قتلوه والقوا جثته بجوار السجن.. جنازة «المكحل» تُنذر بنهاية الحوثي
الثلاثاء 11/أبريل/2023 - 08:14 م
آية عز
يشهد الشارع اليمني انتفاضة شعبية عارمة، عقب مقتل الناشط اليمني حمدي الخولاني الملقب بـ«المكحل» على يد جماعة الحوثي، يوم الأحد 26 مارس 2013، وتحولت جنازته لانتفاضة كبيرة شارك فيها آلاف اليمنيين، من رجال ونساء في مدينة إب، بحسب وكالة أنباء «سبأ».
كان المكحل بداخل أحد سجون الميليشيات في إب بعد أيام من اختطافه، وتم قتلة ورميه في أحد المباني المجاورة للسجن، للتغطية على تهمة قتله.
خطوة غير مسبوقة
توثق مقاطع الفيديو التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، غضب المشيعين الذين نددوا بجريمة مقتل الشاب "المكحل"، على يد ميليشيات الحوثي، وطالبو برحيل الجماعة الانقلابية.
وكان المحتجون، الذين تجمعوا أمام المسجد الكبير في إب، قد واجهوا إطلاق الرصاص من قبل الميليشيات الحوثية، الأمر الذي دفع المحتجين على إنزال شعارات الميليشيات المستوحاة من «الخمينية»، من فوق المباني العامة وتمزيقها، تلك الخطوة غير مسبوقة، وتؤكد الرفض الشعبي الكبير لتلك الجماعة.
وكانت الجماعة في أواخر أكتوبر 2022، ألقت القبض على الناشط و"اليوتيوبر" "المكحل" للمرة الثانية، بعد حملة عسكرية حوثية حاصرت منزله وحي السكن الخاص به في المدينة القديمة بمديرية المشنة في محافظة إب، وجاء اعتقاله على خلفية بثه مقاطع فيديو على منصة «اليوتيوب»، والتي وجه فيها انتقادات لميليشيات الحوثي وزعيمها، وذلك تعبيرًا عن استنكاره للأوضاع المعيشية الصعبة والتجاوزات والممارسات التي تنتهجها الميليشيات في مناطق سيطرتها.
تم اعتبار هذه الممارسات مخالفة وجرائم يُعاقب عليها.
محاولة احتواء الغضب
فبعد الاحتجاجات الشديدة التي شهدتها المدينة والتي تزايدت يومًا بعد يوم، اتخذت الجماعة الانقلابية مجموعة إجراءات لمحاولة احتواء حالة الغضب الشعبي.
بدأت الجماعة بشن سلسلة من الاعتقالات التي طالت العشرات من المواطنين المتهمين بالتحريض على الاحتجاجات، ونشرت مئات العناصر المسلحة في شوارع كمحاولة لتهدئة الوضع.
وكذلك أصدرت إدارة أمن المحافظة بيانًا تتهم فيه المعارضة بتصفية أحد المعتقلين دون ذكر أي تفاصيل عن الجهة التي قامت بهذا العمل.
جنازة المكحل
ومن جهته كتب فهمي الزبيري، مدير عام مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء اليمن، مقالة وصف فيها حالة الغضب الشديد التي تشهدها محافظة إب في اليمن على خلفية مقتل الشاب حمدي الملقب بـ "المكحل"، والتي تعبر عن غضب الملايين من اليمنيين ضد جماعة الحوثي.
كما يتحدث مقال فهمي، عن تشييع الشهيد المكحل بطريقة مهيبة وبمشاركة كبيرة من أبناء المحافظة، الذين رفعوا شعارات ثورية ونصبوا العلم الجمهوري.
ويُشير، إلى أن ميليشيا الحوثي حاولت وقف تلك الانتفاضة بإطلاق الرصاص الحي لتفريق المشيعين، لكنهم استمروا في تشييع الشهيد بالرغم من ذلك.
وأكد الزبيري في المقال، أن هذه المشاهد الثورية الساخطة هي الحالة الحقيقة والتعبير الفعلي لملايين اليمنيين، الذين ضاق خلقهم من الانتهاكات والقمع الذي يمارسه الحوثيون ضدهم.
وأوضح، أن الشهيد المكحل هو صوت كل اليمنيين والمظلومين، وأن تشييعه المهيب جاء في الوقت الذي تتوهم فيه ميليشيا الحوثي أن سياسة القمع والإرهاب والتعذيب ستمنع الأصوات المنادية بالحرية والكرامة والخروج من نفق الظلم والقهر والجوع والحرمان الذي فيعيشه الناس منذ ثمان سنوات.
وكذلك تتحدث المقالة، أيضًا عن محاولة المليشيات التنصل من انتهاكاتها وجرائمها وتلفيق أكاذيب ضد الأبرياء.
واختتم المقالة بالتحذير، من أن الغليان الشعبي يتضاعف وتقترب شرارة الثورة التي ستقتلع هذه الآفة التي أنهكت اليمن.
لا خوف من الموت
من جهته قال الناشط السياسي اليمني، عبد القادر نعيم، إن الشعب اليمني أصبح لا يخاف الموت، من شدة الانتهاكات الحوثية والحياة الضنك التي فرضتها عليهم الحماعة، فأصبح الموت هو الراحة الأبدية لنا والخلاص من هذا العذاب.
وأكد نعيم في تصريح خاص لـ "المرجع"، أن مقتل المكحل، كان عبارة عن شرارة الغضب التي ستحرق الحوثي قريبًا، لأن المواطنين أصبحوا لا يخشونهم من كثرة الانتهاكات التي تعرضوا لها فلا يوجد شيء لم تفعله تلك الجماعة ضدنا.





