ad a b
ad ad ad

هل تسفر مفاوضات طالبان وواشنطن عن نتائج ترضي الطرفين؟

الخميس 10/أغسطس/2023 - 11:36 ص
المرجع
محمد يسري
طباعة

بعد اقل من ثلاثة أشهر على انعقاد اجتماع المبعوثين الأممين في أفغانستان بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي استضافته في مايو الماضي، تعود العاصمة العربية لاستضافة جولة جديدة من المباحثات بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، قبل مرور عامين على سيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد، ما يطرح سؤالًا حول جدوى تلك اللقاءات المباشرة بين طالبان والأمريكيين بعد كل هذه المدة وتقييم ما وقع خلالها من أحداث.


هدف المباحثات


وحول أهداف تلك المباحثات؛ أكد أمير خان متقي -وزير الخارجية في حكومة طالبان- أنه سيلتقي خلال زيارته المرتقبة للعاصمة القطرية الدوحة، في الأسبوع الأخير من يوليو، وفدًا أمريكيًّا لمناقشة العقوبات الدولية على أفغانستان، ومصير الأموال الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية.


وأوضح «متقي» أنه سيطالب الولايات المتحدة بشطب القائمة السوداء، التي تضم مسؤولين وقيادات كبار في الحكومة الأفغانية، والتي تكبل حركتهم وتمنعهم من السفر، وتطرق وزير الخارجية الأفغاني إلى تقييم مخرجات اتفاق الدوحة، المنعقد قبل وصول طالبان بأيام، إلى السلطة ومدى تعاطي الولايات المتحدة معها، والتي اتهمها متقي بخرق بنودها عن طريق اختراق الأجواء الأفغانية.


وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت أنه من المقرر أن يلتقي وفد من الدبلوماسيين الأمريكيين قيادات من طالبان في العاصمة القطرية الدوحة.


ويضم الوفد الأمريكي كلًا من: المبعوث الخاص لأفغانستان توماس وست والمبعوثة الأمريكية لحقوق النساء والفتيات وحقوق الإنسان في أفغانستان ربنا أميري، وتسعى المباحثات لمناقشة عددٍ من الملفات الخاصة بحقوق النساء والعمل الإنساني ومكافحة المخدرات، كما تركز على الأوضاع الاقتصادية في البلاد.


الجولة السابقة


لم يكن ذلك اللقاء الذي تستضيفه العاصمة الدوحة هو الأول بشأن الأوضاع في أفغانستان بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، بل سبقه اجتماع مماثل كان أقرب لتقييم نتائج سيطرة طالبان على السلطة خلال الفترة الماضية، خاصة فيما يتعلق بعددٍ من القضايا على رأسها ملف عمل النساء وتعليمهن، وانعقد المؤتمر في مايو الماضي، وكانت الحركة تأمل أن تخرج منه بعددٍ من المكاسب على رأسها الاعتراف الجزئي بها من قبل المجتمع الدولي، والذي كانت لوحت به أمينة محمد -نائب الأمين العام للأمم المتحدة- قبل أيام قليلة من انعقاد الاجتماع، خلال تصريحات أدلت بها في اجتماع بجامعة برينستون في 17 أبريل الماضي، وأشارت خلاله إلى أن هناك مشاورات اتخاذ خطوات صغيرة نحو اعتراف مبدئي محتمل بـ«طالبان» عبر وضع شروط مسبقة.


وجاء الاجتماع الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة في الدوحة، في مايو الماضي، مخيبًا لآمال حركة طالبان في الحصول على ذلك الاعتراف المبدئي أو الوصول إلى أية خطوات صغيرة نحو ذلك الهدف، وكانت نتائجه أقرب إلى بيان إدانة بتصرفات حركة طالبان ضد النساء، وخرجت أمينة محمد، وقتها وأعلنت أن تصريحاتها السابقة حول الاعتراف بطالبان قد أسيء فهمها.


ما المتوقع؟


من الواضح من خلال تصريحات أمير خان متقي، وزير خارجية طالبان، وبيان الخارجية الأمريكية أن الطرفين يسيران في اتجاهين متعاكسين، ولا يوجد أمل في الوصول إلى نقطة التقاء، فحركة طالبان تتهم بداية الولايات المتحدة باختراق الأجواء الأفغانية وعدم الالتزام بمخرجات اتفاق الدوحة، وتطالب الولايات المتحدة باتخاذ خطوات نحو حذف طالبان من القائمة السوداء والإفراج عن الأصول الأفغانية المجمدة في البنوك الأمريكية والتي وصلت إلى 7 مليارات دولار.


أما الولايات المتحدة فلا تفكر في تلك المطالب من الأساس، وهي ليست على أجندة الوفد المتوجه إلى العاصمة الدوحة، فكل هدفها هو حقوق النساء والفتيات وحقوق الإنسان وجهود مكافحة المخدرات، كما تغفل عن مسألة مكافحة الإرهاب، ورغم الإشارة إلى مناقشة قضية الاستقرار الاقتصادي لم تفصح الولايات المتحدة عن مدى إمكانية البحث عن حلول لقضية الأصول المالية المجمدة لديها.


ومع ذلك التباين الكبير في وجهات النظر بين الطرفين فليس من المتوقع الوصول إلى حل يرضي الجميع خلال مباحثات الدوحة.


"