ad a b
ad ad ad

في الذكرى الثالثة.. كيف تدافع طالبان عن اتهامها بعدم الالتزام باتفاق الدوحة؟

الخميس 09/مارس/2023 - 02:36 م
المرجع
محمد يسري
طباعة

تحل خلال هذه الأيام الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق الدوحة بين حركة طالبان والولايات المتحدة، ولا تزال الاتهامات تحاصر الحركة بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، والتي تنص على عدم السماح للجماعات الإرهابية باتخاذ الأراضي الأفغانية ملاذًا آمنًا لعملياتها سواء ضد محيطها الإقليمي أو ضد مصالح دول التحالف، ومن بين هذه الجماعات تنظيم داعش الإرهابي، الذي تتباين العلاقات بينه وبين الحركة، بين الرضا بوجوده تارة والمعارك الدامية تارة أخرى.


دفاع طالبان


ومع ازدياد هذه الاتهامات ظهر خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعائدين نهاية فبراير 2022م خلا اجتماع عقده للاحتفال بالذكرى الثالثة لتوقيع اتفاق الدوحة، وأقسم حقاني- بحسب صحيفة Hasht e Subh Daily الأفغانية وقال: أقسم أمام الله أن هذه المجموعة- يقصد طالبان- لم ولن تنتهك اتفاق الدوحة.


وأضاف: «نحن مسلمون، نؤمن بالله. نحن ندافع عن اتفاقنا ونحن ملتزمون باتفاقنا». واشار حقاني إلى أن من يطالبون الحركة بالالتزام باتفاق الدوحة هم الأولى بالالتزام بها، مطالبًا الولايات المتحدة بالوفاء بما تعهدت به. فهي لم تعترف حتى الآن بنظام طالبان.


وقال الملا عبد الغني بردار، النائب الاقتصادي لرئيس وزراء طالبان خلال الاجتماع ، إن أمريكا لا تتفاعل مع هذه الجماعة فحسب ، بل تمنع دولًا أخرى من التعامل مع طالبان.


علاقات متشابكة


غير أن هذا الدفاع لا ينفي تتشابك العلاقات بين الحركة والتنظيمات الإرهابية في أفغانستان؛ خاصة القاعدة وداعش، فمنذ إنشاء ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، والتي كانت الحركة الرافد البشري الأول للتنظيم، الذي استقطب المنشقين عن الحركة، وكان من بينهم أبرز قياداته، وعلى رأسهم الزعيم الأول لولاية خرسان حافظ سعيد خان.


وقبل نشوء ولاية خراسان في المنطقة الممتدة بين إيران وأفغانستان وباكستان كانت هناك حالة من الرضا داخل الحركة عن تنظيم داعش الإرهابي؛ إذ أعلنت حركتا طالبان أفغانستان وباكستان ولاءهما للتنظيم، في 4 أكتوبر 2014م وخاطب المتحدث باسمها شهيد الله تنظيم داعش، قائلًا: نحن يا إخواننا فخورون بكم وبانتصاراتكم، نحن معكم في أفراحكم وأتراحكم.


ولم يمر عام على تأسيس ولاية خراسان إلا وبدأت العلاقات بين الطرفين تدخل مرحلة أخرى وهي مرحلة الصراع، فقد ساهم تنظيم داعش في إزكاء الانشقاقات داخل الحركة بعد محاولة اغتيال حافظ سعيد خان واغتيال مساعده عبدالرؤوف خادم عام 2016، واستغل عدم الإعلان عن وفاة الملا عمر الزعيم الأول للحركة في إحداث شروخ جديدة داخل الحركة من أجل التقاط المنشقين عنها، وبالفعل نجح التنظيم في ذلك بشكل كبير.


الأمر الذي دفع مجلس شورى قيادة طالبان إلى إرسال رسالة باسم نائب أمير (الإمارة الإسلامية) الملا أختر محمد منصور، إلى زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي في 16 يونيو 2015م مطالبًا بعدم التدخل في الشأن الأفغاني.


بعد وصول طالبان للسلطة


ورغم حالة التشابك بين الحركة والتنظيم، أعلن داعش العداء لطالبان بصورة مباشرة، ونفذ عملية ترحيب بوصولها للسلطة باستهداف مطار كابل بهجوم مسلح أسفر عن مقتل وإصابة العشرات بينهم جنود أمريكيون، واستغل التنظيم حالة المهادنة التي حاولت حركة طالبان الظهور بها مع الشيعة باستهداف مساجدهم، واستهداف مساجد الصوفية القريبة من التوجه الأيديولوجي للحركة.


ومع تزايد عمليات التنظيم الإرهابي في أفغانستان، وبعض تصريحات المسؤولين بالحركة التي توحي بالرضا عن وضع التنظيم أو التهوين من مخاطره، بدأت الاتهامات تحاصر الحركة، بإيواء الإرهابيين أو توفير ملاذ آمن لهم، وارتفعت وتيرة هذه الاتهامات بعد مقتل أيمن الظواهري زعيم حركة طالبان في مبنى تابع لوزير الداخلية بحكومة طالبان.


النار تحت الرماد


ويوضح حسين مطاوع الباحث في الجماعات الإسلامية والسلفية، أنه لا يوجد رماد بغير نار، ومحاولات حركة طالبان التنصل من أيديولوجيتها وعلاقاتها بالجماعات المسلحة لا تثبت أمام الواقع رغم ما بينها وبين هذه الجماعات من خلاف ونزاعات تصل أحيانًا إلى حد تكفير الحركة كما حدث مؤخرًا من تنظيم داعش.


وأضاف: تصريحات قيادات الحركة حول الالتزام باتفاق الدوحة، قد تكون له وجاهته من الناحية السياسية، فالمعلن أن الحركة تحارب تنظيم داعش، والتنظيم ينفذ عمليات مسلحة ضد الحركة، لكن يبقى أن الروافد الإيديولوجية بين الجماعتين واحدة، إضافة إلى أن الحركة كانت الرافد البشري الأول للتنظيم.


وقال: إن قدرات الحركة الحالية لا تتناسب مع محاربة تنظيم داعش، وهذا أمر واقع حتى لو كانت لديها إرادة سياسية لذلك، لكن في الوقت نفسه هذه الإرادة ليست واضحة إلى الآن.

"