بعد التصعيد في سوريا.. مآلات الصراع الإيراني الأمريكي
الخميس 13/أبريل/2023 - 06:48 م
محمد شعت
يتصاعد الصراع الأمريكي الإيراني على الأراضي السورية مؤخرًا، وذلك بعد تبادل الضربات بين الجانبين، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن مقتل 14 مقاتلًا مواليًا لإيران بضربات جوية نفذها الجيش الأمريكي في شرق سوريا.
وتضمن الرد الإيراني،
استهداف ثلاث قواعد أمريكية في سوريا هي: قاعدة حقل العمر النفطي وحقل نفط كونوكو
وقاعدة الشدادي، وأرسلت طهران رسائل بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديد
الأمريكي والإسرائيلي لثكناتها العسكرية في سوريا، وذلك في الوقت الذي أبدت فيه الميليشيات
المرتبطة بإيران استعدادها للتصعيد والاشتباك مع القوات الأمريكية وقوات التحالف
الدولي.
تهديدات متبادلة
في إطار التصعيد المستمر بين الجانبين حذرت الجماعات المرتبطة بإيران في سوريا، في بيان للجنة الاستشارية الإيرانية في سوريا، الولايات المتحدة من الانتقام، إذا تم استهداف مراكزها وقواتها على الأراضي السورية، مؤكدة أن الرد والانتقام لن يكون سهلًا، مشيرة إلى أن الضربات الجوية الأمريكية خلفت 14 قتيلًا وجريحًا واستُهدفت مراكز الخدمة ومخازن الطعام.
وفي إطار التهديد شديد اللهجة من جانب إيران، قالت اللجنة الاستشارية الإيرانية: نحذر "العدو الأمريكي" من أن لدينا ذراعًا طويل المدى، ولدينا القدرة على الرد في حال استهداف مراكزنا وقواتنا على الأراضي السورية ولن يكون انتقامنا سهلًا".
من الجانب الأمريكي، جاءت التصريحات شديدة اللهجة بأن أمريكا مستعدة بقوة لحماية شعبها، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكنها مستعدة للعمل بقوة لحماية شعبها، وجاءت هذه التصريحات بعد الضربات الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي في سوريا وأسفرت عن مقتل مقاتلين موالين لإيران، بحسب وصفه.
وجاء هذا التصعيد بعدما استهدف هجوم بطائرة مسيّرة منشأة أمريكية، وبحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الهجوم استهدف منشأة صيانة في قاعدة لقوات التحالف قرب الحسكة في شمال شرق سوريا، وقد أسفر الهجوم عن مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة 6 أمريكيين آخرين.
وفي تعليق للبنتاجون على الواقعة، فقد أكد أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتبر الطائرة بدون طيار إيرانية المنشأ، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه بتوجيهات من الرئيس جو بايدن فقد شنت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربات جوية دقيقة الليلة في شرق سوريا ضد ما وصفه بـ «منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني».
مآلات الصراع
رغم التصعيد المتزايد بين الجانبين، لكن الطرفين لن يتجاوزا السقف المعهود في الصراع خلال السنوات الماضية، والذي يعتمد على توجيه ضربات لأذرع إيران في المنطقة من جانب واشنطن، والرد الإيراني الذي يقتصر بردود محدودة على منشآت أمريكية في المنطقة.
سيحافظ الطرفان على عدم الانجرار إلى صدام مباشر لا يتحمل تبعاته كلا الطرفين، في ظل الأوضاع الاقتصادية الإيرانية المتردية بسبب العقوبات، كما أن الجانب الأمريكي أيضًا سيلتزم بالتصعيد المحسوب، وعدم التورط في حرب جديدة، في ظل الانتقادات في الداخل الأمريكي لسياسة تعامل إدارة بايدن مع العديد من الملفات.
في ظل اهتمام إيران بترسيخ وجودها في سوريا والرهان على مشاركتها في عمليات إعادة الإعمار، ستسعى إلى تحريك أذرعها لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، إذا ظلت واشنطن تمثل تهديدًا لمصالح طهران في سوريا.
حال عدم تحقيق أي تقدم في مفاوضات الاتفاق النووي "المتعثر" - والذي يحرص الجانبان على تحقيق فوائد من إتمامه خاصة الجانب الإيراني- وفي ظل التنسيق الأمريكي الإسرائيلي قد تشهد الفترة المقبلة عودة لحروب الظل واستهداف منشآت في الداخل الإيراني، خاصة المنشآت النووية والعسكرية.





