يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أفغانستان.. قراءة في استهداف المقار الحكومية لـ«طالبان» واغتيال محافظ بلخ

الأربعاء 15/مارس/2023 - 09:56 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

لا تزال التهديدات الأمنية، تحاصر الشعب الأفغاني من كل مكان، بما ينذر باشتعال مواجهات مسلحة أكثر ضراوة من سنوات الحرب الأهلية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء، وسط وضع اقتصادي واجتماعي وسياسي لا يحقق أدنى الحقوق الإنسانية للمواطنين.


وخلال الشهرين الأخيرين، وقعت متغيرات أمنية خطيرة على الساحة الأفغانية، تارة بإعلان الجهاد المسلح من قبل معارضي «طالبان» ضد الحركة، أو من خلال بوادر انقلاب داخلي في الحكومة المؤقتة يقف على رأسه أكبر القيادات الأمنية والعسكرية، إضافة لتصعيد هجمات تنظيم «داعش» الذي بدأ يستهدف المقرات الحكومية.


استهداف محافظة بلخ


صباح الخميس 9 مارس الجاري، أعلن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد أن انفجارًا استهدف اجتماعًا داخل مبني محافظة بلخ شمالي البلاد، أدى إلى مقتل محمد داوود مزمل حاكم الإقليم.

 

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان أن الانفجار أدى إلى مقتل اثنين من رفاق المحافظ، وإصابة ما يزيد على عشرة أشخاص.


وتزامن استهداف مقر حاكم بلخ انفجار آخر في مفترق "قمبر" بالعاصمة كابول.


ولم تعلن حركة «طالبان» عن تفاصيل التفجير الذي وقع في بلخ، كما لم تعلن أية جهة حتى اللحظة مسؤوليتها عن العملية التي تتعدد الجهات المستفيدة من استهداف ممثل الحركة في بلخ وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي.


ويعتبر مزمل واحدًا من كبار القيادات في الحركة، وكان قائدًا عسكريًّا مهمًا في ساحات المعارك بين «طالبان» ومعارضيها قبل وصولها إلى السلطة، كما شغل منصب حاكم الظل في ولاية أروزغان ثم هلمند، وتشير التقارير المحلية إلى وجود روابط قوية بيت مزمل وأجهزة المخابرات الإيرانية. وخاض معارك ضارية مع الحركة ضد تنظيم داعش.


دلالات العملية


منذ بداية العام الجاري زادت عمليات «داعش» ضد «طالبان» ووصلت إلى اغتيال قيادات ومسؤولين حكوميين في الحركة، خلال أداء عملهم، كان آخرها تلك العملية التي استهدفت محافظ بلخ وقبلها استهداف مقر وزارة الخارجية التابعة لطالبان في العاصمة الأفغانية كابول، وهو ما يوحي أن الحركة باتت مخترقة من التنظيم بشكل خطير.


وحصل «المرجع» على معلومات من مصادر أفغانية تشير إلى وجود حالة ارتباك داخل «طالبان»، بعد اكتشاف أن تنظيم «داعش» تمكن من اختراق الحركة حتى على مستوى القيادات المحليين، وكذا على مستوى بعض الكوادر العسكرية والإدارية في كابل والذين يسربون معلومات وأسرار الحركة إلى التنظيم.


يؤكد تلك المعلومات ما تداوله نشطاء أفغان عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول اعتقال مسؤولين محليين في حكومة طالبان، بينهم قاري مجيب -مدير الزراعة في بنجشير- خلال الأسبوع الأول من مارس الجاري، ومن بعده اعتقال مولوي راشد -المستشار الثقافي في إقليم بدخشان- بتهمة التورط في تسريب معلومات إلى تنظيم داعش.


كما نشرت صحف محلية أنباء عن اعتقال عبد المجيب مشفق، مسؤول الزراعة والري والثروة الحيوانية في إقليم بنجشير بالعاصمة الأفغانية كابول بتهمة إساءة استخدام السلطة بعد اكتشاف وجود متفجرات بحوزته واتهامه بالتنسيق مع تنظيم داعش.


ورغم هذه الأنباء تتكتم «طالبان» على تلك التفاصيل ولا ترغب في الإفصاح عنها بشكل رسمي، حتى تخفي حالة الانقسام الدائرة داخلها حاليًّا والانشقاقات التي أدت إلى استقطاب تنظيم داعش ولاية خراسان للكثير من عناصرها؛ ومن بينهم قيادات في هيكلها الإداري.


ومع تزايد استهداف المقرات والمسؤولين المحليين في الحركة بات ما تتكتم عليه الحركة أكثر وضوحًا، إذا يتلاعب تنظيم «داعش ولاية خراسان» بعناصر الحركة ذوي الميول الجهادية القديمة الذين لا يوافقون على منهجها السياسي، وبالتالي تمكن التنظيم بهذه الصورة من تجنيد عددٍ كبيرٍ منهم في مفاصل الهيكل الإداري للحركة بهدف الحصول منهم على معلومات تمكنهم من تصفية شخصيات بارزة في الحركة، مثل حاكم ولاية بلخ، مما يوحي بإمكان تكرار العملية مستقبلًا.

 

الكلمات المفتاحية

"