الشمال المالي.. نقطة تمركز للإرهاب وسط غياب أمني
باتت منطقة شمال جمهورية مالي،
نقطة تمركز للإرهاب، إذ يتكثف فيها وجود عناصر جماعتي «نصرة الإسلام والمسلمين» و«بوكو
حرام» الإرهابيتين، التابعتين لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في إفريقيا.
ووفقًا لتحقيقات كشفت
عنها السلطات في مالي الواقعة بغرب أفريقيا، عن طريق أحد أربعة إرهابيين فارين من
أحد السجون في العاصمة الموريتانية نواكشوط في مارس 2023، فإن منطقة تمبكتو عاصمة
الشمال في مالي، تحولت إلى مركز للإرهاب العنيف .
تدهور الأوضاع الأمنية
يقول أبو الفضل الإسناوي،
مدير تحرير مجلة السياسة الدولية المصرية، إن تمركز تنظيمي "داعش"
و"القاعدة"، في منطقة شمال مالي، يرجع إلى تدهور الأوضاع الأمنية في
منطقة الساحل ككل، وخاصةً مالي وذلك بعد فشل حكومتها في تنفيذ اتفاق السلام الموقع
مع الحركات الأزوادية في الجزائر في عام 2015.
وأكد في تصريح خاص
لـ«المرجع»، أن الحركات الأزوادية، لعبت خلال الفترة الماضية، دورًا كبيرًا في
التصدي للجماعات الإرهابية المنتشرة في شمال مالي، الأمر الذي أدى إلى تقليص
انتشار تلك الحركات في المنطقة.
إلا أن نفوذ الجماعات
الإرهابية، عاد مرة أخرى -بحسب مدير تحرير السياسة الدولية- ، نتيجة تدهور الأوضاع
الأمنية بسبب عدم تنفيذ اتفاق الجزائر، مستفيدة من الفراغ الذي يتركه الجمود
السياسي والاقتصادي في شمال مالي، مشيرًا إلى أن ضعف الحكومة المالية،
وحالة الاضطراب السياسي التي تعيشها البلاد، إضافة إلى الفراغ الأمني، كل هذه
العوامل شجعت الجماعات الإرهابية على الانتشار والعودة مرة أخرى إلى شمال مالي.
فراغ أمني
من جانبه، يرى محمد رشوان
توفيق، الباحث في الشأن الإفريقي، في تصريح خاص لـ"المرجع"، أن تزايد
وجود الجماعات الإرهابية في شمال مالي يعود إلى حالة الفراغ الأمني التي تعاني
منها البلاد، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية بعد فشل الحكومة في تنفيذ اتفاق السلام
الموقع مع الحركات الأزوادية في الجزائر عام 2015، والتى كان لها دور بارز في
مواجهة الجماعات الإرهابية مثل "داعش" وحركات أخرى.
وبالتالي، يكمل الباحث، فإن
عدم تنفيذ اتفاق الجزائر أدى إلى زيادة نشاط الجماعات المتطرفة المنتشرة في
المنطقة مستفيدة من الفراغ الذي يتركه الجمود السياسي والاقتصادي في شمال مالي.
وقال الباحث في الشأن
الإفريقي، إن من أبرز الجماعات الموجودة في الشمال المالي، والتي تقوم بالعديد من
الانشطة، التي أدت إلى زيادة عدد الهجمات الإرهابية المنفذة في منطقة الساحل بنسبة 55%
وفقًا لتقديرات مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2022 هي؛ جماعة بوكوحرام في نيجيريا،
وجماعة الصحراوي التي تأسست عام 2014 وأعلنت ولاءها لتنظيم داعش، وجماعة نصرة الإسلام
التي تكونت في مالي عام 2017 .
وتابع الباحث في الشأن
الإفريقي قائلًا، إن حالة النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي
انطلاقًا من شمال مالى مرورًا بموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر، أدت الى عدم
الاستقرار السياسي في تلك البلدان، إذ حدث انقلابان عسكريان في مالي نتيجة فشل
النظام الحاكم في مواجهة تلك الجماعات، وكذلك الحال في بوركينا فاسو، نتيجة عدم
قدرة الشعوب على استمرار تدني الأوضاع الأمنية، ما أدى إلى خروج مظاهرات رافضة
لوجود القوات الأجنبية التي تساعد في دحر الإرهاب، مثل قوات برخان الفرنسية، وبدأت
المنطقة في الاستعانة بدور مجموعة فاجنر الروسية لعلها تكون الملاذ من تدني وتدهور
الأوضاع الأمنية، وهو ما انعكس على الاستقرار السياسي والاقتصادي في منطقة الساحل
بشكل عام.





