ad a b
ad ad ad

عودة سفير باكستان إلى أفغانستان بعد 5 أشهر من محاولة اغتياله

الأربعاء 26/أبريل/2023 - 06:54 م
المرجع
طباعة
لاتزال العلاقات متوترة بين كل من باكستان وأفغانستان منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021م، ووصلت إلى سحب السفير الباكستاني من العاصمة كابول قبل 5 أشهر بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، وتشهد العلاقات بين البلدين أزمات متكررة، خاصة في ملف الحدود والاختراقات الأمنية، ومساندة حكومة طالبان لعمليات جناح الحركة في باكستان ضد الحكومة، كما تشهد محاولات للجلوس على موائد المفاوضات لبحث القضايا المشتركة بعضها يصل فيه الطرفات إلى حلول مؤقتة والبعض يظل عالقًا، خاصة ما يتعلق بالأمن.

عودة السفير
الإثنين 17 أبريل الجاري، تداول مقربون من الحكومة الباكستانية أنها تستعد لعودة السفير الباكستاني عبدالرحمن نظاماني إلى العاصمة الأفغانية كابول مرة أخرى بعد انقطاع دام 5 أشهر، وسط مناقشات حول إلزام حركة طالبان بتعهدات تضمن إجراءات عملية ضد جناح الحركة تحريك طالبان في باكستان، وهي أهم الشروط التي وضعتها باكستان أمام الحركة مقابل عودة مبعوثها الدبلوماسي مرة أخرى.
غير أن مقربين من الحركة أكدوا أن طالبان لم تتعهد بأي شيء في هذا الإطار، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب عودة السفير، وضمانات حمايته.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية في أن عبدالرحمن نظاماني، رئيس البعثة الدبلوماسية الباكستانية في أفغانستان، عاد إلى العاصمة الأفغانية كابول الأربعاء 19 أبريل الجاري، وهو ما أوضحته وكالة الأنباء الأفغانية (خامي برس) وأشار إلى أن أمير خان متكي وزير خارجية أفغانستان بالإنابة كان في استقباله.

اغتيال السفير
وكان عبدالرحمن نظاماني تعرض لمحاولة اغتيال منتصف ديسمبر الماضي عندما أطلق مسلحون النار على مقر السفارة في العاصمة كابل، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي وقتها مسؤوليته عن الحادث الذي أسفر عن إصابة أحد حراس الأمن بجروح خطيرة.
وندد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بمحاولة الاغتيال التي استهدفت رئيس البعثة، وطالب شريف وقتها -في تغريدة على تويتر- بإجراء تحقيق فوري، واتخاذ إجراءات بحق منفذي هذا العمل.
وأعلنت الخارجية الباكستانية سحب بعثتها الدبلوماسية من العاصمة كابول ردًّا على هذا الهجوم الذي استهدف السفير، وهو الأمر الذي أثار حالة من الجدل في البلدين.
ويشير الباحث في العلاقات الدولية محمد عبادي في تصريح خاص لـ"المرجع" إلى أن العلاقات بين البلدين تشهد حالة من التوتر في الأساس نتيجة التراكمات السابقة بينهما بسبب تصرفات حركة طالبان ومساندتها حركة تحريك طالبان الباكستانية، وهي الجناح الثاني للحركة منذ وصولها للسلطة، وسط اتهامات إسلام أباد لحكومة طالبان بتوفير الملاذ الآمن لعناصر تحريك طالبان على الأراضي الأفغانية، وتوفير الدعم اللازم لهم.
وأشار إلى أن خطوة سحب السفير خلال الفترة الماضية كان لها مردود سلبي على الساحتين الأفغانية والباكستاني، خاصة أن هناك ملفات أخرى غير الملف الأمني منها ملف المعابر والتجارة البينية بين البلدين الجارين، والتي تشهد بدورها حالة من التوتر تستدعي حلولًا سريعة.
وأكد أنه رغم ذلك فقد ظل قرار سحب السفير الباكستاني مجرد إجراء أمني عابر لتأمين السفارة والبعثة الدبلوماسية الباكستانية في أفغانستان من أي هجمات محتملة من قبل تنظيم داعش الإرهابي. مشيرًا إلى أن قرار عودة السفير كان متوقعًا خاصة أن طالبان لم يكن لها يد في الحادث، وعملت بشكل جاد في الكشف عن تفاصيله والقبض على المنفذين.

دلالات العودة
ورغم حالة التوتر بين الحكومة الباكستانية وحكومة طالبان فإن عودة السفير الباكستاني مرة أخرى إلى العاصمة كابول تحمل العديد من الدلالات المهمة، وهي أن هناك نية من الطرفين لبحث حلول للمشاكل العالقة في الكثير من الملفات المشتركة.
وهو ما أكده القائم بأعمال وزير خارجية أفغانستان أمير خان متكي خلال استقباله نظاماني بأن العلاقات بين البلدين ستحسن العلاقات بعد هذا القرار.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة قبل عودة نظاماني عدد من الإجراءات التي تصب في صالح تحسن العلاقات بين البلدين منها إطلاق سراح عدد كبير من الأفغان في سجون كراتشي، وهو ما أشار إليه متقي، والذي أعرب عن أمل بلاده في زيادة الشفافية في عملية إصدار التأشيرات من السفارة الباكستانية في كابل.
"