الصيد في الماء العكر.. إخوان اليمن يستغلون الحرب ويسيطرون على محافظات الجنوب
عادت إلى الواجهة مرة أخرى، مساعي حزب التجمع اليمني للإصلاح (ذراع الإخوان في اليمن) للسيطرة على المحافظات الجنوبية خاصة الواقعة تحت سيطرة "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وذلك من أجل انتزاعها من سيطرة المجلس الجنوبي وفرض الهيمنة الإخوانية عليها، وذلك بعد أن نجحت القوات المسلحة الجنوبية خلال العامين الماضيين في كشف فساد الإخوان في عدد من المحافظات اليمنية خاصة بمحافظة شبوه، وأطلقت عملية "سهام الشرق" في أغسطس الماضي، التي نجم عنها طرد الإخوان من شبوة بعد الرفض الشعبي لهم.
مناورة إخوانية
وفي ضوء ذلك، يبحث حزب الإصلاح الإخواني عن بديل لفرض سيطرته ونفوذه تحت غطاء ولائه للحكومة اليمنية الشرعية، ولذلك انتخب الحزب في 3 يونيو 2023، قيادات جديدة لمكاتبه التنفيذية في محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى، وكشف عدد من المصادر المحلية اليمنية أن تغير الحزب لقياداته بهذه المحافظات الثلاث، تهدف لاستعداد الإخوان لفصل المحافظات الـ (3)، تحت شعار "إقامة إقليم ضمن الدولة الاتحادية".
ومن جهة فقد اعتبر عدد من الخبراء والمحللين، أن هذه الانتخابات عبارة عن "مناورة جديدة" للحزب الإخواني يهدف من خلالها إلى السيطرة هذه المحافظات الجنوبية رغم أنه لا يحظى بدعم شعبي بهم، ولكنه أراد منافسة "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يحظى بانتشار كبير داخل هذه المحافظات.
تحركات حوثية
على صعيد آخر، فإن تحركات إخوان اليمن تأتي بالتزامن مع تحركات أخرى لميليشيا الحوثي الانقلابية تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، وانصبت على تركيز الجماعة الانقلابية بمسؤولية منصاتها الإعلامية لمحاولة تشويه صورة دول التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية، والزعم أن وجودهم بالمحافظات الجنوبية خاصة سقطرى، والمهرة، وحضرموت؛ الهدف منه هو الاستحواذ على ثروات اليمن النفطية التي تتمتع بها المحافظات الثلاث، والرغبة الحوثية في إطلاق مثل هذه المزاعم هو الضغط على دول التحالف العربي وخاصة السعودية من أجل العودة مرة أخرى إلى المفاوضات مع صنعاء، والموافقة على شروط الأخيرة خاصة المتعلقة بدفع الحكومة الشرعية لرواتب جميع موظفي الحوثي من المدنيين والعسكريين من عائدات النفط والغاز بالمناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة الشرعية، وهو ما ترفضه الأخيرة حتى الآن.
مساع إخوانية
وحول دلالة التحركات الإخوانية، يقول «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، إن الإخوان يسعون للاصطياد دائمًا في "المياه العكرة" ويعتبرون أن محافظة حضرموت هي الأخيرة والمتبقية للشرعية والوحيدة البعيدة عن الحوثيين والمستقرة، ويسعون للسيطرة عليها وإبعاد المجلس الانتقالي عنها.
ولفت «الطاهر» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الإخوان عندما يقومون بهذه المناورات السياسية أو أخرى عسكرية، تحت غطاء الشرعية، هدفها الرئيسي استفزاز "المجلس الجنوبي"، لإدراك الحزب الإخواني أن "الانتقالي الجنوبي" لن يصمت على تحركاته بهذه المحافظات الجنوبية التي قد تهدد مشروعه باستعادة دولة الجنوب، والتي تشكل حضرموت أحد أعمدتها.
وأضاف أنه في ضوء ذلك يسعى الإخوان لإجبار المجلس الجنوبي على التحرك العسكري ومن ثم الحصول على إدانة كبيرة من دول «مجلس التعاون الخليجي» وخاصة المملكة العربية السعودية التي لا تريد أن يكون بهذه المحافظة أي أعمال قتالية وتريدها أن تكون مستقرة.





