تورط إيران في الحرب الأوكرانية.. أسباب وتداعيات
الخميس 08/يونيو/2023 - 09:34 م
إسلام محمد
تتعدد الأسباب التي تدفع إيران للاستمرار في التورط في الحرب الأوكرانية ودعم الجانب الروسي رغم ما يحمله هذا التوجه من مخاطرة سياسية وقانونية وما قد يحمله من تبعات بعيدة المدى على علاقة إيران بالعالم الغربي.
إلا أن هناك عددًا من الأسباب الرئيسية دفعت نظام الملالي للاستمرار في مساندة الروس وسط عزلتهم الدولية، ومن هذه الأسباب حصول إيران على ثقة عالية عقب التأثير الملحوظ الذي حققته طائراتها المسيرة في استهداف المواقع المهمة في أوكرانيا، وهو التأثير الذي أعقبه اهتمام أوروبي واسع بعواقب وتداعيات الدعم الإيراني لروسيا في حرب أوكرانيا، بشكل سيشجع، على الأرجح، إيران للمحافظة على هذا النجاح على عكس رغبة الأوروبيين.
وأتاحت لها بيئة الحرب تجريب أسلحتها وتطويرها لتكون أشد فتكًا وتكون قادرة على إلحاق أضرار أكبر عندما تهاجم أهدافًا للبنية التحتية في أوكرانيا، من خلال مثلًا تعديل أحمال المسيرات لتستطيع حمل شحنات أكبر مما يجعلها قادرة على اختراق الدروع عند انفجارها، وبالتالي زيادة قدرتها على تدمير أهداف اكثر.
الدعم الإيراني لروسيا
وقد زاد الدعم الإيراني لروسيا في حربها على أوكرانيا بشكل لافت عقب فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية من قبل الدول الغربية على روسيا، حيث رأت طهران أن الاصطفاف إلى جانب روسيا في هذا التوقيت سيمكنها من تعزيز شراكتها معها، وتذليل العقبات أمام هذه الشراكة، لا سيما في الاقتصاد، والاستثمار، بما يساعد طهران على تعويض خسائرها الناتجة عن هروب رأس المال الأجنبي، وعزوف الشركات عن الاستثمار لديها نظرًا للعقوبات المفروضة عليها.
يضاف إلى ذلك ما يمكن تحقيقه من تعاون عسكري سعت إليه إيران لسنوات، حيث جعل دعمها لموسكو بالمسيرات على مشارف الحصول على طائرات مقاتلة حديثة.
وتدرك طهران أن روسيا مهمة لها في الحفاظ على الوضع الميداني داخل سوريا، بما يخدم المصالح الإيرانية، وأن هزيمة روسيا في الحرب على أوكرانيا أو على الأقل إنهاكها في حرب طويلة لم يكن مخططًا لها منذ البداية سيؤثر حتمًا على وجودها القوي في الداخل السوري، الأمر الذي سيُعرِّض إيران للانكشاف في مواجهة المعارضة السورية المسلحة في الشمال الغربي والجنوب الغربي، وقد يجعل مهمة توفيق الأوضاع مع تركيا مستحيلًا. وبالتالي تسعى إيران خلال الفترة الحالية إلى تجنيب نفسها تكلفة هزيمة روسيا في الحرب.
لذلك رغم الكلفة العالية لدعم موسكو لا تجد إيران مفرًا من الاعتماد على الدعم الروسي للاتفاق النووي، وعلى قدرة روسيا على عرقلة قرارات تصعيدية بشأن إيران في مجلس الأمن باستخدامها حق الفيتو حال تمت إعادة نقل الملف النووي إلى مجلس الأمن مجددًا، الأمر الذي يدفعها إلى تقديم العون لموسكو.
تكاليف الحرب
وتزداد التكاليف التي تدفعها إيران مقابل دعم روسيا ومن هذه التكاليف التفجيرات التي استهدفت مراكز تصنيع الذخائر التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية بواسطة طائرات مسيرة، فالتصريحات التي صدرت عن ميخايلو بودولاك مستشار الرئيس الأوكراني، بأن "منطق الحرب مقيت، ويجعل المرتكبين والمتواطئين يدفعون الثمن"، دفعت إيران للشك في اشتراك أوكرانيا مع إسرائيل.
كما أن دعم روسيا أشعل خلافات داخل النخبة الإيرانية حول تطور العلاقات مع روسيا، فبينما يدعو الحرس الثوري وبعض رموز النظام مثل رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف إلى دعم العلاقات مع روسيا، فإن أصوات أخرى تطالب بالعكس.
وبسبب التقارب الكبير بين موسكو وطهران يعجز الغرب عن وقف الأخيرة عن التدخل في الحرب رغم التاريخ الطويل من عدم الثقة والتنافس بين روسيا وإيران في العديد من الملفات، وخلال الحرب الروسية على أوكرانيا توطدت العلاقات بين البلدين لتشهد العلاقات بين البلدين تعاونًا غير مسبوق رغم أنف الغرب.





