الدعم المصري حائط صد منيع في مواجهة الإرهاب بالساحل الإفريقي
يعد أمن إفريقيا التزامًا مصريًّا استراتيجيًّا، بعد تفشي الإرهاب في القارة السمراء، ومنطقة الساحل تحديدًا، ما يشكل تهديدًا، والعام الماضي أقر البرلمان المصري إنشاء مقر خاص لمكافحة الإرهاب يجمع مصر وتجمع دول الساحل والصحراء؛ بهدف تعزيز القدرة على المواجهة الشاملة للإرهاب، ودعم السلم والأمن في إفريقيا.
وخلال يوليو الجاري، تسلمت جمهورية النيجر أسلحة ثقيلة ومدرّعات مصرية لمساعدة هذا البلد في محاربة الجماعات التكفيرية وتقويض هجماتها، حسبما أعلنت وزارة الدفاع النيجريّة.
وتسلّمت السلطات العسكريّة النيجريّة 30 مركبة استطلاع مصفّحة من طراز بي آر دي إم-2، ونحو عشرين قذيفة هاون ومدفع عيار 122 ملم، وأكثر من ألفَي مسدّس آلي وبندقيّة هجوميّة من طراز آي كاي 47، فضلًا عن ذخيرة.
وأشاد وزير الدفاع النيجري، القاسوم إنداتو بهذه اللفتة البالغة الأهمّية من جانب مصر التي لا تزال تُظهر تضامنها مع النيجر.
وأشار إنداتو -خلال حفل أقيم بهذه المناسبة حضره السفير المصري في النيجر- إلى أنّ مصر تدرّب أيضًا قوّات خاصّة من الجيش النيجري.
مواجهات مع الإرهاب
النيجر إحدى أفقر دول العالم وتواجه على طول ستّ من حدودها السبعة عصابات مسلّحة أو جماعات إرهابية مثل بوكو حرام وتنظيم "داعش" في غرب إفريقيا فضلًا عن جماعات أخرى مرتبطة بالقاعدة وبتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى.
وتشهد النيجر أيضًا هجمات من قبل مسلحين على مناجم للذهب، حيث أعلن جيش النيجر، مؤخرًا، أنّه قَتل ثلاثة مهاجمين خلال هجوم على مواقعه قرب منجم للذهب، في منطقة صحراوية في أرليت شمال.
ممرات لتهريب الأسلحة
وتشكّل مناطق النيجر المحاذية لكل من ليبيا والجزائر ممرات لتهريب المهاجرين والأسلحة والمخدرات، خصوصًا إلى أوروبا، وتضم أيضًا مواقع للتنقيب اليدوي عن الذهب تجتذب آلاف النيجريين ومواطنين من دول مجاورة.
وفي قتالها ضدّ الإرهابيين، تحظى النيجر بدعم كثير من الدول الغربيّة، بينها فرنسا والولايات المتحدة.
ويوجد نحو 1500 جندي فرنسي في البلاد، فيما أعلن الاتّحاد الأوروبي تعزيز دعمه العسكري لمحاربة الجماعات الإرهابية، في ذلك البلد الإفريقي.
وقال مسؤول السياسة الخارجيّة في الاتّحاد "جوزيب بوريل" خلال زيارة للعاصمة نيامي، إنّ النيجر ستكون أوّل دولة إفريقيّة تستفيد من مساعدة أوروبّية لتجهيز قوّاتها بمعدّات قاتلة، خصوصًا ذخيرة متطوّرة للمروحيّات القتاليّة.
تقويض الإرهاب
يعلق ناصر مأمون عيسي، الباحث في الشأن الإفريقي، بالقول إن العلاقات المصرية ــ الأفريقية شهدت حالة من الفتور والضعف منذ مطلع عام 2011 حتى يونيو 2014، ناجمة بصورة كبيرة عن حالة الاضطراب والتفكك المجتمعي والهشاشة السياسية التي كانت تعاني منها الدولة المصرية خلال تلك الفترة، غير أن مسار تلك العلاقات قد تبدل بصورة كبيرة منذ قدوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للسلطة في يونيو 2014.
وأكد عيسي في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن مصر تعتبر بوابة إفريقيا الشمالية وحائط الصد المنيع أمام عمليات تدفق التنظيمات الإرهابية من الداخل إلى ليبيا، علاوة على ما أثبتته الدولة المصرية من قدرة كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تفشت بصورة غير مسبقة منذ عام 2011، ما دفع دول المنطقة إلى تحقيق قدر من التنسيق مع مصر، بعد ثورة 30 يونيو 2013.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن أحد أبرز محاور التحرك المصري داخل العمق الساحلي، يكمن بصورة كبيرة في تقويض الإرهاب والحد من الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتحقيقًا لذلك الهدف عملت مصر منذ الوهلة الأولى لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب رئيس الجمهورية، إلى تحقيق قدر من التنسيق الإقليمي والدولي في سبيل مكافحة الإرهاب.





