ad a b
ad ad ad

استكمال المشاورات: دلالات المباحثات السعودية الإيرانية في الصين

الخميس 20/أبريل/2023 - 12:10 ص
المرجع
نورا بنداري
طباعة

بعد مرور أقل من شهر على نجاح  الوساطة الصينية في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بعد قطيعة دامت سبع سنوات؛ عقد وزيرا الخارجية السعودي والإيراني للمرة الأولى منذ قطع العلاقات لقاءً في 6 أبريل 2023، بالعاصمة الصينية بكين، وجرى خلالها تبادل وجهات النظر المشتركة حول استئناف العلاقات بين الدولتين الإقليمتين بشكل رسمى بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بدول منطقة الشرق الأوسط، واتخاذ ما يلزم لإعادة فتح سفارات وقنصليات البلدين بداية من اليوم وحتى مايو المقبل، هذا بجانب التطرق إلى عدد من قضايا العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك.


استكمال المشاورات

وخلال هذا اللقاء الاستراتيجي، الذي يأتي بعد سلسلة من المباحثات الهاتفية منذ مارس الماضي؛ فقد وجه  الوزير السعودي «فيصل بن فرحان»  دعوة إلى نظيره الإيراني «أمير عبداللهيان» بزيارة المملكة العربية السعودية، وعقد اجتماع ثنائي في العاصمة الرياض، وبدوره فقد وجه «عبداللهيان» دعوه لنظيره السعودي لزيارة إيران والاجتماع في العاصمة طهران، والهدف من تكثيف هذه اللقاءات هو استكمال مشاورات الاتفاق السعودي الإيراني الذي عُقد في 10 مارس 2023 برعاية صينية، بعد جهود إقليمية ودولية لإعادة العلاقات بين أبرز دولتين إقليمتيين في المنطقة.

ومن أبرز النقاط الأساسية التي اتفق عليها وزيرا الخارجية  بالسعودية وإيران، "استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرة العمرة"، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية وسعودية.

ومن الجدير بالذكر، أنه في 10 مارس الماضي، خرجت الصين لتعلن  إبرام السعودية وإيران اتفاقًا برعايتها في العاصمة بكين، قضي بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ووقتها أثار هذا الاتفاق ردود فعل مرحبة ومنتقدة، فمن جهة، أشار البعض بأنه سيُسهم في حلحلة الأزمات بدول المنطقة العربية خاصة اليمن، سوريا، ليبيا، وسيعيد الاستقرار إلى المنطقة، في حين أن البعض الآخر، وعلى رأسهم أمريكا، قد قلل من مدى التزام إيران ببنود هذا الاتفاق الاستراتيجي.


تقارب خليجي

وتجدر الإشارة، أنه في إطار مساعي طهران والرياض لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهم، فقد تعزز التقارب بين إيران وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، بل وأبدت بعض هذه الدول رغبتها في التقارب مع طهران، من بينهم البحرين، ومن ناحية أخرى فقد عين نظام الملالي «رضا العامري» سفيرًا  لإيران لدى الإمارات، بعد حوالي ثماني سنوات على وجود آخر سفير لطهران في أبوظبي.

لقاء مشروط

وحول اجتماع وزيري الخارجية السعودي والإيراني، فقد أوضح  الدكتوور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن الاجتماع يأتي في إطار الاتفاق الذي عُقد بين البلدين في مارس الماضي، كما أنه يؤكد على رغبة الطرفين في استئناف العلاقات، وهو الأمر المشروط بمدي جدية التزام النظام الإيراني بما جاء في هذه المبادرة، وهو الشرط الخاص بعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، كركيزة أساسية لإنجاح الاتفاق، فالمملكة من جهتها لديها رغبة أكيدة في إنهاء الصراع بينها وبين طهران، وتأثير ذلك بشكل إيجابي على عدد من قضايا المنطقة، خاصة المتعلق بالحرب في اليمن، فالسعودية تريد إنهاء هذه الحرب التي كبدتها بعض الخسائر.

ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الوزيرين اتفقا على وضع الخطوات الإيجابية من أجل تحقيق الاتفاق النهائي بين الأطراف، وذلك في إطار دعوة  وجهها الملك السعودي «سلمان بن عبدالعزيز» للرئيس الإيراني «إبراهيم  رئيسي» لزيارة رسمية إلى الرياض، وهو ما يؤكد رغبة المملكة في استئناف العلاقات مع الجانب الإيراني.
"