هنا دمشق من القاهرة.. دلالات زيارة وزير الخارجية السوري لمصر
وتجدر الإشارة إلى أن «المقداد» أجرى خلال زيارته مباحثات مع نظيره المصري حول دعم التعاون وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، هذا بجانب مناقشة أبرز التطورات ذات الاهتمام المشترك بدول المنطقة والعالم.
دلالات التوقيت
وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع جملة من التطورات، أبرزها اقتراب القمة العربية المزمع انعقادها بالعاصمة السعودية الرياض في مايو المقبل وتحركات بعض الدول الإقليمية لإعادة سوريا إلى الجامعة بعد تعليق عضويتها في 2011، وتأتي الإمارات على رأس هذه الدول الساعية للمضي قدمًا في هذه الخطوة، كما تُعد أولى الدول العربية التي استضافت الرئيس السوري «بشار الأسد» الذي أجرى في 19 مارس الماضي زيارة هي الثانية له إلى الإمارات.
وتقع أيضًا بعد زيارة أجراها وزير الخارجية المصري «سامح شكري» إلى سوريا في 24 فبراير الماضي، وكانت أول زيارة من نوعها لوزير خارجية مصري إلى الأراضي السورية منذ أكثر من 10 سنوات، والتي جاءت عقب زلزال كهرمان مرعش الذي ضرب شرق سوريا، بهدف تأكيد مصر على مساندة سوريا في أية أزمات تواجهها، وبالتزامن مع زيارة لوفد من اتحاد البرلمانات العربية إلى دمشق لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية.
كما أن الزيارة تأتي في إطار مساعي كل من المملكة العربية السعودية وسوريا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما خلال الفترة المقبلة بعد قطيعة دامت عشر سنوات، وذلك بعد أن أعادت المملكة مطلع مارس الماضي لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران برعاية صينية بعد قطيعة سبع سنوات.
وفي ضوء ما تقدم، يمكن القول إن سوريا تعي جيدًا أهمية الدور المصري، وما يمكن أن تقدمه القاهرة بقيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» في حلحلة الأزمة السورية، والتوصل لتسوية سياسية تفضي بوضع حد للأزمة، ومساندة ودعم الشعب السوري.
وحول زيارة الوزير السوري إلى القاهرة، يوضح الدكتور «محمد صادق إسماعيل» مدير المركز العربي للدراسات السياسية، أن هذه الزيارة تعد بداية جيدة لعودة التفاعلات بين مصر وسوريا من جهة، وسوريا والدول العربية من جهة، إذ إن دمشق تعد أحد وأهم أعمدة الأمن القومي العربي، ولذلك فإن استقرارها وضمان أمنها سينعكس بشكل إيجابي على استقرار دول المنطقة العربية.
وأضاف «إسماعيل» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن شغور المقعد السوري كان خطأ جسيمًا؛ لأن دول المنطقة عليها أن تضع في اعتبارها أن مسألة اختيار الرئيس تخص الشعب وحده، خاصة أن ابتعاد سوريا عن محيطها العربي نجم عنه زعزعة الأمن القومي العربي، بل وساهم في دخول جهات خارجية إلى الأراضي السورية، ومن ناحية أخرى ينبغي على دول المنطقة استغلال التوقيت الراهن والعمل على وضع خطوات تسهم في إدماج سوريا، وتقديم حلول سياسية من قبل لتسوية الأزمة.





