سياسات جديدة وملفات مهمة.. دلالات جولة وزير الخارجية الإيراني الخليجية
أنهى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، جولته الخليجية التي شملت كلًا من الإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان، وذلك في الوقت الذي تحاول في طهران توثيق علاقتها بدول المنطقة، والخروج من العزلة التي تعاني منها منذ سنوات.
تصفير المشكلات
وفي إطار محاولات النظام الإيراني تطبيق سياسية جديدة ترمي لتصفير المشكلات مع دول المنطقة بشكل عام، ودول الجوار بشكل خاص، اقترح وزير الخارجية الإيراني في تصريحات له إنشاء "آلية مشتركة للحوار والتعاون" مع دول الخليج، واصفًا الجولة بـ"الإيجابية البناءة والمفعمة بالأمل"، مشيرًا إلى أن إيجاد آلية مشتركة للحوار والتعاون بمشاركة جميع دول منطقة الخليج العربي الاستراتيجية، أمر ضروري ومثمر أكثر من أي وقت مضى".
ووفق وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، رحب وزير الخارجية الإيراني، بمبادرة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشأن اجتماع وزراء خارجية المنطقة في نيويورك، لافتًا إلى أن بلاده ستطرح فكرة تشكيل مجمع للحوار والتعاون بمشاركة جميع الدول على الجانبين الشمالي والجنوبي للخليج العربي.
وأضاف: "سنعرض تفاصيلها المكتوبة في المستقبل القريب على جميع جيراننا في الجنوب، معتبرًا أن غدًا أفضل وأكثر أمنًا وازدهارًا، وهو حق مشترك لجميع أبناء شعوبنا، مشددًا على أن إيران عازمة على مضاعفة جهودها لتحقيق هذا الغرض.
محاولة للانفتاح
يقول الدكتور مسعود إبراهيم، الباحث المختص في الشأن الإيراني في تصريحات خاصة لـ"المرجع" إن جولة وزير الخارجية الإيراني تُعد جزءًا من الانفتاح على دول الجوار، ويبدو أن طهران أدركت مؤخرًا أن التعاون والتواصل والحوار هو السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية، حيث مرت عقود طويلة كانت إيران فيها مصدر من مصادر التوتر في المنطقة، وعانت بسبب سياسات النظام الحاكم من عزلة إقليمية ودولية.
وأضاف الباحث أن الصين استطاعت أن تكون وسيطًا ناجحًا في تقريب وجهات النظر بين المملكة العربية السعودية من جانب وإيران من جانب آخر، وتمت زيارات رسمية بين الطرفين في إطار تطبيع العلاقات، وكان هذا الاتفاق حافزًا كبيرًا لإيران للانفتاح على كل دول الجوار العربية في محاولة لتغيير خريطة المنطقة، والتحالفات الإقليمية، وقلب الطاولة على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
يتابع الباحث في الشأن الإيراني، أن إيران نجحت إلى حد كبير في تصدر المشهد، وتغيرت مخططات السياسة الخارجية الإيرانية من الصدام والعداء مع دول الجوار، وأصبحت هي المبادرة للتواصل والحوار، ومن هنا كانت الرحلات المكوكية لمسؤولي النظام الإيراني لدول المنطقة، والتي بدأت بالرياض ثم دمشق ولبنان واليوم في الدوحة ومسقط كلها رحلات لها هدف واحد هو التواصل والتعاون مع الدول العربية، وإفساد مخططات الولايات المتحدة وإسرائيل الساعية لعزل إيران دوليًّا وإقليميًّا.
ووفق إبراهيم، أنه لا شك أن هناك ملفات مهمة أيضًا كانت موضع اهتمام طهران خلال الجولة على رأسها الملف النووي، وتحريك المياه الراكدة لعقد اتفاق مع واشنطن والغرب، ونعلم جيدًا الدور المهم للدوحة وعمان في القيام بدور الوساطة مع الغرب، وتسعى إيران أيضًا إلى فتح ملفات أخرى مهمة مثل ملف الأموال المجمدة في الخارج بسبب العقوبات الأمريكية، وكذلك ملف تبادل السجناء بين واشنطن وإيران.
ويختتم الدكتور مسعود إبراهيم تصريحاته بالقول، إنه لا شك أن إيران أدركت أن التعاون والتواصل والتنسيق هو الضمان الوحيد لتحقيق الاستقرار، والخروج من أزمتها الاقتصادية، وأن دول الخليج ستكون ضامنًا كبيرًا لإنقاذ إيران من الوضع الاقتصادي السيئ بشرط إظهار حسن النوايا.





