يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

أربعة تداعيات خطيرة.. ماذا يعني اقتراب إيران من حلم القنبلة النووية؟

الجمعة 10/مارس/2023 - 10:25 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها، أن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، مشيرة إلى أن هذا المخزون ارتفع في 12 فبراير الماضي إلى 3.760,8 مقابل 3.673,7 كيلوجرام في أكتوبر 2022.

 

ويشير التقرير إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب زاد بما يقدر بنحو 87.1 كيلوجرام منذ آخر تقرير في اكتوبر 2022 ، كما أن المخزون يتجاوز 18 مرة السقف المسموح به.

 

انتهاك القيود

 

تقرير الوكالة الذرية للطاقة الذرية، أشار إلى رصد جزيئات مخصبة بنسبة أقل بقليل من 90 في المائة داخل معامل فى ايران.

 

وجاء في تقرير الوكالة: «أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60 في المائة في نوفمبر 2022 أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية».

 

وتابع التقرير: أن المباحثات جارية بين الوكالة وإيران لتوضيح الأمر، مشيرًا إلى أن طهران لا تزال تنتهك القيود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، حيث يأتي هذا التقرير قبل بضعة أيام من اجتماع لمجلس حكام الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

 

مماطلة إيرانية

 

الباحث الأكاديمي المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور مسعود إبراهيم، يقول في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إنه رغم نفي إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 84% مع تأكيدات مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية علمها بالخطوات الجديدة في البرنامج النووي الإيراني، لكن كل المؤشرات تؤكد صدق مسؤولي الوكالة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

 

ووفق "إبراهيم"، استفادت إيران كثيرًا من المماطلة واستفادت أكثر من الانسحاب الأمريكي الأحادي الجانب من اتفاق 2015 ، لأنه أعطى لطهران الضوء الأخضر في استمرار مسيرتها النووية، حتى أن تقارير المفتشين الدوليين بعد ذلك قد أكدت أنهم اكتشفوا آثار يورانيوم مخصب بنسبة 60% في مواقع لم تعلن عنها إيران لمفتشي الوكالة، ويؤكد أن ايران لديها مواقع لأنشطة نووية سرية.

 

ويوضح الباحث في الشأن الإيراني أن مفاوضات فيينا والدوحة جاءت لتؤكد النهج الايراني في المماطلة وكسب المزيد من الوقت لتحقيق أهدافها، والهدف الإيراني كان واضحًا للجميع منذ البداية وهو امتلاك التقنية النووية العسكرية.

 

تداعيات خطيرة

 

يرى الباحث المختص في الشأن الإيراني أن امتلاك إيران لهذه النسبة من اليورانيوم المخصب له تداعيات خطيرة تتمثل، "أولا": في توسع النفوذ الإقليمي لها في المنطقة على حساب الدول العربية.

 

و"ثانيا": أن الدول العربية لن تقف مكتوفة الأيدى بل ستكون هناك مساع لامتلاك التقنية النووية، ما يعني تحول الشرق الأوسط إلى سباق للتسلح النووي، وهو الأمر الذي بلا شك سيلقي بظلاله على الأوضاع الاقتصادية وكذلك الطاقة والنفط.

 

و"ثالثا": فيما يتعلق بالدول الأوروبية والولايات المتحدة ستتغير رؤيتهما وتعاملهما مع إيران النووية إلى الاحتواء من أجل حماية مصالحهما في المنطقة وربما سيكون ذلك على حساب الدول العربية، وهذا الأمر يوضح السبب وراء إصرار إيران على امتلاك التقنية النووية لأنه بلاشك سيكون بوابة الخروج من الأزمة والتحول إلى لاعب اقليمى ودولي.

 

رابعًا: إن امتلاك ايران للتقنية النووية يعني مصدر قوة للحركات والميليشيات الشيعية في المنطقة، وهو ما يعني أن النفوذ الأيديولوجي أيضًا سيتوسع وربما يتسبب في حروب مذهبية بالمنطقة غير ما هو موجود حاليًا بل أكثر قوة.

 

ويختتم الباحث في الشأن الإيراني تصريحاته لـ"المرجع" بالقول، إن امتلاك إيران هذه التقنية رغم نفيها ورغم الفتاوى الشيعية بتحريم السلاح النووي هو الهدف وحلم نظام الملالي لأنه كما وفق رؤية مسؤولي إيران، يعد ضمان نجاح تجربة الجمهورية الإسلامية المهددة بين حين وآخر، وضمانة لنجاح المشروع الإقليمي الإيراني .

 

"