طالبان ترفع رايات الاستبداد مجددًا ضد الأفغان.. الموسيقى عدو دائم للحركة
رفعت حركة طالبان الأفغانية رايات الاستبداد تجاه الشعب الأفغاني من جديد، إذ نشرت مؤخرًا على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي صورًا لحرق آلات موسيقية، زاعمة أن الموسيقى تُفسد الأخلاق.
وذكرت وسائل إعلام أفغانية أن مقاطعة هيرات الغربية شهدت في نهاية يوليو الماضي حرق مجموعة من المعدات الموسيقية تبلغ قيمتها آلاف الدولارات، تضمنت آلات جيتار وطبول وبيانو، إلى جانب مكبرات صوت، فيما دافعت طالبان عن موقفها بأن الغناء والعزف يفسدان قيم المجتمع الأفغاني.
ونقلت شبكة "بي بي سي" الإخبارية عن مؤسس المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، أحمد سرماست أن "طالبان" تسعى لإبادة الثقافة الموسيقية للمجتمع، وأن مشاهد حرق الآلات الموسيقية ما هي إلا دليل على تلك الرؤى المخيفة التي تحملها الحركة.
العداء للموسيقى
ونظمت حركة طالبان في 19 يوليو 2023 محرقة أخرى للآلات الموسيقية نشرت صورها على حساباتها بمواقع التواصل دون الإشارة للموقع الذي تمت فيه تلك الإبادة الموسيقية.
ومنذ عامين هاجم مسلحون ادعوا الصلة بطالبان حفل زفاف في أكتوبر 2021 بمنطقة سورخ رود بإقليم ننجرهار لإيقاف عزف الموسيقى، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين، ومن جهتها نفت طالبان أن يكون المسلحين تصرفوا باسم الحركة مؤكدة اعتقال اثنين منهم، وقد حظرت الحركة الموسيقى إبان فترة حكمها الأولى والتي امتدت من عام 1996 إلى عام 2001.
ويبدو من تسلسل الأحداث وردود أفعال طالبان تجاهها أن ما بنته الحركة لسنوات في عقول عناصرها لم يكن ليتوارى طويلًا وراء رغبة الحركة في المهادنة السياسية تحت وطأة رغبتها في الاعتراف الدولي بسلطتها الجديدة، فمع وصول طالبان للسلطة في أغسطس 2021 حرصت على تقديم خطابات إعلامية تضمنت التعهد بالحفاظ على حقوق الإنسان وبالأخص المرأة والطفل، مؤكدة أن حكمها الحالي لن يشبه فترة الحكم الأولى؛ لأنها تسعى بجدية للانخراط في المؤسسات الدولية الرسمية وكذلك الاعتراف بسلطتها.
طالبان تعود لوجهها الحقيقي
ومع مضي شهور قليلة أظهرت الحركة وجهًا أكثر توافقًا مع ما تعتقده تجاه الأقليات والنساء وجميع من يخالف سلطتها.
وحول هذه التبدلات يقول أحمد بان، الباحث المصري في شؤون التنظيمات المتطرفة: إن ما أظهرته طالبان عقب وصولها للسلطة مباشرة يقع تحت بند العلاقات العامة وتحسين الصورة الذهنية عالميًّا حتى لا يفرض عليها حصارًا دوليًّا نظرًا للتعقيدات الخاصة بمواقفها السابقة، ولذلك حاولت التماهي مع القيم الحديثة للأنظمة.
واستطرد الباحث في تصريحه لـ"المرجع" بأن الحركة لم تحصل خلال المرحلة السابقة على ما أرادته من المجتمع الدولي وما استخدمت لأجله تلك الخطابات، ولذلك عادت لعقيدتها الحقيقية.
تقييد الحريات ومضاعفة الأزمات
وتؤثر القرارات الأخيرة لطالبان على سير الحياة اليومية ويعقد انخراط السلطة الجديدة في المجتمع الدولي، ما يزيد من الأزمات الاقتصادية ويصعب التعاون الدولي المالي مع طالبان.
وحددت طالبان 27 يوليو الماضي موعدًا لغلق جميع صالونات التجميل النسائية، ما سيؤثر على اقتصاد هذا القطاع والمعتمدين عليه، وبالأخص وأن الحركة تفرض على النساء عدم الخروج من منازلهن دون تغطية كامل أجسادهن ووجوهن، كما أن العمل في الصالونات مقصور على النساء، وفي مارس 2023 منعت الحركة الرجال من العمل في مجال حياكة الملابس النسائية.





