السودان على حافة الهاوية.. اشتباكات دامية في الخرطوم والخبراء يؤكدون: انتهى وقت المفاوضات
الإثنين 17/أبريل/2023 - 04:59 م
محمود محمدي
في أواخر العام الماضي وقعت الأطراف السودانية ما يعرف بـ«الاتفاق الإطاري»، بين المكونين المدني والعسكري في السودان.
وكان من المتوقع أن يشكل «الاتفاق الإطاري» نقطة انطلاق لمرحلة انتقالية، وأن يكون بمثابة اتفاق سياسي يضع حدًا للأزمة المستعرة في السودان منذ العام 2019 وتحديدًا مع سقوط نظام عمر البشير.
وكان «الاتفاق الإطاري» قد حدد خارطة طريق واضحة وبرنامجًا زمنيًّا محددًا لتنفيذها، من خلال عدة مراحل أولها تسليم السلطة للمدنيين وتشكيل حكومة ووضع دستور جديد وتفكيك بقايا جماعة الإخوان الإرهابية ونظامها القديم.
وكان أهم وأخطر بنود «الاتفاق الإطاري» هو ابتعاد الجيش عن السياسة تمامًا، ودمج الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حميدتي، تحت مسمى القوات المسلحة السودانية.
وبدا الاتفاق الإطاري مُرضيًا لجميع الأطراف في السودان، حيث شكّل الرافعة التي ستخرج بالسودان من الأزمات إلى انطلاقة كبيرة اقتصاديًّا ومشهد مستقر سياسيًّا.
الأطراف العسكرية وبداية الأزمة
لكن كانت هناك شكوك وتخوفات من إمكانية تطبيق بعض البنود، خاصة ما يتعلق من الاتفاق بالقوات المسلحة وتوحيد الجيش وقوات الدعم السريع؛ إذا أن الطرفين باتا يحلمان بالكرسي الرئاسي، في ظل هيمنة من الجيش على مفاصل الدولة ورؤيته بأنه الأحق والمؤهل أكثر من الأحزاب السياسية لقيادة البلاد.
أما الآن، فقد تطورت المناوشات الكلامية والتصريحات الساخنة، إلى معارك دامية راح ضحيتها العشرات وخسائرها المادية بالمليارات، ولا صوت يعلو في الخرطوم فوق أصوات طلقات الرصاص وهزات المدفعية.
في خطوة أعادت الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى النقطة الأولى والمربع الأول، وضربت بالاتفاق الإطاري عرض الحائط، محطمة معها آمال السودانيين في الاستقرار وتحقيق النهضة الاقتصادية، أو على أقل تقدير الخروج من حالة الانهيار والتفكك.
الاشتباكات بين الأطراف المسلحة «الجيش من ناحية وقوات الدعم السريع من الناحية الأخرى» طالت أنحاء الخرطوم كافة، وحتى مطار وقاعدة مدينة مروي الجوية لم تسلم من الاشتباكات المسلحة بمشاركة الطيران العسكري والدبابات ومختلف القطع العسكرية المدرعة.
تلك الاشتباكات العنيفة تصل بالخلافات بين الطرفين إلى نقطة غير مسبوقة من التوترات الأمنية، ما يوضح عمق الأزمة بين الأطراف السودانية المستمرة منذ سنوات عدة.
شوارع الخرطوم خاوية
في غضون ذلك، قال فيصل صالح وزير الإعلام الأسبق، إن الإعلام الحكومي الرسمي في السودان غائب تمامًا عن المشهد، وليس لديه القدرة على التحرك، والتلفزيون السوداني بعيدًا عن أي تغطية مباشرة للأحداث.
وأوضح أنه كانت هناك عمليات قصف في محيط مبنى التلفزيون فانقطع البث لفترة، والمتابع السوداني يلجأ للقنوات الخارجية والسوشيال ميديا للاطلاع على مستجدات المشهد.
وعن الأوضاع على الأرض، قال لـ«المرجع» إن المناطق في وسط الخرطوم التي شهدت اشتباكات خالية تمامًا من البشر، ولا توجد أي حركة في الشوارع، ولا يوجد في معظم شوارع الخرطوم سوى المعدات العسكرية والعربات المدرعة.
فيما قال رشيد معتصم، باحث بمركز الخرطوم للحوار، إن الخرطوم تشهد معارك عنيفة، والشعب السوداني كان يأمل ألا تصل الأمور إلى استخدام السلاح.
انتهى وقت المفاوضات
وأوضح أن الدولة السودانية تواجه معاناة كبيرة اقتصاديًّا وسياسيًّا، والجيش السوداني لديه القدرة والخبرات للسيطرة على الأمور في الخرطوم وكل السودان، وقوات الدعم السريع هي بالأساس من عناصر الجيش السوداني.
وأشار لـ«المرجع»، أن هناك إجماعًا وطنيًّا لدعم القوات المسلحة، وفي ظل تلك الظروف الجميع يتخلى عن انتماءاته ويدعم القوات المسلحة، ومهما كانت الخلافات مع القوات المسلحة فهذا الوقت هو الوقت المناسب لدعم القوات المسلحة من أجل توحيد السودان مرة أخرى وعودة السلم والأمن وإيقاف الاقتتال.
وتوقع أن لا يكون هناك مفاوضات بين الأطراف، والآن هناك معركة ويجب أن يتم حسمها، وإما الانتصار وإما الهزيمة، والدولة أصبح لها رأسان، وهذا الأمر الشعب السوداني كله يرفضه، فوجود جيش وطني يسير في خط معين، ووجود ميليشيات أخرى تسير في خط آخر، هو أمر مرفوض تمامًا من السودان كله.





