بنادق الملالي في أيدي الأمريكيين.. السلاح الإيراني تحت إمرة كييف
تبحث الولايات المتحدة الأمريكية حاليًّا إمكانية تزويد أوكرانيا بأسلحة إيرانية وقعت في يدها بالفعل خلال الآونة الأخيرة، إذ تمكن الجيش الأمريكي من الاستيلاء على أسلحة إيرانية قرب سواحل اليمن، كانت في طريقها للميليشيات الحوثية الانقلابية.
ولا يُعتقد أن تغير تلك الأسلحة من ميزان الحرب، نظرًا إلى كونها أسلحة غير نوعية معظمها من النوع الخفيف للاستخدام الفردي، وليست أسلحة ثقيلة، يمكنها الردع، لكنها تبعث برسالة لطهران، التي تزود روسيا بالطائرات المسيرة لتدمير البنية التحتية الأوكرانية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إرسال السلاح الإيراني إلى الأوكرانيين من شأنه أن يُساعد في محاربة القوات الروسية.
إمدادات من القوة النارية
وتفتح هذه الخطوة إمدادات جديدة من القوة النارية التي يمكن للولايات المتحدة وحلفائها الاستفادة منها، في الوقت الذي يبحثون فيه عن كيفية تلبية حاجات أوكرانيا من الدعم العسكري، وتسريع تسليمها في العام الثاني للحرب.
وعقدت الولايات المتحدة وحلفاؤها بحلف شمال الأطلنطي "ناتو"، اجتماعات لمناقشة طرق جديدة لتسريع تدفق الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا، ومعالجة نقص الإمدادات العسكرية خلال الحرب، وتسريع خطط تجديد المخزونات الحربية.
وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بأكثر من مئة مليون طلقة ونحو 13 ألف قاذفة قنابل يدوية.
وجاءت الفكرة لواشنطن مع تصاعد عمليات ضبط السلاح الإيراني، واشتداد الحاجة في المقابل لتأمين الذخائر لأوكرانيا، فناقش المسؤولون الأمريكيون فكرة إرسال الأسلحة المصادرة لها، خاصة بعد أن صادرت البحرية الأمريكية العام الماضي مليون طلقة على متن قارب صيد متجه من إيران إلى اليمن، وبعدها صادر الجيش الأمريكي أكثر من ألفي بندقية من قارب صيد صغير في خليج عمان.
وفي منتصف شهر يناير الماضي عثر الجيش الفرنسي على ثلاثة آلاف بندقية هجومية، وما يقرب من ستمائة ألف طلقة، وأكثر من عشرين صاروخًا مضادًّا للدبابات على متن قارب صيد آخر في خليج عمان.
رسالة أمريكية لإيران
رغم أن حجم الأسلحة المصادرة قد لا يُحدث تأثيرًا كبيرًا في المجهود الحربي، لكنه يبعث برسالة لإيران التي زوَّدت روسيا بالمئات من الطائرات المسيرة، كما أنه يفتح الباب أمام الولايات المتحدة لإعادة توجيه أنواع أخرى من الأسلحة التي تمَّ الاستيلاء عليها قبالة الساحل اليمني إلى كييف إذا احتاجت إليها، إذ قال مسؤول أمريكي: «هي رسالة لأخذ أسلحة تهدف إلى تسليح وكلاء إيران، وإعادة توجيهها لتحقيق أولوياتنا في أوكرانيا، حيث تزود إيران روسيا بالأسلحة».
من جانبه، أكد الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد عبادي، إن النظام الإيراني يتحدى القوانين الدولية ولا يلتزم بحظر السلاح على الحوثيين في اليمن، ولذلك تستمد واشنطن شرعية فكرتها من كونها تنفذ القرار الأممي بحظر التسلح.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن التوتر قائم بين إيران وعدد من الدول الغربية، وفي مقدمتها فرنسا في الأشهر الماضية، إذ صادرت الولايات المتحدة وفرنسا أسلحة وذخائر خلال الأشهر الأخيرة كجزء من جهد دولي يركز بشكل أساسي على منع طهران من تهريب الأسلحة إلى اليمن، لدعم ميليشيات الحوثيين الإرهابية.
وتابع الباحث في الشؤون الإيرانية قائلا إن الأمريكيين ضبطوا خلال الأشهر الأخيرة ما يزيد على خمسة آلاف بندقية هجومية، ومليون وستمائة ألف طلقة للأسلحة الصغيرة، وعدد من الصواريخ المضادة للدبابات، وآلاف الأسلحة الأخرى، قرب الساحل اليمني من مهربين يُعتقد في أنهم يعملون لصالح إيران.





