ad a b
ad ad ad

بعد تمكن طالبان من السلطة في أفغانستان.. الحركة تطلق عناصرها ووزراءها لإطلاق التهديدات ضد الشعب الأفغاني

الأربعاء 26/أبريل/2023 - 09:55 م
المرجع
مصطفى محمد
طباعة
بدأت حركة «طالبان» بعد تمكينها من حكم أفغانستان إلى إطلاق عناصرها بوجه الشعب الأفغاني وتهديده علنًا بمن يعارض الحركة في قرارتها، ويعترض على أوامرها بالقتل جزاء وقوفه بوجه الحركة الحاكمة، حيث كان لوزير التعليم العالي لطالبان المدعو «ندا محمد نديم»، السبق في تهديد الشعب الأفغاني، بعد نجاحه في حظر النساء ارتياد الجامعات، بقتل كل من يخالف حكومة طالبان تحت ادعاء زعزعة النظام سواء بالقلم أو النطق أو الأفعال، حيث أكد مراقبون في الشأن الأفغاني، أن حركة طالبان وسياسييها ليس لديهم خيار ولا حل معقول للخروج من الأزمة الحالية في البلاد.

تهديدات

أطلق وزير التعليم العالي في حكومة طالبان المدعو «ندا محمد نديم»، تهديدًا واضحًا وصريحًا ضد الشعب الأفغاني، وتحديدًا ضد كل معارضي الحركة في الداخل، حيث قال إنه يجب قتل كل مَن يخالف الحكومة، مبررًا ذلك بأن هذا الأمر يزعزع النظام الطالباني، فيجب قتل كل من يزعزع النظام بالنطق أو القلم أو الأفعال.

وعلى الرغم من تعهُّد حركة طالبان بإبداء مرونة أكبر بعد توليها السلطة، فإنها سرعان ما عادت إلى تفسيرها المتشدّد الذي طبع حكمها بين 1996 و2001، زادت الحركة تدريجيًّا التدابير المقيّدة للحريات، لا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن من غالبية الوظائف العامة أو أعطين أجورًا زهيدة لحضّهن على البقاء في المنزل.

ونجح في السابق، وزير التعليم العالي ندا محمد نديم، في حظر النساء من ارتياد الجامعات وبرر قراره بعدم التزام الطالبات، التعليمات بشأن الحجاب، في إشارة إلى إلزامية تغطية المرأة رأسها ووجهها وجسدها بالكامل في أفغانستان، بالإضافة إلى الخروج برفقة محرم، حيث عدد أسباب القرار منها عيش الفتيات في الأقسام الداخلية دون محرم وعدم الالتزام بالحجاب الشرعي، والاختلاط والدراسة في مهن لا تليق بالنساء، حسب قوله.

وكانت الجامعات قد وضعت قواعد جديدة بعد عودة طالبان إلى السلطة هدفت فصل صفوف الشباب عن الشابات، ولم يُسمح لهن بتلقي الدروس إلا من معلمات أو رجال مسنين.

في الجهة المقابلة، أكد «أحمد سيد أبو سليمة»، الباحث في الشأن الأفغاني، أن معنى حديث المدعو «ندا محمد نديم» وزير التعليم العالي لحركة طالبان، أنه إذا قال لا يحق لك حرمان ابنتي من التعليم، فهل ستحكم عليك بالإعدام إذا كان هذا النوع من التحذير ليس تطرفًا فما هو التطرف؟، متسائلًا: «هل يتجرأ زعيم طالبان أو وزيرة التعليم العالي ندا محمد نديم وآخرين على إصدار حكم بالإعدام على سراج الدين حقاني؟ لأن حقاني عارض احتكار السلطة وتشويه سمعة النظام. أم أن قوة الملا هبة الله وأتباعه فقط على الغرباء؟».

وعن الشعب الأفغاني ومعاناته في ظل وجود الحركة، أوضح الباحث في الشأن الأفغاني، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن شعب أفغانستان فقير وعاجز لدرجة أنهم وضعوا كل أملهم وثقتهم في عدد قليل من السياسيين العاطلين عن العمل الذين ليس لديهم خيار ولا حل معقول للخروج من الأزمة الحالية في البلاد، مؤكدًا أنه لا أمل من السياسي الذي لا نراه منه سوى بيان ذكرى استشهاد كذا وكذا.

ونوّه الباحث في الشأن الأفغاني، أن السياسيين والسفراء الأفغان الجديرين بالثقة وأيديهم ليست ملوثة بالفساد، يجب أن يذهبوا للتحدث مع طالبان، موضحًا أن الحركة لن تسقط بسهولة، والحرب ليست الحل، ومن يريد الحرب يجب أن يأتي ويدير الحرب من الداخل؛ لأن الناس ليسوا على استعداد للتضحية من أجل مصالح أمراء الحرب الهاربين.

وتوقع الباحث في الشأن الأفغاني أن الحركة ستضطر عاجلا أم آجلا للتحدث؛ لأن هناك ضغوطًا داخلية وخارجية وتحديات سياسية واقتصادية وأمنية، مشيرًا إلى أن أي حكومة في أفغانستان مجبرة على التحدث مع معارضيها، ولكن حتى يأتي اليوم الذي تأتي فيه طالبان، يجب تحديد الممثلين الحاليين للشعب.
"