ad a b
ad ad ad

جنوب إفريقيا.. أرض خصبة لتمويل الإرهاب

الأحد 24/سبتمبر/2023 - 01:05 م
المرجع
أحمد عادل
طباعة
باتت جنوب إفريقيا أرضًا خصبة لتمدد تنظيم "داعش" الإرهابي، وسط عدة محفزات للانتشار، منها التجنيد، وتوظيف الأفكار المتطرفة والعنصرية، ووجود انقسامات بين الجماعات السنية والشيعية، وانتشار التعصب الديني داخل المجتمع الإسلامي في البلاد، وكذلك سهولة عملة نقل الأموال إليها دون وجود عوائق.
جنوب إفريقيا.. أرض
مركز تمويل داعش
لم تكن جنوب إفريقيا في أي وقت معنية فعليًّا بالاعتداءات الإرهابية، غير أنها تعتبر رغم ذلك مركزًا لتمويل تنظيم داعش الإرهابي، وغيره من المنظمات المتطرفة.

ووفقًا لوكالة "فرانس برس"، فإن جنوب إفريقيا أرض مفتوحة؛ حيث الممولون يجمعون الأموال وينقلونها إلى أيادي الإرهاب.

في عام 2022، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على عدد من مواطني جنوب إفريقيا اتهمتم بالانتماء لإحدى خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وقالت واشنطن إن المجموعة سهلت نقل أموال إلى فروع لتنظيم داعش في أنحاء إفريقيا.

أنشطة مالية غير مشروعة
وظهرت أولى المؤشرات على وجود مشكلة ما في مارس 2023، عندما قامت مجموعة العمل المالي (FATF)، وهي منظمة عالمية مقرها باريس لمراقبة التحويلات المالية غير الشرعية تهدف لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بوضع جنوب إفريقيا على قائمتها الرمادية التي ترصد ثغرات في مراقبة، ووقف أنشطة مالية غير مشروعة.

وسمحت ظروف مختلفة، منها نظام مالي متساهل وحدود يسهل اختراقها وفساد وانتشار الجريمة، في جعل جنوب إفريقيا أرضًا خصبة للإرهاب.

ويأتي كثير من المال عن طريق عصابات الجريمة المنظمة التي تجمع الأموال عن طريق تهريب المخدرات والمعادن الثمينة، إضافة إلى الخطف مقابل الفدية، كما تنتشر عمليات الابتزاز عن طريق حسابات وهمية على موقع التعارف، بغية الإيقاع بضحايا.

وازدادت حالات الخطف بمقدار الضعف، مسجلة أربعة آلاف حالة بين يوليو وسبتمبر من العام الماضي 2022، مقارنة بالأشهر الثلاث السابقة، حسبما تظهر إحصاءات الشرطة.

وبحسب  تحقيق أجرته صحيفة "صنداي تايمز" الأسبوعية الجنوب إفريقية، فقد تم تحويل 6,3 مليارات راند (ما يقرب من 342 مليون دولار أمريكي) من جنوب إفريقيا إلى كل من كينيا والصومال ونيجيريا وبنجلادش عن طريق تحويلات بالهاتف باستخدام قرابة 57,000 شريحة هاتف غير مسجلة بين 2020 و2021، كما يُستخدم نظام "حوالة" لإرسال المال، وهو نظام غير رسمي للدفع قائم على الثقة ورصده أصعب بكثير مقارنة بالحوالات المصرفية، وبعض الأموال المرسلة إلى الخارج موجهة حقا لمساعدة أقارب، ولا تُعرف بالتحديد المبالغ التي يجمعها الإرهابيون.
جنوب إفريقيا.. أرض
مركز تمويل
ووفق الصحيفة الجنوب إفريقية، تظهر وثائق داخلية لتنظيم داعش الإرهابي، أن من الأموال التي جُمعت في القارة، يحتفظ فرع التنظيم في الصومال بـ50%، فيما يتم تقاسم 25% بين خليتي موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والباقي يذهب إلى مركز التنظيم.

أحد المشتبه فيهم على قائمة الولايات المتحدة هو زعيم خلية تنظيم داعش الإرهابي، فرهد هومر صاحب الـ47 عامًا ومقره في ديربان الجنوب إفريقية، حيث فرضت عليه عام 2022، عقوبات لدوره المحوري المتزايد في تسهيل نقل أموال من رأس هرم تنظيم "داعش" في العراق وسوريا إلى فروع في أنحاء إفريقيا.

ونفى هومر أن يكون زعيم خلية للتنظيم المتطرف، وقال لفرانس برس، إنه تفاجأ بالعقوبات، مضيفًا: أنتظر الإثبات.

وتكثف جنوب إفريقيا الآن جهودها للخروج من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF)، حيث تم تسريع العديد من التشريعات في البرلمان في الأشهر الأخيرة، لا سيما التشريع المتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وفي 19 مايو الماضي، أبلغت وزيرة الأمن، خومبودزو نتشافيني، المشرعين بأن مكتبها- إلى جانب الهيئات الأخرى- سيواصل تطوير وتنفيذ إجراءات لضمان عدم استخدام أراضي جنوب إفريقيا لتخطيط وتسهيل وتنفيذ أعمال إرهابية، والحصول على أموال ونقلها وتخزينها واستخدامها لدعم الإرهاب.

مركز للإرهاب
تقول سمر عبد الله، الباحثة في الشأن الإفريقي: إن الغرب يعتبر جنوب إفريقيا مركزًا للإرهاب عالميًّا، ففي عام 2022،  فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على عدد من مواطني جنوب إفريقيا بتهمة الانتماء لإحدى خلايا تنظيم داعش الإرهابي، حيث سهلت هذه المجموعة عملية نقل أموال إلى فروع للتنظيم المسلح في عدد كبير من دول إفريقيا.

وأكدت الباحثة في الشأن الإفريقي في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الاتهامات الموجهة لجنوب إفريقيا تشمل أيضًا الدعم التقني والمالي والمادي للجماعات الإرهابية، مضيفة أن ارتباط جنوب إفريقيا بالإرهاب يعود لعدة أسباب، منها نظام مالي متراخٍ يجد فيه الإرهابيون ملاذًا آمنًا، وحدود يسهل اختراقها من قبل الجماعات الإرهابية، فضلًا عن الفساد، وانتشار الجريمة المنظمة في البلاد.
"