لتوفير الخبز على مدار اليوم.
ويُعد ذلك أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد، إذ يواجه ملفات معقدة أهمها توفير الحبوب، مع عدم زراعتها داخليًّا وصعوبة استيرادها للوضع الاقتصادي المتأزم.
ويشترك الكاتب التونسي نزار الجليدي، مع قيس سعيد في أسباب الأزمة، إذ يتوقع للمرجع وجود أطراف خفية وراء افتعال أزمة الخبز، وإشعار التونسيين باختفاء أحد أساسيات حياتهم.
برغم الأزمات
وفيما إذ كان ذلك يهدد شعبية الرئيس التونسي وشرعية دولة 25 يوليو، أكد أن التونسيين بعد عشر سنوات من حكم سيطر عليه الإخوان التفوا حول الرئيس، مرجحًا أن أعدادًا كبيرة ما زالت تلتف حوله برغم الأزمات.
وتنتظر تونس انتخابات رئاسية في أكتوبر 2024، في وقت ينقسم التونسيون على مدى نجاح الرئيس الحالي.
وبينما يعتبر البعض أنه نجح في مواجهة حركة النهضة ويقاوم محاولاتها لإفساد الجمهورية الجديدة، يتهمه البعض بالحكم الفردي والفشل الاقتصادي.





