ad a b
ad ad ad

هل تعود المعارك من جديد في مناطق سيطرة قسد بدير الزور؟

الإثنين 24/يوليو/2023 - 07:52 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تعيش مناطق دير الزور شمال شرق سوريا حالة من التأهب والقلق بعد مرحلة من الهدوء النسبي لتعيد إلي المواطنين ذكريات وآلام فترة النزاعات المسلحة العنيفة قبل 2018، وتقع المنطقة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقوم على شؤونها بصورة شبه رسمية، كما تدخل في نزاعات بين الحين والحين مع الفصائل المسلحة وأبرزها فلول تنظيم داعش الإرهابي التي تتوارى أحيانًا عن المشهد ثم تظهر من جديد وتنفذ عمليات أقل حدة من السابق.. ومع دخول شهر يونيه 2023م، بدأت المنطقة تعيش حالة من الاضطرابات التي تثير التساؤلات حول مدى عودة المعارك العنيفة متعددة الأطراف مرة أخرى إلى المنطقة أم لا.


تنظيم داعش


لم يختف تنظيم داعش من الصورة في دير الزور بشكل كامل، لكنه يعلن عن وجوده بصورة دائمة من خلال تنفيذ عملياته الخاطفة والسريعة والتي تكون ضعيفة التأثير في أغلبها عن السابق، وقد بلغت تلك العمليات منذ بداية العام في شرق سوريا ومناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حوالي 30 عملية حتى الآن.


ومع ضعف التنظيم الإرهابي في المنطقة بسبب التضييق عليه من قبل قوات التحالف والفصائل المسلحة الأخرى ومن بينها قوات سوريا الديمقراطية شبه الرسمية، فقد لجأ التنظيم الإرهابي إلى حيلة أخرى تستخدمها الكثير من الجماعات في تجنيد المؤيدين وهي الدعوة السرية، والتي تعتمد فيها على الخلايا النائمة غير المنتمية فعليًّا للتنظيم لكنها تؤيد أفكاره، وبدأت تظهر نتائج تلك الإستراتيجية وتطل برأسها على استحياء خلال الظهور العلني لتلك العناصر المجهولة في بعض المناسبات العامة والتي تختفي سريعًا دون التعرف على هويتها.


وقد شهدت مناطق شرق سوريا خلال الأشهر الماضية أكثر من حالة ظهور علني لتلك العناصر كان آخرها نهاية الأسبوع الأول من يوليو الجاري، عندما رفع مجهولون راية تنظيم داعش السوداء بينما يحملون أسلحة خفيفة يستقلون سيارات دفع رباعي خلال إحدى التظاهرات المحلية في دير الزور، الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين المواطنين ورفعت قوات سوريا استعداداتها الأمنية للبحث عن هؤلاء المجهولين.


صدامات متعددة


ووسط هذه الحالة، تشهد المنطقة حالة من الاضطرابات الأمنية المتصاعدة منذ الثامن من يوليو الجاري، رصدتها تقارير محلية أكدت وجود حركة نزوح جماعي لأهالي دير الزور في مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية خوفًا من صدام وشيك بين القوات المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والميليشيات المسلحة الموالية للحرس الثوري الإيراني وسط حالة تحشيد من الطرفين في المنطقة.


ورصدت وسائل إعلام محلية استعدادات عسكرية كبيرة لقوات سوريا الديمقراطية، وأكد المصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 حافلة تحمل مدنيين انطلقت السبت 8 يوليو الجاري من مدينة الميادين التي تعد أهم مناطق الميليشيات الإيرانية في دير الزور، وأوضح المرصد أن 24 حافلة أخرى غادرت المنطقة قبلها بـ 24 ساعة.


استعدادات للمعركة


كما شهدت المنطقة عمليات استنفار أمني من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي أعلنت استقدام تعزيزات عسكرية تتألف من 500 مدرعة عسكرية من مناطق القامشلي قبل نشرها في محيط قاعدة التحالف على نهر الفرات مقابل مناطق سيطرة الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني. كما شوهدت أيضًا تعزيزات أمنية من قبل الفرقة الرابعة والفيلق الخامس التابع للقوات الروسية.


توقعات بتصاعد الموقف


وتشير تلك الاضطراب إلى أن منطقة شرق سوريا توشك على الوقوع في اضطرابات أمنية واسعة مرة أخرى قد تتحول إلى فرصة مناسبة لظهور الخلايا النائمة من الجماعات المسلحة؛ خاصة عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذين يشكلون حاليًا بؤرًا سرية تتحين الوقت المناسب للظهور والإعلان عن نفسها كما كان في السابق.

"