طالبان تنتقم من داعش وتقتل قائد خراسان.. والتنظيم يتوعد الحركة
السبت 04/مارس/2023 - 07:20 م
مصطفى محمد
خطوة جدّية اتخذتها حركة «طالبان»، بمحاربتها تنظيم ما يسمى بـ«داعش خراسان» في الداخل الأفغاني لتقليل خطورته والحد من عملياته الإرهابية في البلاد الممزقة، إذ أقدمت الحركة على قتل قائد الجناح العسكري للتنظيم هناك المدعو «قاري فاتح»، في عملية أمنية نفذتها على أحد مخابئ التنظيم في العاصمة كابل، ما اعتبره مراقبون أنه من أهم العمليات الناجحة التي قامت بها طالبان، من أجل القضاء على التنظيم للحفاظ على مكاسبها، واستقرار حكمها.
مقتل قاري فاتح
قال المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، إن قوات أمن طالبان قتلت قائد الجناح العسكري لداعش في أفغانستان، إذ تضمن البيان المنشور لذبيح الله مجاهد، عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بأنه تم القضاء على عنصرين من تنظيم داعش الإرهابي في عملية ليلية في كابول، وكان «قاري فاتح» هو أحد من تم استهدافهم في العملية.
وخلال عملية منفصلة في فبراير 2023، قتلت قوات الاستخبارات في طالبان ثلاثة من عناصر داعش، واعتقلت واحدًا في عملية في الجزء الشرقي من كابل، وزعمت الحركة أن داعش كان وراء الهجمات الأخيرة المنظمة في العاصمة.
ويعد قاري فاتح هو أحد قيادات تنظيم داعش الإرهابي في ما تسمي ولاية خراسان، حيث كان يشغل منصب أمير الحرب في خراسان، وزعيم المنطقة الشرقية، وقبل مقتله عمل زعيمًا لجهاز الاستخبارات والعمليات في التنظيم، كما أنه كان يعد العقل المدبر للعمليات الأخيرة في كابول، ومن ضمنها الهجمات التي شهدتها العاصمة الأفغانية كابول على الجهات الدبلوماسية والهجمات على الجوامع.
دلالات
وعن دلالات مقتل قائد الجناح العسكري لما يسمى بـ«داعش خراسان»، أكد الخبير في الحركات الإرهابية، «صبرة القاسمي»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن القيادي الداعشي هو أحد أهم قيادات التنظيم الإرهابي، وعملية استهدافه، تعدُ من أهم العمليات الناجحة التي نفذتها طالبان، بمساعدة استخبارتية وتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى «القاسمي»، أنه على الرغم من أهمية الضربة وأهمية مقتل أمير الحرب، إلا أن التنظيم سيستمر على قوته في ولاية خرسان، وأن مقتل «قاري» غير مؤثر في بناء التنظيم أو قوته العسكرية، كما أن بنية التنظيم في ولاية خرسان من القوة لتجاوز هذه العملية، لافتًا إلى أن التنظيم يختلف عن كثير من التنظيمات، حيث لا يعتمد على الأشخاص أو القيادات، وإنما يعتمد على استمرار الأفكار والمعتقدات، فعلى الرغم من مقتل العديد من القيادات والزعامات إلا أنه مازال مستمرًا.
واستطرد القاسمي، «العملية الناجحة التي نفذتها طالبان لها أهمية من حيث جديتها في مواجهة التنظيم، فصيد ثمين مثل قاري فاتح سيكون له آثاره في الأيام القادمة من رد الفعل الانتقامي للتنظيم، وهذا ما سارعت بعض اللجان الإعلامية للتنظيم بالإعلان عنه، كما أن الصراع بين التنظيم وطالبان صراع وجودي لذا تأخذ الحركة الأمر بجدية وتحاول القضاء على التنظيم من أجل الحفاظ على مكاسبها، واستقرار حكمها»، منوهًا إلى أن التنظيم لا يقبل المفاوضات أو المواءمات أو التحالفات، ولا يقبل إلا أن يكون هو المسيطر، لذا فطالبان تعرف خطورته وتحاول القضاء على هذه المخاطر الوجودية، فطالبان جادة ولا تستهدف التنظيم من أجل تقليل خطورته فحسب، وإنما تواجه التنظيم من أجل القضاء عليه.
الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية «هشام النجار»، أكد أن مقتل قائد الجناح العسكري لما يُسمى بـ«داعش خراسان» في أفغانستان، يأتي بعد انتقال الخلافات بين أجنحة طالبان إلى العلن، ما عكس حجم الصراعات داخل الحركة وفرضية حدوث انفصال لجناح حقاني الأكثر نفوذًا وتشددًا، منوهًا في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن هذا الجناح على صلة وثيقة بكل التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود وهناك تنسيق ميداني بينه وبين القاعدة بل اتهمته منظمات دولية بالتنسيق مع داعش.
ولفت الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، إلى أن العمليات التي نفذها داعش في السابق كانت من تدبير شبكة حقاني أو على الأقل تحت رعايتها وإشرافها، لابتزاز المجتمع الدولي من جهة والضغط على جناح هبة الله اخوندزاده من جهة أخرى، مؤكدًا أن استهداف قيادي كبير في داعش يرجع في الأساس للخلافات المحتدمة والصراعات الداخلية بين أجنحة طالبان.





