ad a b
ad ad ad

هجوم جزيرة جربة.. الإرهاب يضرب مدينة التعايش السلمي في تونس

السبت 20/مايو/2023 - 10:54 م
المرجع
آية عز
طباعة
في ليلة مظلمة، اخترقت أصوات الرصاص والصراخ هدوء جزيرة جربة التونسية، التي تُعد رمزًا للتعايش بين المسلمين والمسحيين واليهود.

فقد شهدت الجزيرة هجومًا إرهابيًا مروعًا قرب معبد الغريبة اليهودي، أحد أقدم وأكبر المعابد اليهودية في إفريقيا، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 13 آخرين.

ووفقًا لبيان وزارة الداخلية التونسية، فإن منفذ الهجوم هو عنصر من الحرس الوطني يُدعى عادل بن عمار، والذي قام بقتل زميله باستخدام سلاحه الفردي والاستيلاء على الذخيرة، ثم حاول الوصول إلى محيط المعبد وأطلق النار بصورة عشوائية على الوحدات الأمنية المتمركزة بالمكان، والتي تصدت له وأردته قتيلًا.

وأضاف البيان أن ضحايا الهجوم هم ثلاثة من رجال الأمن واثنان من الزائرين، أحدهما فرنسي، كما أصيب ثمانية من رجال الأمن، وخمسة من المدنيين بجروح متفاوتة.

وأكدت الوزارة أنه تم تطويق المعبد وحوزته وتأمين جميع الموجودين داخل المعبد وخارجه، وأن التحقيقات مستمرة لكشف دوافع وخلفيات هذا الاعتداء.

ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم حتى الآن، لكن بعض المصادر الأمنية رجحت أن يكون المهاجم متأثرًا بالفكر التكفيري أو يكون على صلة بشبكات إرهابية.

كما أشارت بعض التقارير إلى أن المهاجم كان يعاني من اضطرابات نفسية.

وهذا الحادث يعيد إلى الأذهان هجوم 2002 على نفس المعبد، الذي نفذته شاحنة مفخخة، وأدى إلى مقتل 21 شخصًا، معظمهم من السياح الألمان.

انتكاسة للتعايش السلمي

من جهته قال سمير ريان، المحلل السياسي التونسي، إن هذه الحادثة تعتبر انتكاسة للتعايش بين المسلمين واليهود في تونس، الذي يعد نموذجًا نادرًا في العالم العربي، فقد كانت جزيرة جربة موطنًا لأقدم معبد يهودي بإفريقيا، ورمزًا للتسامح والتعايش بين الأديان، كما كانت العلاقة بين المسلمين واليهود في جربة مبنية على الحوار والاحترام والتبادل الثقافي.

وأوضح لـ"المرجع"، لذلك، فإن هذه الحادثة تهدد بزعزعة استقرار المجتمع، وتأثر على السياحة والاقتصاد، لذلك من المهم أن تتخذ السلطات التونسية كافة الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين والزوار من أي هجمات مستقبلية، وأن تكشف عن ملابسات الحادثة والجهات المسؤولة عنها، وأن تحافظ على روح التآخي والتضامن بين أبناء الشعب التونسي.

الأزمة السياسية قد تكون سببًا

فيما أوضح الناشط السياسي، شعيب العزيزي، أنه قد يكون هناك بعض العلاقة بين الأزمة السياسية في تونس والحادث الإرهابي في جربة، لكن لا يمكن إثبات ذلك بشكل قاطع، فمن المعروف أن تونس تمر بأزمة سياسية منذ عام 2011، حيث شهدت تغييرات حكومية متكررة وصراعات بين الأحزاب والمؤسسات.

وأشار العزيزي لـ"المرجع" إلى أن البلاد تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وصحية متفاقمة، خاصة مع تفشي جائحة كورونا، وكل هذه العوامل قد تخلق مناخًا من الاستياء والإحباط والغضب لدى بعض الفئات، وقد تستغلها جهات متطرفة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

وتابع: "لذلك، فإن حل الأزمة السياسية في تونس يتطلب حوارًا وطنيًّا شاملًا وشفافًا بين جميع الأطراف المعنية، وإجراء إصلاحات دستورية وقانونية وإدارية تحقق التوافق والتوازن بين السلطات، وتضمن احترام حقوق المواطنين والديمقراطية".

وواصل: "لا يمكن الجزم بأن الإخوان طرف في هذا الحادث، لكن هناك بعض المؤشرات التي تشير إلى وجود صلة بينهم وبين الجماعات الإرهابية التي تنشط في تونس، فقد اتهمت وزارة الداخلية التونسية عددًا من قيادات حركة النهضة بالتخابر ضد أمن البلاد لصالح الخارج، والضلوع في جرائم إرهابية".

كما أن الإخوان يحاولون استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية الصعبة في تونس لزعزعة الاستقرار وإرباك السلطات".

وأكد أنه قد أظهرت بعض التحقيقات أن هناك علاقات مالية ولوجستية بين حركة النهضة وبعض التنظيمات الإرهابية مثل عقبة بن نافع وجند الخلافة، لذلك، فإن محاربة الإرهاب في تونس تتطلب مواجهة دور الإخوان في دعم وتمويل وتحريض هذه الجماعات.
"