ad a b
ad ad ad

صعود اليمين المتطرف يهدد قيم الغرب

السبت 01/يوليو/2023 - 10:10 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تتنامى مؤشرات صعود اليمين المتطرف في الغرب وسط مخاوف من تأثيرات قد تضر الثقافة المجتمعية لبعض الدول، علاوة على المخاوف الأمنية التي تخلفها اتجاهات التيار حول تنفيذ الهجمات الإرهابية.

وشهد الأسبوع الأول من يونيو الجاري رواجًا لأنشطة اليمين المتطرف على أصعدة مختلفة في عدة دول، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد، إذ لا تزال أنشطة التيار تمثل هاجسًا غير متساو في الحدة لدى أجهزة الأمن الغربية.

الولايات المتحدة تواجه اليمين المتطرف

تختلف رؤية الولايات المتحدة لليمين المتطرف عن غيرها من الدول لبعض الأسباب، أبرزها طبيعة الحاكم، والمتمثل في الحزب الديمقراطي الذي يتبنى قيم المساواة والحرية وعدم التمييز العرقي كأدوات سياسية للترويج لأفكاره حول الحكم، كما يبنى عليها شعار حملاته الانتخابية، بالإضافة إلى الحادثة الشهيرة لاقتحام الكابيتول هيل في 6 يناير 2021 خلال جلسة اعتماد فوز جو بايدن بالرئاسة الأمريكية، وخلفت تلك الحادثة قتلى وجرحى ومشاهد عنف شهيرة زادت من تسليط الضوء على أنشطة التيار.

واحتفل الأمريكيون الثلاثاء 6 يونيو 2023 بالذكرى 79 ليوم النصر، الذي استطاعت فيه القوات الأمريكية والحلفاء اقتحام شواطئ نورماندي وتنفيذ عملية عسكرية برمائية أسهمت في القضاء على النازية في أوروبا.

التذكير بخطايا اليمين

وتعامل المجتمع الأمريكي مع ذكرى هذا العام كمناسبة مهمة لفتح ملف اليمين المتطرف والتذكير بالخطايا التي تسبب فيها هذا التوجه بأوروبا، وكيف خلف ضحايا، إذ وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة جاء فيها أن القوات العسكرية حاربت من أجل الحرية، مطالبًا المجتمع بالتمسك بالقيم التي ضحى من أجلها المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية، واعتبارها قيم مقدسة تحافظ على الحاضر والمستقبل وأبرزها الحرية والديمقراطية وضمان فرص متساوية للجميع.

من جانبه، قال دينيس هيلمز، نجل ريتشارد هيلمز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال الفترة من (1966: 1973) خلال حوار مع صحيفة "الجارديان" البريطانية بمناسبة يوم النصر، إن التطرف اليميني وقبول معتقدات نازية هو السيناريو الأسوأ لمستقبل البلاد، معبرًا عن دهشته من وجود بشر لا يزالون يعتقدون في جدوى التمييز والتفرقة العنصرية.

ألمانيا والسويد وتحولات اليمين

وتتزايد في السويد مناقشات مجتمعية حول الأدوار التي لعبها اليمين المتطرف لتغيير ثقافة المواطنين والتحول البطيء من التحرر والتعددية واحترام الآخر إلى التشدد تجاه قضايا مختلفة أبرزها الجنس ومعاملة الأطفال.

وأوردت شبكة "رويترز" الاخبارية في تقرير نشر في السابع من يونيو الجاري إحصائية تشير إلى تقدم أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا في استطلاعات الرأي بشأن الانتخابات وفرص الأحزاب، ووجد أن فرص اليمين المتطرف تتزايد بشكل ملفت، وبالأخص حزب البديل من أجل ألمانيا.

ولفت مؤشر الإرهاب الدولي لعام 2023 الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام بسيدني إلى أن هجمات اليمين المتطرف في أوروبا باتت توقع ضحايا من القتلى والمصابين، كهجوم حدث في النرويج قتل 77 شخصًا، وآخر ضد مسجد كرايست تشيرش في مارس 2019، والذي راح ضحيته 51 شخصًا قتلوا أثناء الصلاة.

وشهد عام 2019 ذروة في هجمات اليمين المتطرف منذ 2007 وحتى 2022، بحسب المؤشر، وترى الدراسة أن الإرهاب الأيديولوجي والمنقسم بين اليمين المتطرف واليسار المتطرف هو أخطر أشكال الإرهاب الذي يهدد الغرب، مشيرة إلى هجوم بافلو في نيويورك والذي راح ضحيته 10 أشخاص كأحد أسوأ الهجمات اليمينية بالغرب في 2022.

"