انفلات أمني وإرهاب منتشر.. المشهد في المنطقة الحدودية بين مالي وموريتانيا
السبت 27/مايو/2023 - 10:21 م

أحمد عادل
تعيش المنطقة الحدودية بين مالي وموريتانيا حالة من التردي الأمني المتزايد؛ نتيجة انتشار العناصر الإرهابية في تلك المنطقة الملتهبة، حيث الظهير الصحراوي الكبير الذي يساعد العناصر الإرهابية على تنفيذ عملياتهم المسلحة، وتحديد قائمة المستهدفين لديها.
بيان حكومي
وفي الإطار ذاته، قال بيان للحكومة في مالي، الخميس 20 أبريل 2023، كمين إرهابي نُصب في منطقة نار الريفية التابعة لإقليم كوليكورو الموجود في جنوب غرب البلاد، لاستهداف عمر تراوري مدير مكتب رئيس مالي المؤقت وثلاثة أشخاص آخرين.
وأكد بيان الصادر من الحكومة المالية، أن مدير مكتب الكولونيل أسيمي غويتا الذي يقود البلد في المرحلة الانتقالية، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم الثلاثاء 18 أبريل 2023، قرب الحدود الموريتانية مع ليبيا.
وكانت الحكومة في مالي، أعلنت الأربعاء 19 أبريل 2023، أن الكمين الذي نصبته العناصر الإرهابية، وقع فيه وفد رسمي ومسؤول في البلاد، ولكن حينها لم تكشف عن هوية الضحايا.
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، أن مدير مكتب الكولونيل عمر تراوري، كان يصطحب وفدًا من مالي، تعرض لكمين في بلدة نارا، والتي تشهد هجمات للعناصر الإرهابية بصورة كبيرة.
انفلات أمني وإرهاب منتشر
من جهته أكد مسؤول محلي لوكالة الأنباء الفرنسية، أن المنطقة التي تم تنفيذ العملية الإرهابية تعيش حالة من التردي الأمني، نتيجة انتشار عدد كبير من العناصر الإرهابية في تلك المنطقة.
وتعيش مالي حالة من الانتشار الكبير للعناصر الإرهابية، وزيادة العمليات العنيفة، بجميع أنواعها، وذلك منذ اندلاع حركات التمرّد في شمال البلاد في 2012.
وبالرغم من تواجد قوات إقليمية ودولية في تلك المنطقة فإن العناصر الإرهابية امتدت إلى وسط البلاد، ثم إلى البلاد المجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر، وتتسع رقعة الاتجاه لتلك العناصر نحو المنطقة الجنوبية في البلاد، وتترافق الاضطرابات الأمنية مع أزمة إنسانية وسياسية عميقة.
وفي 2022، ألغى العسكريون الحاكمون الذين استولوا على السلطة في 2020 التحالف العسكري مع فرنسا وشركائها والتفتوا إلى روسيا، حيث حضرت قوات فاجنر الروسية، وتعهدوا تحت ضغط دولي بتسليم السلطة إلى المدنيين بحلول مارس 2024.
وفي مارس 2023، أعلن الكولونيل أسيمي غويتاعلى مشروع دستور يفترض أن يعرض على استفتاء عام في موعد لم يتم تحديده بعد، وطلب من الجهات السياسية والمجتمع المدني شرح تفاصيله للسكان في جميع أنحاء البلاد.
إبعاد الجيش
ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا، في أبريل 2023، عن ارتياحه لحرية انتقال العناصر التابعة للسلطات، والتي أصبحت مؤمّنة في جميع أنحاء البلاد، ولكن يبدو أن تلك الأحاديث تنتفى تمامًا لما يحدث على أرض الواقع، بسبب انعدام الأمن، مما يدعو إلى إلغاء الزيارات المقبلة وبخاصًة في المنطقة الشمالية للبلاد.
وخلال عام 2023، استهدفت العناصر الإرهابية بعثة الأمم المتحدة بتسع عمليات مسلحة، أدت إلى مقتل وإصابة ما يقرب من 8 جنود من قوات حفظ السلام التابعة للسنغال.
ومن جانبه، قال محمد عز الدين، الباحث في الشأن الإفريقي، إن العناصر الإرهابية في الوقت الحالي تتبع استراتيجية جديدة وهي إبعاد الجيش المالي عن الاهتمام بشمال مالي وجنوب البلاد.
وأكد عز الدين، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الجماعات الإرهابية تحاول التنسيق بين بعضها البعض في وسط وشمال وجنوب البلاد، في إطار اتباع سياسة السيطرة المكانية على مساحة كبيرة من الأراضي الموجودة في تلك المنطقة المنفلتة أمنيًّا.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي، أن سيطرة تلك الجماعات الإرهابية وبخاصًة ما تسمى نصرة الإسلام والمسلمين، يتيح لها التمدد والانتشار بين مالي وبوركينا فاسو، والاتجاه أيضًا نحو بنين وتوجو.